zouhir1971
مســـاعد أول
الـبلد : المهنة : بطال- adem سابقا المزاج : بارد التسجيل : 05/06/2008 عدد المساهمات : 501 معدل النشاط : 67 التقييم : 13 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: الشعور بالرضا جزاء معنوي الإثنين 9 يونيو 2008 - 14:38 | | | الشعور بالرضا جزاء معنوي
| من الملاحظ في واقعنا أن كل إنسان في علاقاته مع غيره يريد أن يتخذ الموقف الذي به يكون عندهم مرضيا ومحبوبا ومقبولا ومعززا.. ـ فالمرؤوس يريد أن يكون محترما عند الرئيس. ـ والمتعلم يريد أن يكون مشكورا عند المعلم. ـ والولد يريد أن يكون محبوبا عند الوالدين. ـ والمرأة تريد أن تكون موقرة عند زوجها. ـ والرياضي يريد أن يكون مقبولا عند المدرب. ـ والزوج يريد أن يكون معززا عند الزوج الآخر. ـ والضعيف يريد أن يكون في معية القوي.. ـ وهذا الجزاء الروحي لا يتحقق إلا لمن تحمل مسؤوليته تجاه من يريد أن ينال محبته.. بالمحافظة على موجبات ذلك الرضا. هذا إذا كانت العلاقة بين الإنسان وأخيه.. فكيف إذا كانت بين العبد وربه؟ ـ لا شك أنه لا بد لمن أراد ثواب الله الروحي أن يتحمل مسؤولية أعماله من باب أولى. ومن باب: فرض على الناس أن يتوبوا لكن ترك الذنوب أوجب والصبر في النائبات صعب لكن فوت الثواب أصعب والدهر في صرفه عجيب ولكن غفلة الناس أعجب وكل ما قد يجي قريب ولكن الموت من ذاك أقرب
ولهذا وجهنا الإسلام، لينمي فينا روح المسؤولية فيما نفعل أو نترك.. إلى المواقف التي بها نفوز بالثواب المعنوي.. ومن هذه المواقف ما جاء في القرآن الكريم معبرا عن المكافأة العاطفية من خلال حب الله ورضاه ومحبته ورحمته وبركته وكرمه (إن الله يحب المحسنين)، (يحب المقسطين)، (يحب الصابرين)، (يحب المتقين)، (يحب التوابين ويحب المتطهرين)، (يحب المتوكلين)، (فاتبعوني يحببكم الله)، (فاذكروني أذكركم)، (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك..) (وإن تشكروا يرضه لكم). (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بربهم يؤمنون)، (وهو يتولى الصالحين)، (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)، (إن أكرمكم عند الله أتقاكم...). ومن موجبات حبه تعالى ورضاه ما بيّنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب الرفق في الأمر كله)، (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات) البخاري، (إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها) مسلم، (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي) مسلم، (إن الله يحب سمح البيع وسمح الشراء وسمح القضاء) الحاكم وصححه، (أحب الجهاد إلى الله كلمة حق تقال لإمام جائر) احمد، (رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين) البيهقي والبزار. -والصفات التي تجلب محبة الله كثيرة، وبقدر ما يتحمل المسلم مسؤوليته في فعلها وفي ترك موجبات السخط واللعنة، بقدر ما يشعر عاطفيا بالرضا والقبول والسكينة.(ويومئذ يفرح المؤمنون ينصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم). - إن موجبات غضب الله ولعنته.. وموجبات حبه ورضاه.. التي قررها الإسلام لتربيتنا على تحمل مسؤولية أعمالنا لقادرة- إن التزمنا حدودها- على أن: - ترقى بالفرد، وتنهض بالأمة، وتحقق الأمن في المجتمع، وتدفع إلى احترام حقوق الإنسان، التي أكثـر الناس الحديث عنها دون أن يبحثوا عن الوسيلة المثلي لاحترامها كما جاء بها الإسلام. -وقد يصعب على الكثير أن يتحمل مسؤوليته بالتزام موجبات حب الله تعالى.. - ألا فلتعلموا بأن كل ما في القضية، أن يعلن الناس بصدق الحرب على الشيطان ويجتهدوا في جهاده، وحينئذ سيوصله الله إلى غايته، ويرشده إلى الطرق المستقيمة. (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)، و(الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)، ويصلح نقائص أعمالهم (وقولوا قولا سديدا)، ويعطيهم القدرة على تمييز الحق من الباطل (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا..) ويزيدهم هدى وإيمانا (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى)، (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم..). - فإن لم نتحمل مسؤولية أعمالنا بالتزام تلك الموجبات، فقد صدق فينا قوله تعالى: (إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم)، (ويضل الله الظالمين)، (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا)، (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا..) - وهذه السنة الإلهية، تتحقق ولو كان المنحرف عزيزا على الناس، متظاهرا ببغض الناس لعصيانهم وعدم تحمل مسؤولية أعمالهم، فقد كان جرير بن عبد الله يقول: (ما من قوم أعزاء على الناس، ثم لم يغيروا منكرا قدروا عليه، إلا ذلهم الله عز وجل) وكان حاتم الأصم يقول: (من عدم إيمانك أن تبغض الناس إذا عصوا ربهم، ولا تبغض نفسك إذا عصت ربها). إننا مخيرين بين جزائين روحيين: -إما بغض الله وأهل السماء والصالحين من أهل الأرض إذا تركنا مسؤوليتنا- وإما حبهم إذا أدينا مسؤولياتنا. (إن الله تعالى إذا أحب عبدا، دعا جبريل فقال، إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدا، دعا جبريل فقال: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي أهل السماء فيقول، إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض) رواه مسلم. |
|
|