أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: ألوان من المعاصي وصور من العذاب الأربعاء 6 أغسطس 2008 - 21:00
من وقائع حادثة الإسراء والمعراج ألوان من المعاصي وصور من العذاب
لقد كرم الله عز وجل وأيّد النبيين والمرسلين بالآيات الظاهرة، والمعجزات الباهرة، تصديقا لدعوتهم، وتحديا للمكذبين. ـ فكانت النار بردا وسلاما على إبراهيم ـ عليه السلام. ـ وكانت عصى موسى ـ عليه السلام ـ إذا ألقاها تصير ثعبانا مبينا يلقَف ما يأتي به السحرة. ـ وكان عيسى ـ عليه السلام ـ يخلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله وينفخ فيها فإذا هي طائر. ـ وكان لنبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكثر وأظهر المعجزات. (وإن كذبوك فقد كُذّب رسل من قبلك جاؤوا بالبيّنات وبالزبر وبالكتاب المنير). ألا وإن من معجزات نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن جاءه ذات ليلة من ليالي رجب، وهي السابعة والعشرون على المختار، جبريل ـ عليه السلام ـ وسار به يقطع الآفاق من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بأرض فلسطين، وصلى فيه إماما بالأنبياء ثم صعد به جبريل إلى السموات العلى، ثم وصل به إلى حد انقطعت عنده علوم الخلائق من إنس وجن وملائكة وشاهد من عجائب الكون والآيات الكبرى ما أجمله القرآن، وفصلته السنة والسيرة. قال تعالى: ''سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير'' الإسراء: .01 (أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى). (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس). مما رآه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذه الرحلة التي جاءت بيانا للناس وهدى وموعظة للمتقين: ـ رأى قوما تضرب رؤوسهم بالحجارة (المتشاغلون عن المكتوبة). ـ ورأى قوما يسرحون كما تسرح الغنم يأكلون الضّريع وحجارة جهنم (المانعون للزكاة). ـ ورأى قوما يأكلون لحما خبيثا ويتركون أمامهم لحما طيبا (الزناة). ـ ورأى قوما يخرقون بخشب (قطّاع الطرق). ـ ورأى قوما عجزوا عن حمل ما جمعوا (لا يؤدون الأمانات). ـ ورأى قوما تقرض ألسنتهم بمقاريض من حديد (خطباء الفتنة). ـ ورأى قوما يخمشون أجسامهم بأظفار من نحاس (يأكلون اللحوم والأعراض). ـ ورأى قوما أرادوا الخروج مما قالوا فلم يستطيعوا (الذين يتكلمون بالكلمة العظيمة ثم يندمون). ـ فماذا فعل هؤلاء الناس حتى استحقوا ما استحقوا من العذاب والوعيد؟ وماذا ينتظرنا إن لم نتب ونخرج من المعاصي التي استوجبت تلك الصور الفظيعة من ألوان العذاب؟ وهاهي بعض المشاهد المعبرة من تلك الرحلة: ''ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم، كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء، فقال: يا جبريل ما هؤلاء؟ فقال: هم الذين تتشاغل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة. ثم أتى على قوم، على إقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع، يسرحون كما تسرح الإبل والغنم، ويأكلون الضريع، والزقّوم، ورضف جهنم وحجارتها، فقال: من هؤلاء يا جبريل؟ هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم، وما ظلمهم الله شيئا. وأتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدور ولحم آخر نيّئ خبيث، فجعلوا يأكلون من النيء الخبيث، ويدعون النضيج. فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحلال الطيب، فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا، فتأتي رجلا خبيثا، فتبيت معه حتى تصبح. ثم أتى على خشبة على الطريق، لا يمر بها ثوب ولا شيء إلا خرقته فقال: ما هذا يا جبريل؟ فقال: هذا مثل أقوام من أمتك يعدون على الطريق، فيقطعونه وتلا: ''ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله''. ورأى رجلا يسبح في نهر من دم يلقم الحجارة، فقال: من هذا؟ قال: آكل الربا. وأتى على قوم قد جمع الرجل منه حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها، فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل من أمتك تكون عنده أمانات الناس، لا يقدر على أدائها، وهو يريد أن يتحمل عليها. ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عاد، لا يفتر عنهم من ذلك شيء، فقال: من هؤلاء يا جبريل؟ هؤلاء خطباء الفتنة من أمتك، يقولون ما لا يفعلون. ومر بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم، وصدورهم فقال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. وأتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم، فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع. فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها، فلا يستطيع أن يردها''. أجل: إن المعصية المتمثلة في هذه الصور التي جاء بها الحديث وغيرها تعد من أخطر عقبات ومعوقات الطريق، إذ هي تكون سببا في القلق والاضطراب، وفي الخوف والرعب، وفي العلل والأمراض البدنية المستعصية على العلاج من السرطان والإيدز ونحوها، من نزع البركة من الأرزاق والأعمار، ومع كثرة الكوارث والمصائب، والحروب الأهلية، وتمكن الأعداء من رقاب الناس.