لقد قامت روسيا أخيراً بإنشاء مجموعة تمويل وتصنيع الأنظمة الدفاعية, وهي المجموعة التي تجمع بين الشركات الروسية الصانعة لأنظمة الدفاع الجوي, وهيئة التجهيز لنظام الإطلاق, وهي بذلك توفر التدريب لأنظمة "Almaz S-300" (المعروفة لدى حلف ناتو باسم "SA-10 Grumble", أي أنظمة صواريخ سطح ­ جو للإرتفاعات العالية والمنخفضة. كما أنها تقوم بأعمال التحديث لأنظمة "SAM" القديمة وتقدم أنظمة كاملة للقيادة والسيطرة. ويعتبر نظام "Almaz S-300" أحد أفضل أنظمة "SAM" الروسية مبيعاً خلال السنوات الأخيرة, حيث تم تصديره الى كل من الصين واليونان والهند وإيران, بالإضافة الى عدد من دول شرق أوروبا. وقد تم تطوير نماذج عدة من نظام "S-300", بما في ذلك نماذج مركبة على مركبات, وأخرى على مقطورات, وهناك نموذج بحري بصواريخ مماثلة مثلما هو الحال في عدة انظمة روسية.
صممت نظم صواريخ "S-300" الروسية منذ العام 1969 كعائلة من ثلاثة نظم هي: "S-300P", للدفاع الجوي الإستراتيجي, و"S-300V" للدفاع الجوي التكتيكي, و"S-300F" للإستخدام بواسطة الأساطيل البحرية. هدف هذه النماذج جميعها كان التعامل مع التهديدات العالية السرعة من الجيل الجديد, وهي سرعان ما شكلت عماد الدفاع الجوي في الإتحاد السوفياتي السابق والدول الحليفة. وقد صنعت هذه النظم بكثافة في روسيا, بحيث توفر في العام 1996 نحو 2075 قاذفة صواريخ "S-300" موضوعة في الخدمة لدى القوات المسلحة. وقامت مؤسسة"Almaz" ببناء النظام "S-300P" للدفاع الجوي البعيد المدى الذي انتهى بناؤه في العام 1980, واشتقت منه نماذج عدة. من بين هذه النماذج النموذج البحري "S-300F", الذي ينطلق الصاروخ من أنبوبه بدون اشتعال, ليشتعل على بُعد 25 متراً منه. ويستطيع رادار "S-300F" كشف هدف على بعد 38 كلم لا تزيد مساحة مقطعه عن 1.0 متر مربع, وهدف آخر مساحة مقطاعه متر مربع واحد (طائرة تقليدية) على بعد 52 كلم. ويذكر أن سرعة الصاروخ القصوى هي 1167 متراً في الثانية ومداه الأقصى 25 كلم.
يستخدم النموذج الحديث للنظام "S-300PMU1" الصاروخ الأكثر فعالية (48 N6) وله مميزات عدة أهمها, أجهزة كومبيوترية فائقة التطوّر, وهوائي مصنوع بتقنية الوحدات المستقلة. وهو يستطيع رصد أي هدف في أي وضعية مناورة يتخذها, واعتماد أسلوب توجيه جديد للصواريخ. يقوم هذا الأسلوب على إدخال المعلومات الى كمبيوتر رادار النظام, ومن ثم الى مستشعر توجيه الصاروخ الذي يتألف من مرحلة واحدة, بالإضافة الى تحسينـات عدة تجعله في موقع المنافسة وتمنحه القدرة بالنسبة لأفضـل الصواريخ الحديثة.
ومع ذلك فإن مجمع "Antey" أضاف قدرات إندماجية في أنظمة الدفاع الجوي, بما في ذلك تزويد العربات القتالية الحاملة للنظام, بأحدث المعدات التي من شأنها تمييز الصديق من العدو تبعاً لمعايير حلف الأطلسي. وأكثر من ذلك, يمكن بتعديل بسيط قيام العربة القتالية بإطلاق وتوجيه الأهداف الجوية "SAMAN" التي صنعت على أساس الصاروخ القتالي العضوي الخاص بالمجمع, ويمكن للهدف الطائر الطيران مسافة 15 الى 20 كلم, بحيث يستطيع تمثيل مختلف الأهداف الجوية الحديثة. وتوفر عملية التحديث إمكانية تدمير الهدف وتوسيع المدى النيراني أكثر من 40 في المئة.
وبعد تراكم الخبرات الكثيفة نتيجة لاستخدام نظام الدفاع الصاروخي سطح جو في عمليات قتالية, صنعت “كونسون أنتي” في العام 1986 مجمع تور (سام ­ 15) للدفاع الجوي, حيث أطلق عليه اسم “تور ­ م1” (TOR - M1) بعد تحديثه في العام 1991. هذا المجمع الصاروخي سطح ­ جو, يعتبر اليوم الزعيم غير المنازع لأنظمة الدفاع الجوي القصيرة المدى. ونظراً لخواصه الفريدة, ومنها الإشتباك مع الأهداف الطائرة لمدى يبلغ 12 كلم, وتدميرها على ارتفاعات ترواح بين 10 أمتار و6000 متر, فإن لنظام “تور ­ م1” عدداً من القدرات الفنية الممتازة التي تم تطويرها في “كونسون انتي”. من هذه القدرات المميزة, الإطلاق العمودي للصواريخ, والمسح الإلكتروني في تعقب الهدف بواسطة الرادار, ثم الدرجة العالية من الدقة في العمليات القتالية. وتسمح هذه المزايا بتوفير درجات عالية من المناعة الصوتية, وقدرة على الإشتباك مع هدفين بالتتابع, إضافة الى العمل بتناغم وبفاعلية مع عناصر المراقبة البصرية العضوية.