ذكرت مصادر صحفية أن روسيا أبلغت الصين رسميا اعتراضها على انتاج مقاتلة
مقلدة من "سوخوي27". ومع أن روسيا تملك الحق في رفع قضية أمام المنظمات
الدولية المختصة إلا أن خبراء يعتقدون أن تلجأ روسيا إلى حل القضية سلميا،
حرصا على تطوير العلاقات مع بكين إضافة إلى التشكيك في أن تشكل المقاتلة
الصينية المقلدة منافسة للطائرات الروسية.
من نافلة القول الحديث
عن تطور صناعة المقاتلات الروسية، وتكفي الاشارة إلى أنها شكلت نصف صادرات
السلاح الروسي في العام الماضي وتحتل المقاتلات الروسية مكانا مميزا في
المعارض الدولية، على مدى عشرات السنين ولعل طائرة "سو 27" من أهم
المقاتلات الروسية وما فتئت تزين سماء العروض العسكرية.
الطاقات
القتالية العالية لطائرة "سو27 " جعلها محط اهتمام دول كثيرة في العالم،
ومن أهمها الصين والهند، وفي منتصف تسعينات القرن الماضي طلبت بكين تجميع
مئتي مقاتلة من هذا النوع وانتاجها باسم محلي، ولاستخدامات جيشها حصريا،
لكن الأوساط الروسية فوجئت باطلاق الصين طائرة ادعت أنها أنتجت بالكامل
بجهود وطنية تحت اسم "ج أحد عشر بي" وتبين أنها نسخة تطابق طائرة "سو 27"
، وكشفت بكين عن نيتها انتاج نحو 5 ألاف مقاتلة منها وتصديرها إلى دول
العالم الأمر الذي يخالف حقوق الملكية الفكرية ويناقض الاتفاقات الثنائية
بمنع إعادة تصدير المنتجات العسكرية. ومما أثار حفيظة موسكو أن الصين عمدت
إلى تصدير طائرات من هذا النوع إلى باكستان ما جعل روسيا في موقف محرج مع
الهند ثاني أكبر مستورد لأسلحتها، وما قد يعطل مشاريع مشتركة لتطوير
الأسلحة بين لبلدين.
عمليات القرصنة والانتاج غير المرخص للأسلحة
الروسية مشكلة قديمة، وتقدر مؤسسات مختصة خسائر الاقتصاد الروسي بأكثر من
ملياري دولار سنويا من الانتاج غير المرخص لرشاش كلاشينكوف، ولكن فيما يخص
المقاتلات، فالعملية أكثر تعقيدا، ولهذا لايبدي خبراء في موسكو خوفا من
أن تشكل الطائرة الصينية منافسا لمقاتلة "سو- 27".
ولعل ثقة
روسيا بمقاتلاتها ترتكز إلى فشل محاولات تقليدها ،أو حتى محاولات تحديث
القديمة منها ما يعني استمرار الريادة الروسية في صناعة المقاتلات
العسكرية، وتحليقا مستمرا لسوخوي في سماء العالم.