خبير: رفع وتيرة التعاون بين القاهرة وموسكو يؤشر على إقامة علاقات استراتيجية

أشاد خبير مصري بارز في الاقتصاد الزراعي بأهمية المحادثات التي أجراها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في روسيا

حازم عبد الله – القاهرة
أكد الخبير المصري البارز في الاقتصاد الزراعي الدكتور زكريا الحدَّاد على الأهمية البالغة للمباحثات التي جرت بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين وما تمخض عنها من استعداد البلدين لزيادة وتيرة التعاون المشترك وبخاصة فتح أسواقهما أمام منتجاتهما الزراعية والغذائية، والذي يؤشر إلى إقامة علاقات استراتيجية قوية.

ورحَّب الدكتور الحدَّاد أستاذ الهندسة الزراعية والنُظُم في كلية الزراعة بجامعة بنها (شمال القاهرة)، في مقابلة مع وكالة أنباء "روسيا سيفودنيا"، بتوسيع مجالات التعاون بين مصر وروسيا الاتحادية وبخاصة استعداد موسكو تسهيل دخول المنتجات الزراعية المصرية إلى أسواقها، مؤكداً أن ذلك وكما يصب في صالح البلدين، فإنه من ناحية أخرى يُوجب على الجانب المصري إدارة القطاع الزراعي إدارة حكيمة توازن بين تلبية احتياجات روسيا من المنتجات الزراعية وبين التحكّم في أسعار تلك المنتجات في السوق المصري.

واعتبر الحدّاد أن هناك فرصة كبرى أمام مصر لمضاعفة صادراتها الزراعية إلى الأسواق الروسية وتعزيز تواجدها هناك، موضحاً أن المنتجات المصرية موجودة بالفعل في الأسواق الروسية وتتمتع بقبول من المواطن الروسي من ناحية الجودة والسعر المنافس.

كما لفت الحدَّاد إلى الأهمية البالغة لإمكانية إقامة مركز لوجيستي مصري على ساحل البحر الأسود، موضحاً أن إقامة مثل ذلك المركز من شأنه تسهيل تصدير المنتجات المصرية إلى الأسواق الروسية والدول المحيطة والإسهام في زيادة عوائد الصادرات المصرية إلى المنطقة الأوراسية من خلال تحسين المُنتج المصري وتجنّب تصدير المنتجات في صورتها الأولية.
وأضاف أن القطن المصري طويل التيلة ما زال يُصدر بصورة خام من دون عملية الغزل، وهو ما يُضيع أموالاً ضخمة على الدولة.

وأشار إلى أن إمكانية إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الجمركي الذي يضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان من شأنه مساعدة الجانب المصري على إقامة صناعات مضافة وتجويد الصناعات القائمة.

وفي سياق متصل، عبَّر الدكتور الحدّاد عن أمله في أن ترتفع وتيرة التعاون المصري الروسي إلى بناء علاقة استراتيجية تتجاوز إمداد روسيا بالخضروات والفواكه وإمداد مصر باحتياجاتها من القمح الروسي، إلى آفاق أكثر رحابة من التعاون الصناعي وإلى إسهام روسيا في تطوير المراكز الصناعية القائمة.

وأضاف أن إمكانية إقامة منطقة صناعية روسية على ضفاف قناة السويس الجديدة يأتي في إطار الدفع بالعلاقات بين البلدين وتفعيلها.

واستطرد الحدّاد قائلاً إن "خبراء الاتحاد السوفيتي السابق أسهموا في بناء السد العالي ومجمعات صناعات ثقيلة منها مجمع مصانع الألومنيوم، والخبرة الروسية يمكنها الآن تطوير تلك المجمعات الصناعية".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قام بزيارة إلى روسيا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين وأجرى مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد في مؤتمر صحفي مشترك عقداه في مدينة سوتشي، أنه "تم بحث إمكانية إقامة مركز لوجستي مصري على ساحل البحر الأسود والاتفاق على إجراءات تسهيل وصول المنتجات المصرية إلى السوق الروسي".

واتفق الزعيمان على قيام روسيا بمضاعفة صادراتها من القمح إلى مصر التي ستقوم بدورها بزيادة صادراتها إلى الأسواق الروسية من البطاطس والخضروات والفاكهة.

وكانت روسيا قد فرضت قيوداً على استيراد لحم البقر والخنزير والفاكهة والدواجن والجبن والحليب لمدة سنة واحدة من دول تشارك في تطبيق حظر تجاري على روسيا هي دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واستراليا وكندا والنرويج.


 http://arabic.ruvr.ru/news/2014_08_17/276047116/