عندما جاهر ماتان فلتاني، نائب وزير الحرب الإسرائيلي، في ذروة المذابح التي ارتكبها جيشه في غزة مع غروب شباط- فبراير 2008 بأن هذا الجيش سينفذ محرقة في غزة، مستعملا اللفظ الذي أصر الصهاينة على احتكاره وادعاء أنهم ضحاياه الوحيدون في العالم، جاء هذا التصريح تطورا بالغ الدلالة. لم يكتف الصهاينة بمبالغاتهم عن المحرقة النازية (الهولوكوست) ذريعة لتكريس سرقتهم وطنا كاملا هو فلسطين وتشريد معظم شعبها وشن حرب إبادة ضده، ولا بابتزاز مئات المليارات من الدولارات من ألمانيا والولايات المتحدة وسواهما تعويضات ومساعدات، وإنما طوعوا القانون الدولي والقوانين المحلية في معظم دول العالم لقمع كل من يتساءل من قريب أو بعيد عن المحرقة التي احتكروها، متجاهلين أن الاتحاد السوفيتي السابق وحده قد خسر في الحرب العالمية الثانية أكثر من أربعين مليون قتيل دون أن يطالب بعشر معشار ما ابتزه الصهاينة الذين يصرون على تقديم اليهود ضحايا فوق كل الضحايا، وأصحاب امتيازات لا يرقى إلى مثلها أحد.. أما عندما يجاهر هذا المسئول الإسرائيلي دون وجل بأن جيشه سينفذ محرقة أكبر بحق الفلسطينيين في غزة، فإننا أمام معطيات جديدة لعالم جديد لا مكان فيه للقانون الدولي.
لكننا في نفس الوقت ندرك بعدا هاما في المذابح التي نفذها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين في نهاية شهر شباط (فبراير) 2008 في غزة، والتي سقط فيها مئات من المدنيين، ثلثهم على الأقل من الأطفال والرضع، فهذه المذابح تستهدف أساسا استعادة شيء من هيبة الردع التي فقدها ذلك الجيش في حربه الفاشلة ضد لبنان في صيف العام 2006 .
لقد رأى معظم المحللين العسكريين الإسرائيليين أن هذه المذابح وحملات التدمير في غزة قد فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة. قالت صحيفة (هآرتس) مثلا على لسان معلقها العسكري عاموس هارئيل ومراسلها للشؤون الفلسطينية آفي سخاروف يوم 2008/3/4م: إن الجيش الإسرائيلي غير مستعد بعد لتنفيذ عملية برية متواصلة في غزة. وأوضحت الصحيفة أن الحملة الأخيرة كشفت عن الهوة الكبيرة بين تصريحات القيادة السياسية والتغطية الإعلامية الواسعة لها وبين الواقع الميداني. وإذا كان الجنرال ايهودا باراك، وزير الحرب الإسرائيلي، وقادة آخرون قد غطوا على فشل حملتهم العسكرية -على الرغم من إيغالها في القتل العشوائي للمدنيين وتدمير المساكين والمنشآت - بالقول إن هذه مرحلة أولى ستليها مراحل أخرى، فإن اليأس المسبق من المراحل التالية لدى كثيرين واضح في القول مثلا: إن "الحل يكمن في فك الارتباط مع غزة من خلال حفر (بئر عميقة) تقتطع قطاع غزة من قلب الكرة الأرضية وتجعله جزيرة تبحر في قناة السويس نحو المحيط الهندي لتغرسه في مكان ما بين الهند وتايلند ! (معاريف 4- 2008/3).
وفي نفس صحيفة معاريف، كتب عوفر شيلح تحت عنوان "غزة مثل لبنان" قائلاً:"شكاوى الوزير عامي إيالون في أنه لا يعقد نقاشاً منظوماتياً عن أهداف العملية في غزة، أو محاولات رئيس الوزراء الإثبات بأنه يعمل حسب قواعد (فينوغراد)، هي مجرد الزينة المهزلة لهذا الواقع. ولكن في غزة تجد تعبيرَها كلُّ العناصر الراسخة في الوعي الإسرائيلي، التي أمْلت سلوك القيادة السياسية في حزيران -يونيو 2006 ، الفاروق الوحيد هو شخصي: في حينه وقف على رأس الأجهزة أناس، أدت صُورتهم- رئيس الوزراء والمتحمس، ووزير الدفاع الذي لا يفهم شيئا، ورئيس الأركان الواثق بنفسه لدرجة الغرور- أدت إلى إحساس القصور والإخفاق لدى الجمهور حتى الذروة بطلبه الثأر. اليوم يوجد لرئيس الوزراء، رغم أن الحديث يدور عن ذات الشخص، ما يكفي من العقل كي يتحدث بصوت منخفض . وزير الدفاع ليس أفضل من سابقه في شيء، ولكنه رئيس وزراء بأوسمة وليس زعيما عمالياً، ومحظور عليه قول ذلك بصوت مرتفع. ورئيس الأركان هو رجل ذكي قليل الحديث، ولكنه يحرص على أن توفر تقديراته المتشائمة بشأن قدرة الجيش للجمهور مايريد أن يتسلل جيداً إلى وسائل الإعلام. لجان التحقيق تقوم على صور تحطمت، وفي هذا المفهوم كل الزعماء استوعبوا جيدا دروس لبنان.
وفضلا عن ذلك، لا يوجد الكثير من الفوارق، إذ إن الوضع الإسرائيلي الأساس لم يتغير. مرة أخرى إسرائيل تخرج إلى عملية مبادر لها، بهدف إلحاق الهزيمة بعدو ليس دولة وليس له جيش بوسائل عسكرية... هذه معركة تتضمن كل الأمور التي يعرف الجيش كيف يفعلها- احتلال الأرض، قتل العدو، تصفية قادته، معاقبة الشعب المؤيد له- ولكن ليس لها معنى كبير، فهي لا تنتهي مثل الحروب السابقة، باتفاق استسلام لطرف ما وفرض إرادة المنتصر السياسية. كل ما يحتاج العدو عمله هو أن يطلق الرصاصة الأخيرة ليعلن عن النصر. هذا لا يعني انه انتصر فعلا، ففي هذه الحرب لا يوجد منتصر، ولكن هذا يجعلنا نشعر بأننا لم نخسر.
حيال مثل هذا الواقع لا تجدي كل النقاشات الاستراتيجية. غابي اشكنازي يعرف هذا وعليه فإنه يصر على البقاء في الظل، ويبث عبر المراسلين العسكريين بأن هذه "ليست الحملة الكبرى" بمعنى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يحتفظ بشيء في جعبته، ويعرف أنه في لبنان كان الكثير من الإخفاقات العسكرية المهنية، ولكن لم يكن لها أي صلة حقيقية بتقدير الجمهور "لنتائج الحرب". لا بد هنا من عودة إلى الفشل الكبير للحرب الأخيرة على لبنان في صيف العام 2006، فقد تلاحقت تعليقات مثل استعراض صحيفة يديعوت أحرنوت تساؤلات يموج بها المجتمع الإسرائيلي من قبيل: كيف يعجز عشرات آلاف الجنود مع طائرات قاذفة وعموديات فائقة التطور ودبابات ميركافا-4 وبوارج ومدمرات مدججة بالصواريخ والرادارات ووسائل الاستشعار التي تنسق مع أقمار التجسس الصناعية... عن مواجهة ألفي عنصر من الميليشيات في لبنان، وتفشل في الحد من قدرتهم على إمطار القواعد والمنشآت العسكرية الحيوية والصناعية الإسرائيلية بالصواريخ على نحو لم تعرفه إسرائيل منذ إقامتها؟ وردت الصحيفة قائلة: لقد انهارت الرؤية الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي.
وقد شبه الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أوري ساغي طريقة اتخاذ قرار شن الحرب الأخيرة وإدارتها بطريقة إبرام صفقة لشراء بطيخ! وتابع قائلاً: "لم يعد بوسعنا بعد الآن التحدث عن دولة لا تقهر"، فتذكر كثيرون تحذيرات قادة سياسيين وعسكريين ومفكرين من أن إسرائيل لا تحتمل أي هزيمة، لأن هزيمتها الأولى سوف تكون الأخيرة والقاضية، وفق ما أكده دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني، إذ سئل: متى تكون آخر الحروب؟ فأجاب: "عندما تزول إسرائيل من الوجود، فهزيمة إسرائيل في حرب واحدة تعني نهايتها" . ومثله قول الجنرال أرئيل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، فاقد العقل والغائب عن الوعي للسنة الثالثة على التوالي، عندما قاد كوزير للدفاع اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان واحتل بيروت سنة 1982، في مقابلة مع الصحافية الإيطالية أوريانا فالاتشي: "يعرف الجنرالات في إسرائيل أنه لا مجال لأن يهزموا، لأن هذا يعني هزيمة إلى الأبد".
لقد فضح تصريح للواء الاحتياط إيال بن رؤوفين، نائب قائد منطقة الشمال في جيش العدو الصهيوني، في حرب صيف العام 2006 الاستعدادات الإسرائيلية العسكرية للحرب القادمة، وقطع الشك باليقين بقوله: "إن المواجهة مع سورية ممكنة والانتصار العسكري عليها مؤكد". وخلص الجنرال بن رؤوفين فيما تم تسريبة في أيلول 2007 من دراسة يفترض أنها شبه سرية إلى أنه قبل ثلاث سنوات كانت بلاده تستبعد فكرة الحرب مع سورية، غير أنها اليوم أصبحت تراها واردة وبقوة، وعليه فمن المهم أن نؤكد أن الجيش الإسرائيلي يستطيع أن يواجه سوريا وأن ينتصر عليها. وعندما تم تعيين الجنرال غابي أشكنازي في رئاسة أركان الجيش، روجت الأوساط العسكرية الإسرائيلية أنه قد اختير بعناية ليعيد للجيش هيبته وثقته بنفسه، وليؤهله لجولة حرب قادمة، بعد هزيمته المذلة في لبنان، فور إعادة تأهيله ورفع مستوى أدائه بتصويب أخطاء الماضي ومعالجة الثغرات ومواطن الخلل وتحسين مستوى التجهيزات والنظم المتكاملة، وتكثيف التدريب الشاق الملائم. وبالفعل، صرح أشكنازي في أعقاب مناورات عسكرية أجريت في منتصف شباط (فيراير) 2008 في النقب، الجنوب الصحراوي لفلسطين المحتلة ، بأن الجيش الإسرائيلي قد بات مستعدا لخوض حرب تبدو له وشيكة. وسرعان ما تم شن الحرب ضد خاصرة عربية رخوة هي قطاع غزة الفلسطيني، بعد فرض حصار خانق عليه لثمانية أشهر شمل تجويع السكان ومنع الطعام والوقود والأدوية عنهم وحظر تنقل السكان من القطاع وإليه. ولكن رغم الوحشية الفاحشة في استهداف المدنيين بالقصف والقنص، أثارت النتيجة تعليقات داخلية محبطة تشبه التي أعقبت الفشل الإسرائيلي في لبنان.
نبه مأمون الحسيني إلى أزمة الجيش الإسرائيلي الموجود دائماً في واحد من وضعين: إما القتال أو الاستعداد للحرب، حسبما يؤكد رئيس أركانه غابي أشكنازي، الذي فشل بشكل قاطع في لبنان، وفق تقرير لجنة فينوغراد، إذ إن ثمة خللا بنيويا يعشعش في أوصاله التي تأكلت في السنوات الأخيرة، ما يستدعي، وفق العديد من الدراسات والتحليلات، إجراء إصلاحات واسعة داخله على قواعد ومفاهيم أمنية متطورة تأخذ بنظر الاعتبار مجموعة التحديات التي ظهرت في الآونة الأخيرة، وإدراك المهام الصعبة على أكثر من جبهة: جبهة التنظيمات والدول التي تعتبرها إسرائيل معادية لها؛ وجبهة الشارع الإسرائيلي وكيفية استعادة ثقته بجيش اعتاد أن يتعامل معه كأقوى جيوش العالم، وجبهة الجنود وكيفية تعزيز ثقتهم بقيادتهم العسكرية التي شاركت في حرب لبنان.
والمشكلة، حسب رأي خبير الأمن القومي الإسرائيلي فادي نحاس، أن الحرب سرعت في تبديد الأوهام الإسرائيلية حول إمكانية استعادة هيبة الردع لديها... الجنرال غابي أشكنازي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الذي أجاز في الثالث من أيلول (سبتمبر) الماضي خطة تسلح الجيش الإسرائيلي "تيفن" للسنين 2008- 2012م كما صيغت في نقاشات هيئة القيادة العامة، التي يمكن تلخيص خطوطها العريضة في: استمرار إنتاج دبابة "الميركافا 4" وإدخال تحسينات على مئات الدبابات من الطراز القديم وإضافة التحصين إليها؛ وتزويد الجيش الإسرائيلي ببضع مئات من المجنزرات الثقيلة الحديثة التي تسمى "نمر"؛ وتزويد سلاح الجو ب 25 طائرة متطورة من طراز (إف 35)؛ وتعزيز منظومة الطائرات من دون طيار؛ وتطوير منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ البعيدة المدى، وتزويد سلاح البحرية ب "سفن ميدان متعددة المجالات"، فضلا عن زيادة ميزانية الاستخبارات والرصد، لتحسين أدائها بعد الفشل الاستخباري الذي تجلى في حرب لبنان الثانية. (مأمون الحسيني، فينوغراد وجيش اسرائيل: خلل بنيوي وتأكُّل في قوة الردع ، الحياة ، 2008/2/26).
وقد كشفت تقارير إسرائيلية أن تل أبيب حصلت على موافقة الإدارة الأميركية بإعادة تجديد وتجهيز مخزونها من الصواريخ والقنابل الذكية، فيما تم الإعلان عن تطوير شركة رفائيل الإسرائيلية لمنظومتي اعتراض للصواريخ التقليدية وغير التقليدية . ووفقا لخبراء رفائيل، فان إحدى المنظومتين المذكورتين أطلق عليها اسم "الصولجان السحري" والهدف منها توفير الحماية للإسرائيليين من الصواريخ المتوسطة التي يتراوح مداها ما بين 4-250 كيلومتراً مثل صواريخ: (الزلزال) و (الفجر) التي يستخدمها حزب الله، والتي أثبتت فعاليتها بشكل كبير خلال الحرب في مدن مثل حيفا وطبريا والناصرة. أما المنظومة الأخرى فسميت (القبة الحديدية) وهي أقل طموحا من (الصولجان السحري)، والهدف منها اعتراض القذائف الصاروخية والصواريخ القصيرة التي يتراوح مداها ما بين 4-70 كيلومتراً مثل قذائف (القسام) وصواريخ (غراد) و(كاتيوشا) التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية في غزة. (المصدر السابق).
لقد اعتاد رؤساء أركان جيش العدو الصهيوني التخطيط والاستعداد لمرحلة انطلاق نحو مراكز أعلى أو أكبر مردودا لدى اقتراب انتهاء مهامهم في رئاسة الأركان.. أما دان حالوتس، الذي انتقل إلى رئاسة الأركان من قيادة سلاح الطيران، المفخرة الأسطورية للكيان الصهيوني، فقد اضطر إلى استقالة مذلة قبل انتهاء الفترة المحددة لتوليه مهمته، إقراراً بمسؤوليته عن هزيمة الجيش الإسرائيلي في الحرب التي شنها في تموز-يوليو 2006 ضد لبنان، وقبل أن تحمّله لجنة تحقيق فينوغراد كابلينسكي المسؤولية عن فشل الجيش الإسرائيلي وهزيمته في تلك الحرب.
أربكت استقالة حالوس الذين أوغلوا في المكابرة بشأن تداعيات تلك الهزيمة وأبعادها، فسارعوا إلى محاولة الحد من استشراء حالة اليأس وفقدان الثقة بالذات والمستقبل. جاءت تلك الاستقالة أشبه بزلزال ستعقبه زلازل أخرى، لهذا سارع شمعون بيريس، الذي سبق أن وصف الحرب الأخيرة لدى شنها بحرب حياة أو موت لإسرائيل ، فناشد جميع الإسرائيليين أن يخرجوا من حالة الهستيريا الجمعية التي أحدثتها تلك الاستقالة، وأن لا يدعوا حالتهم المعنوية تتقرر في لبنان. كذلك دعا بنيامين بن أليعازر، وزير الدفاع السابق، إلى التكاتف لوقف الانهيار وتعيين رئيس أركان قادر على انتشال الجيش الإسرائيلي من الوحل. وطالب معظم الإسرائيليين بتسليم وزارة الدفاع لجنرال ذي خبرة طويلة مثل ايهودا باراك أو عامي أيالون ليعيد الهيبة المفقودة إلى الجيش. لكن مجلس وزراء العدو قرر يوم 2007/1/21 ترفيع البريغادير (العميد) المتقاعد غابي أشكنازي، مدير عام وزارة الدفاع، إلى رتبة لواء، تمهيداً لتعيينه رئيساً للأركان بدلا من سلفه المهزوم. وبدا الأمر انعكاساً لتخبط القوى السياسية والعسكرية النافذة في الكيان الصهيوني.
تدخلت عدة اعتبارات في ترجيح كفة غابي اشكنازي البالغ من العمر ثلاثة وخمسين عاما. وهو من أصول تطابق كنيته، أشكنازي الأب، درس العلوم السياسية، وقد أنجز دورة "برنامج المديرين" في جامعة هارفارد الأمريكية. وقد التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية العام 1972، وخاض أول معركة عسكرية له في سيناء ضد القوات المصرية أثناء حرب 1973، وشارك عام 1976 في الهجوم على مطار عنتيبي قرب العاصمة الأوغندية كمبالا، لاستعادة طائرة إسرائيلية اختطفتها مجموعة فدائيين فلسطينيين مطالبين بمقايضة طاقمها وركابها بأسرى فلسطينيين وعرب معتقلين في السجون الصهيونية. وفي نفس تلك السنة أصيب أشكنازي بجراح أثناء اجتياح جيش الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان. وقد خدم أشكنازي في "لواء غولاني"، وحدة المشاة الخاصة التي رسم الإعلام الصهيوني هالة أسطورية حولها، وكان أشكنازي نائبا لقائدها أثناء الاجتياح العسكري الصهيوني للبنان سنة 1982، ثم تولى قيادة هذه الوحدة في الضفة الغربية حيث أدار القمع الصهيوني الوحشي لأطفال انتفاضة الحجارة الفلسطينية الأولى آنذاك. تولى بعد ذلك رئاسة العمليات في هيئة أركان الجيش، ثم تولى قيادة المنطقة الشمالية مكلفا بالإشراف على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000، وعين بعدها نائبا لرئيس هيئة الأركان، ثم مديرا عاماً لوزارة الدفاع سنة 2006 .
كشفت مصادر إسرائيلية ملامح خطة الإعداد لحرب جديدة بإشراف الجنرال أشكنازي. نقل رياض قهوجي بعض تفاصيل هذه الخطة، إذ كتب تحت عنوان (إسرائيل: خطة خماسية لتعزيز قوات البر والإعداد لاحتمال حرب ضد سورية وإيران، الحياة، 2007/09/17) :