أصبحت الطائرات من دون طيّار خلال السنوات الأخيرة رمزاً من رموز حروب القرن الجديد، هذه الحروب التي تُخاض بسرعة وفعالية وبأقل ما يمكن من الخسائر، بعد أن تقلّص وقت الحصول على المعلومات واتخاذ القرارات إلى حد كبير
في هذا المقال، يعرض موقع "روسيا ما وراء العناوين" لقرائه أفضل ثلاث طائرات من هذا النوع داخل القوات المسلحة الروسية.
طائرة " غروشا"
تُعَدّ طائرة " غروشا" التي أنتجتها شركة " إيج ماش" للمنظومات، واحدةً من أولى الطائرات من دون طيّار التي دخلت إلى تسليح القوات المسلحة الروسية، ومن بين وظائفها الرئيسة: الاستطلاع والمراقبة، ولكن على نطاق ضيّق يصل إلى 10 كيلومترات تقريباً.
تُستخدم هذه الطائرة للاستطلاع ولتصحيح مسار إطلاق النيران، فهي تنقل إلى مركز القيادة إحداثيات الأهداف عن ارتفاع يتراوح ما بين 300 ـ 500 مترا، و"ترى" الأهداف المموّهة بسهولة وتُركز فعالية النيران
أما الطائرة نفسها فتكون غير مرئية للعدو بفضل لونها الفاتح وهيكلها البلاستيكي الذي تخترقه إشارات الرادارات، وربما لهذه الخاصية بالتحديد، بالإضافة إلى طرافة بعض العاملين في قطاع الصناعة العسكرية حصلت هذه الطائرة على اسم " غروشا" ( الإجاصة أو الكمثرى) كتلميح إلى أحجية الأطفال التي تقول: إجاصة معلقة ولكن لا يمكن أكلها فما هي، والجواب: المصباح الكهربائي ( اللمبة).
أما مقاييس هذه الطائرة فليست كبيرة، حيث تشبه طائرات الأطفال إلى حد كبير، ما يجعلها تُصنَّف ضمن فئة الطائرات الصغيرة. ويمكن لهذه "الإجاصة" أن تُحلّق على ارتفاع يصل حده الأقصى إلى كيلو متر واحد، أما زمن التحليق فيصل إلى ساعة ونصف، وهذا ما يكفي لمهمة استطلاعية فوق مساحة غير كبيرة، وتحلّق هذه الطائرة بمحرك كهربائي، ما يجعلها بلا صوت تقريباً.
طائرة " إيليرون 3 إس في"
تستطيع طائرات " إيليرون 3 إس في" التي تنتجها شركة " إينيكس" في مدينة قازان القيامَ بمهمات قتالية في أي وقت، وأن تبقى غير مرئية، ولدى " إيليرون 3 إس في" وظائف أوسع بالمقارنة مع طائرة "غروشا"، نظراً لأنها لا تُستخدم فقط للاستطلاع الجوي ضمن نطاق قريب، بل أيضاً كوسائل تشويش إلكتروني
وأمّا المعدات الموجودة داخلها، فتُعد قياسية بالنسبة لطائرات الاستطلاع من دون طيّار: أجهزة تصوير فوتوغرافي، شاشات تلفاز حرارية، أجهزة تصوير فيديو مع عدسات تكبير لعشر مرات، ويبلغ وزنها الأقصى عند الإقلاع: 5.3 كغ، وتزن الحمولة النافعة حوالى 1 كغ، أما سرعة هذه الطائرة فتصل إلى 130 كم في الساعة، وتستطيع أن تحلّق على ارتفاع 4 آلاف متر.
وبحسب أقوال المصممين، فإن تكلفة طائرة " إيليرون 3 إس في" أقل بخمس مرات من مثيلاتها الغربية، مثل طائرات " زاستافا" التي تُنتج في روسيا وفق العقد الموقَّع في عام 2010 ما بين شركة " أبورون بروم" الروسية وشركة Israel Aerospace Industries Ltd الإسرائيلية.
ومن المقرر أن تشهد السنة القادمة ازدياداً في عدد طائرات " إيليرون 3 إس في"، داخل القوات المسلحة الروسية. فقد وقعت شركة " إينيكس" عقداً مع الحكومة الروسية يقضي بتزويد وزارة الدفاع، خلال عام 2015 ، بحوالي 20 طائرة من هذا النوع.
" أورلان 10"
" أورلان 10": طائرة أخرى من الطائرات التكتيكية ـ الاستطلاعية من دون طيّار، لكنها أثقل من حيث الوزن قياساً إلى طائرات " غروشا" و" إيليرون" الخفيفة. تصل سرعة هذه الطائرة إلى أكثر من 150 كم في الساعة، ويمكنها أن تقضي ست عشرة ساعة في الجو، وأن تحمل معدات مفيدة بوزن يصل إلى 5 كغ، ما يوسّع مجال استخدامها بشكل كبير، وتتيح طائرة " أورلان 10" الإمكانية لمراقبة الأهداف الممتدة في الأماكن الوعرة، كما يمكن أن تُستَخدم في أعمال البحث والإنقاذ.
وتتميز طائرة " أورلان 3" بشكلها الهندسي، وبحسب معلومات مصمّميها، فإنه لا توجد حاجة لاستبدال مجموعة المركز التكنولوجي والكاميرات الموجودة فيها، كما في مثيلاتها الأجنبية، إذا يكفي تحويل الإشارة من جهاز تصوير الفيديو إلى الشاشة التلفزيونية الحرارية أو الطلب من الطائرة أخذ صورة فوتوغرافية للمكان من أجل الدراسة المفصلة، علماً بأن كل ذلك يجري مباشرة خلال التحليق على بعد 125 كم عن المحطة الرئيسة.
ويمكن من خلال إحدى نقاط التحكم متابعة أربع طائرات من طراز " أورلان" في وقت واحد، علماً بأنه يمكن استخدام إحداها لتحويل المعلومات للطائرات الأخرى، ما يزيد من مساحة عمل هذه المجموعة.
وجدير بالذكر أن طائرة " أورلان 10" اجتازت الاختبارات الحكومية بنجاح، وحصلت على تقدير عال من قيادة القوات البرية والقوات المجوقلة، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاجها المتسلسل في الفترة القريبة القادمة.
منقول من موقع "روسيا ما وراء العناوين"
http://arab.rbth.com/technology/2014/08/27/27815.html