مميزات فى الوطـن العـربي لن تجدها فى أي مكان فى العالم
:
:
المقدمة || تعوّدت كلمــا قابلت أي أحد فى العــالم الواقعي أو الافتــراضي ، أن يكون موضوع النقـاش غالبــاً :
أريد أن أهــاجر لأي بلــد فى العالم ، حتى لو كـان ( موزمبيــق ) أو جزر الكاريبي .. نحن نعيــش فى منطقــة سوداء ملعــونة ،
هــذا النقــاش تقريباً يتكــرر كل يــوم .. ويبدو أنه لن يتغيــر أبداً حتى يُهــاجر جميع العرب من أوطانهم ، أو يموتوا وهم يسعــون للهجـــرة ..
ولكن الســؤال : هل فعــلاً بلادنــا بهــذا الســوء ؟ .. هل من المعقــول أن تتميـــز كل دول العـالم – حتى الفقيــر والمُتراجع منها –
بمميــزات ما ، ونحن لا نمتلك أي مميــزات من أي نوع ؟
بعــد أيــام من التأمل ، توصلت إلى حقيقــة أن لدينــا فعلاً كعــرب مميــزات هائلة فى اوطاننــا ، يستحيــل أن تجــدها فى أي وطــن آخر !
اقــرأ أولاً .. ثم قـــرر !
*********************
قُــرص الشمـــس : الشمــس فى بلادنــا نعمـــة لن تشعــر بهـا إلا إذا ركبت الطائرة وذهبتَ بعيــداً ..
أكتب هذه السطــور بعد أن قرأت لتوّي خبــراً أن الولايات المتحدة تضــربها موجة بــرد قارس
فى بلادنا ، أســوأ درجــات الحرارة بها لا تقــل عن الصفــر .. مهمــا كانت موجــات البرد والصقيــع فى بلادنا
لمـاذا لا يستفيــد العرب بشمسهم الدافئــة المُطلة على بلادهم فى كل فصــول السنة ، بعمــل أي مشــروعات عملاقة للطاقة الشمسيــة ؟
الاجابة ببساطة هي اننا لا نستفيــد بأي شئ على الإطلاق أصــلاً ، سواءاً فى بلادنا أو فى بلاد غيــرنا ..
*******************
أكشـــن بلا حـــدود !
تخيل نفســك تعيش فى سويســرا .. جنيـف مثلاً .. تستيقظ صباحا ، تتثـاءب في استمتــاع ، تفتح النافــذة .
.. تتناول طعام الافطــار ، وتذهب إلى عملك ، ثم تذهب لتلعب بعض الرياضة ، تعود لتتنــاول عشاءك
.. وتشرب كوباً من الحليـب .. ثم تذهب لتنــام ..ما أتعس هذه الحيـــاة !! .. حيــاة كئيبــة مملة غبيــة روتينية نمطيــة إلى أبعــد مدى ..
فى منطقتنــا العربية ، التحــدي الحقيقــي الذي تعيشــه كل يــوم هو أن تغــادر بيتك كقطعــة كامــلة .. وتعود إليه مــرة أخرى كقطعة كاملــة أيضــاً ..
وألا تتحــول – تحت أي ظرف – إلى جثة محتــرقة ..
تخيّل مدى الاثارة والتشــويق والروعــة التى نعيشها كل يــوم فى بلادنا الطيبة المبــاركة ، مقارنة ببــلاد الحُمقــى الذين لا يكفــون عن أكل الزبــادي لمكافحة ترهلات البطــن ، ويعتبــرون أن وفــاة ( كلب العائلة ) هي مصيبــة كبــرى تستحق الحُزن لشهـــور طويــلة !
*****************
تناقضــات لن تجد لهــا مثيــل فى العالــم
وهو شئ فــريد ، أعتقــد ان العــرب فقط هم من يتميــزون به عن العالميـــن ..
فســاد مالي .. فســاد اداري .. فســاد اخلاقي .. أعلى نسبة تحــرش بالنساء فى العالم تقريباً .. اعلى نسبة لمشـاهدة أفلام إباحيــة ..
فســاد نفســي .. تكفيــر .. عصبيــة .. صوت عالي .. إقصــاء .. تخويـــن .. ارهــاب .. فتـــن طائفيـــة .. فتن إجتمــاعيـــة ..
كوارث اقتصــادية كلها تتعلق بالفســاد .. إلخ
ولكن ، بمجــرد أن يرتفــع الأذان مُعلنــاً الصــلاة ، أو يدق جرس الكنيســة .. يتوقف الجميــع فجــأة ، وترتســم على الوجوه
علامات الخشـــوع والاحتــرام .. وينتظــرون – بمنتهى الصبــر – انتهــاء النداء الإيمــاني ، وربمـا يذهب معظمهم لأداء الصــلاة ..
فى رأيي الشخصي ، لن تجـــد أبداً فى أي مكــان فى العالم هــذا النمــوذج الفريد ، الذي يستحــق أن يُدرّس كظــاهرة
مُدهشــة غير مسبــوقة فى تاريخ البشـــر ..حتى القبــائل البدائيــة فى غابات الكونغـــو لا يعيشــون بهذا التنــاقض
***********************
الحيــاة في المـاضــي السحيـق
تقابل المصـري فيخبــرك بإبتسـامة مُشــرقة : مصــر أم الدنيــا .. تقابل الســوري فيخبــرك بإبتسامة واسعة : سوريــا الله حاميــها ..
تجلس مع العراقي فيخبــرك بإبتســامة ودود : العراق مهــد الحضــارات .. تخاطب المغــربي
فيعلن لك بإبتســامة دافئــة : المغـــرب مُلتقى حضارات العالم .. وهكذا مع كل الجنسيات العربية..
تقــول لهم جميعاً أن هذا كله ماضــي صنعه اجداد عظمــاء ، انتهــى وذهب بغيــر رجعة .. ولن يعــود طالمــا ظلّ الأحفــاد بهــذه العقليـــات
، فتكــون الإجــابة : نحــن مهــد الحضارات رغم أنفــك ، شئتَ ام أبيت ..
***********************
لدينــا كل شئ .. ولا نفعــل شيئــاً
اذكــر لى أمة فى تاريخ البشــرية ، بها كل الموارد الطبيعية والبشـرية والصناعية والزراعية والفكــرية والتاريخية والحضارية
والجغرافية والاجتمــاعية والطائفيـــة .. ثم تصمم على أن تكون أمة عاطلــة باطلــة بإصــرار يدعو إلى الاعجاب ..
لا يوجد سوانــا على ما أعتقــد ..
سؤال : هل الموارد الطبيعية والبشــرية فى الوطن العربي – ككـــل – أكبـــر أم أقل من بلد مثل بريطانيــا مثلاً ؟ .. اسبــانيــا ؟
هل سمعت فى حياتك أن ألمــانيا بها موارد طبيعية أكثــر من اي دولة عربيــة ؟!
********************
سيــد القــوم ( أفشلهم ) !
وهو من أجمــل ماتتمتع به بلادنا على الإطلاق فى رأيي ، لا ينافسهــا فى ذلك أي منطقــة أو بلد على هذا الكوكب ..
الفشــل هو الحــل لجميع مشــاكلك .. الفاشل هو السيد الذي يحصــل على أرقى التعييــنات فى الوظائف الحكومية والخاصــة ..
الفاشل فقط هو الذي يتم ترقيتــه استثناءياً مرة كل عـام فى أي عمــل ، ويتم مكافأتــه على فشــله الذريــع ، وإخلاصه الشديد
فى إظهــار الفشل فى عمله ، وتحويل المؤسسة التى يعمل فيها إلى حالة عارمة من الفشـل ..
والنــاجح ؟ .. يُقتـــل ويُصلَب فتأكل الطيــرُ من رأســـه .. بالمعنـــى المجــازي أو المعنى الحرفي لا فرق بينهمــا ..
والمُبــدع المُبتكــر ؟! .. هذا أســوأ حالاً طبعاً .. كيف يجــرؤ أن يكون مبدعاً ذكيــاً فى دول مترهلة يغزوها الشيب
والبيروقراطية فى كل مفاصلها وادواتها ؟ .. كيف يسمح لنفسه أصلاً أن يبتكــر شيئاً جديداً أو يُبدع فى تخصص مــا ..
**********************
لا أحد يطيــق الآخـــر
الجميــل في هذه المنطقــة من العالم انه لا أحد يطيــق الآخر .. وهذا يجعلهــا منطقــة مميـزة مُختلفة عن كل مناطق العــالم القديم والجديد ..
طالمـا أنت شخص ( آخــر ) مُختلف عنــي في الدين أو الفكـر أو التعــاطي مع الامور العامة أو السياسة أو المذهــب ، أو فهــم التراث ، او التعاطي مع مفهوم الوطنيــة .. فانت حتمـاً إمـا كافـر ، أو متآمــر ، او خائن للوطن ، أو عميــل للعــدو .. أو – وهذا أقل الإحتمالات شـراً – حمــار لا تفهــم شيئاً ..
****************
350 مليـــون خبيـــر !
350 مليــون نبــي يُوحــَى إليه بأنه على الطــريق الصحيح وبقيــة الإنســانية كلها على ضلال مُبين ..
350 مليون خبيــر فى كرة القدم .. 350 مليون مُحلل سياسي .. 350 مليــون خبيــر إقتصــادي ..
350 مليــون مُحنّــك متفهم لطبيعة المؤامرات التى تُحــاك ضد المنطقـــة ..
وبما أنه مُجتمع من الخبراء .. فكــل فِكـــرة تطرأ على الرؤوس يتبعها منهجيــة عمليــة تنفيــذية .. وبمــا أن نسبة الأميــة – التعليمية والدينية والفكـرية
والثقافية – في الوطن العــربي عشــرات الملاييــن .. فهــذا يفســر لك تماماً كل المــرح الذي يحيط بنا اليوم
****************
ألا لا يجهلنّ أحدٌ علينا فنجهــلُ فوقَ جهــلِ الجاهلينــا !
البــلاد الوحيــدة الذي يُعتبــر فيه المُنــادي لفكــرة ( التعايــش ) صوتــاً نشــازاً أو مُتــآمر يجب أن يخــرس فوراً .. تعايُش اي
هــراء وجنــون هذا الذي تقــوله ؟ .. كيف تجــرؤ أن تُنــادي بالتعايش بين الأديــان والثقافات والتيارات السياسية والفكــرية والإنســانية ؟! ..
****************
استحضــار التاريــخ الأسـود .. فقط !
ثمة مقــولة يرددهــا الجميــع وهم يهــزون رؤوسهم فى تأثــر : التــاريخ يعيــد نفســه .. وهذا صحيح جداً في عالمنـا العربي تحديداً ..
عالمنا العـربي حافل بتاريخ مُشرق مُشرف من العلم والدين والسياسة والفِكــر والنهضــة المُذهلة ، التى تعتبــر الأساس
للنهضــة الأوروبية والعالمية فيما بعــد .. هذا التاريخ المُشــرق يأبــى أن يتكــرر للأسف ..
أما الجانب السيئ والمُظلم من التاريخ العربي ، فله صفــة خاصة .. انه يعيــد نفســه
****************
قانون النسبيــة في التعامل
في كل مكان فى العالم ، وفي كل الثقافات والشـرائع والفلسفــات .. يتم التعــامل مع مواقف ومفــاهيم بعينها بشكـل ثابت .. الظلم مثلاً مفهــوم ثابــت لا يخضــع للنسبيــة .. من يُظلَم المفـتــرض أن يؤخذ بحقــه ، بغض النظر عن خلفيته وثقافته ودينه وعرقه وجنسيــته ..
هنا الوضع مُختلف تماماً كما تعلم .. تجــد أحدهم مصلــوباً تاكلُ الطيــر من رأسه ، فتســأل من هذا ؟ .. فتأتيك الإجــابة : هذا فلان وجدوه ميتــاً بهذا الوضع .. لكنــه من أنصــار ( جهــة ما / فكــر ما ) مخالف لك .. فيكــون تعليقــك : كلب وراح ! ..
****************
النهاية || الواقع أنه يوجــد الكثيــر جداً من المميــزات الأخرى فى بلادنا العربيــة ، تجعــل الحيــاة هاهنــا مُنتهى الإثارة والتشــويق ..
اتّهــم الحيــاة في البلاد العربية بأي شئ ، ولكن يستحيــل أن يكــون ( الشعــور بالمــلل )
هو إحدى الأمــور التى تجعلك تريد أن تهــاجر للخــارج .. لأن المُتابع لأحداث المنطقة العربية من الخــارج أصلاً يستحيــل ان يشعر بالملل ،
ويشعــر بأنه يشــاهد فيلم أكشن طبيعي متصـــل ومستمر ولا يتوقف ..
فما بالك بالذين يعيشــون داخل هذا الفيـــلم طوال أعمــارهم ؟!
:
أعتقــد انك ترى ( مميــزات ) اخـــرى نعيشهــا كعـــرب ، شاركنـا بها فى تعليقــك من فضلك !
مصدر 1
مصدر 2