«مكافحة الفساد لا تكون إلا بالقضاء على الفقر والمحسوبية وترسيخ العدالة».. قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو يعلن ضمنيًا الحرب على الفساد، ليس فقط بملاحقة الفاسدين، ولكن بمعالجة أسباب وجذور الظاهرة، وعلى رأسها المحسوبية التى أكد أنها «تقضى على الكفاءات وتجعل من يتولى الوظائف العامة ليس أهلًا لها»، وأكد دعم الدولة الكامل للأجهزة الرقابية لمكافحة الفساد. وضرب الرئيس، خلال كلمته فى اجتماع اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد بمناسبة احتفال هيئة الرقابة الإدارية باليوبيل الذهبى، أمس، ثلاثة أمثلة للتصدى للفساد، أولها ما شهدته القاهرة بعد نقل الباعة الجائلين وقيام بعضهم بافتراش الأرض، مطالبًا بتجهيز مواقع لائقة لاستقبالهم «لأننا لابد أن نكون منصفين مع الفقراء وننشئ أماكن بيع مناسبة، وما رأيته فى القاهرة ليس كافيًا». واستشهد الرئيس بتجربته فى وزارة الدفاع، مشيرا إلى أنه كان يتدخل بنفسه فى كل مناقصات الجيش «ليس شكاً فى أحد، بل لأعطى المثل لزملائى»، وأضاف أنه «سأتدخل فى جميع مناقصات الحكومة، عشان نعلم الناس».
وفى المثال الثالث، قال الرئيس إنه على مدار حياته منذ أن كان ضابطًا صغيرًا «لم أتوسط لضابط أو جندى أو أى مخلوق حتى عُرف أنى لا أجامل، لأن العدالة ركن حقيقى فى مجابهة الفساد».
وأشار السيسى إلى أنه لم ينته من تشكيل فريق رئاسى حتى الآن، لأنه لايزال يبحث عن الكفاءات فى مختلف المجالات، وقال: «سأتحمل النقد إلى أن أصل للهدف». وشدد الرئيس على دعمه للأجهزة الرقابية وأنه «لا يتدخل فى قراراتها»، لافتًا فى الوقت نفسه إلى أن جهود مكافحة الفساد والمحاسبة عليه لا يجب أن تكون «ذريعة لتبرير سياسة الأيدى المرتعشة وخوف المسؤولين من اتخاذ القرار».
المصدر
المصرى اليوم