رفيق عبد السلام:” بوتفليقة أوصانا برص صفوف الجبهة الداخلية ورفض أي تدخل أجنبي”
أكد وزير خارجية تونس السابق ومسؤول العلاقات الخارجية في المكتب التنفيذي لحركة النهضة، رفيق عبد السلام، أن اللقاء عالي المستوى الذي ترأسه الرئيس بوتفليقة وكبار مسؤولي الدولة الجزائرية خلال زيارة راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة رفقة فتحي العيادي، رئيس مجلس شورى الحركة والقياديين عامر العريض ولطفي زيتون، تناول إضافة إلى الوضع الملتهب في ليبيا، الوضع السياسي الداخلي في تونس وسبل مواجهة الانفلات الأمني والخطر الارهابي الذي يهدد أمن البلدين.
ونقل وزير خارجية تونس السابق عن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قوله إن “الجزائر حريصة على مرافقة تونس في تجربتها الديمقراطية الجديدة لتأمين انتقال ديمقراطي ناجح دون التدخل في شأنها السياسي أو الحزبي الداخلي”. وتابع رفيق عبد السلام الذي حضر مجريات الجلسة المطولة أن “بوتفليقة شدد في تناوله للوضع الاقليمي أن استقرار الجبهة الداخلية في تونس يعتبر مفتاح الحل لمواجهة أي تململ سياسي محتمل أو الانفلات الأمني الموسوم بتصاعد النشاط الإرهابي وانتشار لافت لشبكات تهريب السلاح خاصة على الحدود”. وأكد بوتفليقة حسب حوار أجرته صحيفة “الصباح” التونسية مع رفيق عبد السلام أن “الحكومة الجزائرية ماضية في دعم نظيرتها التونسية لمجابهة التحديات الأمنية وذلك من خلال التنسيق الوثيق والمحكم بين سلطات البلدين لتضييق الخناق على المجموعات الإرهابية التي تحاول تكثيف نشاطها على الشريط الحدودي مستغلة تداعيات الأزمة الأمنية في ليبيا واحتدام الاقتتال بين الميليشيات المسلحة وهو ما يفرض تعزيز التعاون المشترك للتصدي لهذا الوضع”. وأشار مسؤول العلاقات الخارجية في المكتب التنفيذي لحركة النهضة إلى أن “هناك في الجزائر وتونس إحساس بوجود تهديد مشترك لأن استمرار الأزمة في ليبيا يعني إمكانية انتقالها لا قدر الله إلى الداخل التونسي أو الجزائري وهوما من شأنه أن يؤثر على أمن كامل المنطقة واستقرارها بدءا من أمن تونس والجزائر، خاصة فيما يتعلق بتهريب السلاح وانتشاره على نطاق واسع ..”. وبعد تأكيد رئيس الديلوماسية السابق أن اللقاء سمح “بتحليل شامل ولجميع المستجدات على مختلف الأصعدة في مجال الأمن والتنمية والعلاقات الثنائية، أكد أن “اجتماعات التعاون والتنسيق الأمني والسياسي بين تونس والجزائر تضاعفت في الأشهر الأخيرة ، والبلدان يتقاسمان نظرة مشتركة في المجال الأمني وفي جميع المجالات الأخرى والتنسيق والتعاون بين البلدين بلغ مستوى استراتيجي لم يسبق له مثيل”. وعن سؤول حول ما دار تحديدا من نقاش خلال الاجتماع، قال المصدر”استمعنا من الجانب الجزائري أيضا دعما للتجربة الديمقراطية في تونس وسمعنا استعدادا للتصدي المشترك للمخاطر التي تهدد تونس ومن بينها المخاطر الأمنية، بسبب وجود مجموعات إرهابية تتهدد تونس واستقرارها بما يؤثر على أمن الجزائر، واكدنا على ضرورة دعم التعاون المشترك بين الدولتين.. نحن قمنا بمهمتنا بصفتنا حزبا سياسيا يتحدث في المبادئ .. لكن الأمور التفصيلية والتنفيذية من اختصاص الحكومة ومؤسسات الدولة التونسية..” ولفت المتحدث إلى أن وقوف الجزائر إلى جانب الأشقاء في تونس، يمليه واجب الجوار ورد جميل التضامن التونسي مع الجزائريين خلال ثورة التحرير وخلال الظروف التي مرت بها بلادنا في العشرية السوداء”.
وبخصوص الأزمة الليبية، أوضح عبد السلام “نعتقد مع الأشقاء في الجزائر أن الشأن الليبي ينبغي أن يبقى بأيدي الأشقاء الليبيين.
ودورنا أن نساعدهم على حل المشكلات التي يقترحون علينا المساهمة في حلها ..لا أن نزيد في تعميق الأزمات في ليبيا عبر تدخلات عسكرية أجنبية كانت أو إقليمية”، مضيفا “لقد أكد لنا الجانب الجزائري على أن من بين أبرز ثوابت السياسة الخارجية الجزائرية عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبقية الدول بما في ذلك دول الجوار”.
http://www.elbilad.net/article/detail?id=18906