>>>>>>>تنويه هام<<<<<<<
هذا الموضوع فيه شق سياسي هام وواضح
ولهذا تقدمت من أشهر بطلب لمدير المنتدى تطبيقا للقانون
لكي يسمح لي بكتابة هذا الموضوع وعرضه على صفحات المنتدى
وقد تفضل مشكورا بمنحي هذه الموافقة
وسيكون الموضوع تحت رقابة صارمة ولن يسمح
بأي خروج عن النص
………………………………………………………………………………………
……………………………………………………………………………
هذه بداية سلسلة اتمنى أن تنال إعجابكم ..
اليوم نعرض عليكم الخطوط العريضة للحدوتة ..
ونبدأها كتغيير من النهاية ...
سنعرض تسلسل الأحداث والمحطات التي سنقف عندها
وستكون حلقاتها بالترتيب الأتي:
مصر
سوريا
العراق
غزة
ليبيا
اوكرانيا
ولكي نغلق الحلقة نبدأ المقدمة بالحديث المختصر عن اوكرانيا ..
التي ستكون اخر حلقاتنا التفصيلية
المشكلة الأوكرانية ورد فعل الناتو وقيادته الطبيعية واشنطن ليست مجرد ازمة عابرة
او مفاجئة بل هي نتاج طبيعي لوضع سياسي متحرك ومتغير في كامل المسرح العالمي
وضع خرج عن سيطرة أمريكا في اجزاء كثيرة وحساسة ومشكلة اوكرانيا جزء منه
فكلا الطرفين لا يريد الحرب أو المواجهة المباشرة فهي وبال على الجميع بل على العالم كله
ولكن ما يحدث هو حسن استغلال من القيادة الروسية لظرف ضعف خاص تمر به امريكا
امريكا هي الدولة الاقوى في العالم بلا منازع عسكريا و علميا وحتى اقتصاديا رغم الازمة
ولكن امريكا اليوم تحكمها مجموعة ضعيفة الشخصية معدومة الخبرة و فاقدة للرؤية السياسية
أمريكا اليوم ليست أمريكا ريجان ولا حتى امريكا بوش ....امريكا اوباما خسرت وتخسر
كل اليوم الكثير من مكانتها بسبب حسابات خاطئة ورؤية معدومة وغباء سياسي منقطع النظير
فمخطط تقسيم الشرق الاوسط وخلق شرق أوسط جديد مكون من دويلات متأسلمة ضعيفة
ومستأنسة يحكمها فعليا البيت الابيض وتسيطر عليها إسرائيل هذه الخطة فشلت بل جاءت
بنتائج عكسية بعد خسارة مصر وتدهور العلاقات مع السعودية والإمارات
وظهور تحالف عربي جديد بعد عقود من التشرذم وكانت روسيا حاضرة بقوة وقراءة محنكة
للمشهد ونجحت في فتح الباب للقيادة المصرية الجديدة ...
وهكذا ضعف وضع أمريكا في الشرق الأوسط وزاد من خسارة امريكا
صمود النظام والجيش السوري بفضل دعم روسي قوي ايضا هز هيبة أمريكا بشدة بعد
أن فشلت في تنفيذ تهديدها بتوجيه ضربات لصالح المعارضة السورية المسلحة
بل ان امريكا اليوم قد تجد
نفسها مجبرة على ضرب جزء اساسي ورئيس من معارضي الأسد جزء كانت تسلحه وتدعمه
جزء كانت هي من صنعه جزء اسمه داعش والنصرة وهذا سبب الإرتباك الامريكي الاخير تجاه
داعش وسوريا ...كيف نضرب معارضي الأسد الأقوى والأهم دون أن تساعد الأسد ؟؟
العراق ايضا خسرت فيه امريكا .... اضطرت للتضحية بحليفها المالكي بل ووجدت نفسها في
حاجة لمساعدة من إيران ! وطبعا مساعدة مدفوعة الثمن ...الثمن الذي بدأت امريكا دفعه
في مفاوضات النووي الإيراني .. ولكن هذا التقارب مع إيران عمق الفجوة مع السعودية
والخليج ...معضلة ! وزاد منها مرة أخرى الحضور الروسي الذي أعلن دعم العراق
و زودها بالسلاح في وقت تمنعت فيه أمريكا عن تسليم المقاتلات و المروحيات الموعودة
الخسارة من كل ناحية ومع كل خسارة تضعف امريكا أكثر و أكثر
ثم دخلت ليبيا على الخط ... بعد انهيار نظام الإخوان الحليف لأمريكا في مصر والذي راهن عليه الامريكان بغباء تحركت الأمور في ليبيا فخسر الاسلاميون الإنتخابات وظهر حفتر في الصورة وبقوة مدعوما من دول الجوار الليبي سواء دعما علنيا او سريا
فالكبيرتان مصر والجزائر لن تقبلا بإمارة
إرهابية على حدودها وكلا منهما لديها تجربتها مع الإرهاب ...
والأن امريكا في مشكلة جديدة هل تدعم مصر الجديدة والجزائر وكلا منهما حاليا ليس صديقا
"مطيعا" !؟ أم تترك الارهاب المدعوم من حلفائها و اتباعها الباقين في المنطقة ينموا ويترعرع
على حدود اوروبا الجنوبية!؟
مشكلة جديدة بلا حل ...امريكا تتخبط في الشرق الأوسط فالحلفاء انقلبوا وخرجوا عن الطاعة
والأتباع انكشفوا ومحاصرين من جيرانهم والاعداء اصبحوا يحاربون من هو اكثر خطورة على
أمن ومصالح أمريكا ...
فبينما السلاح الأمريكي سيحارب نفسه قريبا!
روسيا تكسب الارض في كل مكان
حتى في القضية الفلسطينية فقدت أمريكا مكانتها فإسرائيل ضربت بوحشية المدنيين
ولم تستطع امريكا بقيادة أوباما وقف أو حتى تقصير مدة الهجوم الإسرائيلي
وفي نفس الوقت فشلت في الضغط على الجانب الفلسطيني رغم تدخل الاتباع الإقليميين
في محاولة للبحث عن دور مفقود لأمريكا وأتباعها والأهم في محاولة لتقزيم دور
مصر الجديدة ولكن مرة أخرى بائت المحاولات بالفشل فبقيت المبادرة المصرية
فقط على المائدة وبقت القاهرة فقط تقود المفاوضات ...
وانتهت الأمور لما عرضته مصر من البداية دون تغيير يذكر
فكان هذا في حد ذاته نصرا للسياسة المصرية وفشلا جديدا لامريكا و اتباعها
فوضى الشرق الأوسط اضعفت امريكا وكشفت عن فشل صانع القرار الأمريكي فاهتزت ثقة الاصدقاء في اوروبا و زادت ثقة الخصوم
ليس فقط في الشرق الأوسط بل حتى شرقا ...هناك في اقصى
الشرق حيث العملاق الصيني الذي تتزايد قوته ومعها تزداد طموحاته فإذا كانت الصين
حتى الأن لا تزال قوتها غير عالمية التأثير وهنا نتحدث عن القوة العسكرية فقط
لكن طموح الصين
أكبر من ذلك بكثير وأمريكا تحاول السيطرة على الصين وتحجيمها ومحاصرتها ولكن كيف يمكن ذلك مع التخفيضات المتتالية في الميزانية البنتاجون ؟ كيف يمكن إحتواء الصين وقوى امريكا الإقتصاديةمهتزة و العسكرية مشتتة والسياسية متخبطة !؟
الصين تدرك حالة التخبط والضعف التي تمر بأمريكا لهذا فهي تحاول إستغلال الوضع وتثبيت
أكبر قدر من المكاسب على الأرض وربما كلنا تابعنا تحركات الصين فيما يخص كل نزاعاتها
المائية مع مختلف الدول المجاورة في الفترة الأخيرة....
طيب ما علاقة كل ما سبق بأوكرانيا ؟
العلاقة وطيدة .. العملاق الأمريكي مريض ولكن مرضه لن يدوم وروسيا تدرك ذلك لهذا كان
يجب استغلال الفرصة وضرب المخططات الغربية الرامية لحصار روسيا وغزو مجالها الحيوي
فهذه المخططات التي أدركتها روسيا من فترة لو تحققت ستقضي على أحلام روسيا
في إستعادة ولو جزء من وضع للإتحاد السوفييتي السابق وهنا كانت حنكة وخبرة القيادة
الروسية ... خسارة حليفهم الرئيس الأوكراني قررت روسيا تعويضها بل تحويلها لمكسب لها
عبر فرض مواجهة مع الغرب في عز ضعف أمريكا وعز إهتزاز ثقة حلفائها وأصدقائه بها
مواجهة تدرك روسيا أنها تملك الكثير من الأسلحة التي تستطيع ان تستخدمها لحسم المعركة
لصالحها ...
روسيا تريد منع اوكرانيا القوية من الإنضمام للناتو وهذا يمكن أن يتم بطريقتين
الأولى ان لا تنضم أوكرانيا للحلف أصلا ...
اما الثانية فهي أن لا تكون هناك اوكرانيا القوية اصلا ! أي تضعف أوكرانيا وتقسم
فيكون انضمام ما تبقى منها للناتو غير مضر ...
والوضع الحالي يميل للخيار الثاني فروسيا الأن ضمت القرم بصورة نهائية
والشرق الأوكراني في الطريق ...
أوراق الضغط الغربية هي :
العقوبات الاقتصادية
الضغط السياسي
التلويح بإستخدام القوة
لكن في المقابل الرد الروسي اقوى ..
العقوبات الإقتصادية المضادة التي قد تخسر اوروبا من ورائها مليارات
الغاز ...والشتاء قادم وما أدراك ما شتاء أوروبا بلا غاز !
المواجهة العسكرية المباشرة ...رغم انها بعيدة جدا لكن روسيا تستطيع
التلويح بها مثلما يفعل الناتو بالضبط
ونضيف للاوراق الروسية القدرة على معاقبة أمريكا في مناطق بعيدة تماما عن اوروبا
صفقات سلاح مع إيران ...مع مصر ....مزيد من الدعم لسوريا ...تعطيل قرارات في مجلس الأمن
الروس فرصتهم أكبر لتنوع اوراق الضغط ولأنهم اليوم من يمسك بزمام المبادرة
الروس الأن يصنعون الفعل والغرب مجبر على البحث عن رد الفعل
الأزمة الأوكرانية مرشحة للإستمرار ولكن الأمور غالبا لن تنتهي بصورة لا ترضي الدب الروسي
وستكون فصلا جديدا في رواية واقعية اسمها الثعلب والحمار !
هل عرفتم الأن من الثعلب ومن الحمار؟
الحلقة القادمة ...
مصر ...الجائزة الكبرى!