الجزائر تنجح في تفكيك “لغم” الحدود الجنوبية
تمكنت الجزائر من إقناع الفرقاء الماليين بالتوقيع على مذكرة تفاهم، تتضمن 5 بنود تساهم في الوصول إلى حل سياسي ينهي أزمة الاقتتال بشأن منطقة شمال مالي نهائيا، ويفكك لغم الحدود الجنوبية وتأمينها. وفي الأثناء، خرجت مظاهرات عفوية في معظم مدن أزواد تنديدا بمذكرة التفاهم التي وقعتها الحركات الأزوادية، والتي تم تفسير مضمونها من قبل المتظاهرين على أنه إقرار بالدستور المالي.
وقّع على بروتوكول التفاهم (اطلعت عليه “الخبر”) بين منسقية الحركات الأزوادية التي يمثلها بلال أغ الشريف، كل من: الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد والحركة العربية الأزوادية من جهة، والحركتين السياسيتين العسكريتين الموقعتين على أرضية الجزائر بتاريخ 14 جوان 2014 من جهة أخرى.
وذكر البند الأول من البرتوكول: “اتفاق الأطراف على النظام السياسي والمؤسسي لأزواد، عبر نظام اتحادي يتم العمل به، على أن تعترف به حكومة مالي والمجتمع الدولي”، فيما نص البند الثاني على “اتفاق الأطراف ذاتها على إنشاء لجنة مشتركة للمفاوضات”.
وأعلنت منسقية الحركات الأزوادية تمسكها بجهود الجزائر، وقالت في البند الثالث من المذكرة إن “الأطراف اتفقت على المضي قدما في جهودها الرامية للتقريب فيما بينها، حتى يتم تجسيد وحدتها، من خلال تشكيل تنظيم مشترك”، فيما كشف البند الرابع: “تحديد الأطراف من الآن الحركات الموقعة على هذا البروتوكول”، بينما البند الخامس والأخير ينص على أن “هذا البروتوكول يدخل حيز التنفيذ بتاريخ التوقيع عليه (أول أمس)”.
وركزت مفاوضات السلام برعاية الجزائر التي انطلقت بتاريخ 1 سبتمبر الجاري، حسب بيان للحركة الوطنية لتحرير الأزواد، على مناقشة مختلف الموضوعات التي تم التفاوض عليها، كما نصت عليه خارطة الطريق الموقعة في 24 جويلية 2014 بالجزائر بين منسقية الحركات الأزوادية (الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، والحركة العربية الأزوادية) وحكومة مالي.
وقال البيان: “وجرت هذه النقاشات بين مختلف أعضاء وشخصيات المجتمع المدني، في جو من الاحترام والود والاستماع، وإن كنا نأسف لضعف تمثيل المجتمع المدني الأزوادي في بعض المناطق ذات الكثافة السكانية، وكذلك في مخيمات اللاجئين”، مضيفا: “ونحيي المداخلات القيمة والمهمة خلال جلسات العمل، ولاسيما مداخلات المجتمع المدني الأزوادي الذي أظهر قدرته على بيان أهمية وضرورة إيجاد حل سياسي للتطلعات العميقة للأزواديين”.
وتأمل الحركة أن “تكون خطابات ونداءات الزعماء التقليديين والدينيين موضع استماع من قبل المجتمع الدولي، نظرا إلى الطبيعة السياسية للنزاع بين أزواد ودولة مالي، وسيكون اعتبار هذه الطبيعة أمرا أساسيا للعمل معا وعبر حوار صريح وجاد من أجل التوصل إلى حل يرقى إلى مستوى معاناة وتطلعات الشعب الأزوادي”.
وعشية توقيع مذكرة التفاهم، خرجت مظاهرات عفوية في معظم مدن أزواد، تنديدا بالبروتوكول الذي وقعته الحركات الأزوادية، حيث تم تفسير مضمونه من قبل المتظاهرين على أنه إقرار بالدستور المالي والذي ينص على الفدرالية، حسب تصريحات نقلها الموقع الإخباري “الحدث الأزوادي”.
- See more at: http://www.elkhabar.com/ar/politique/424406.html#sthash.d6VQ0ezX.dpuf