صدام حسين في قبضة الأمريكيين1134 (GMT 04:00) - 14/12/03
عملية فحص لصدام للتأكد من شخصه. بغداد، العراق (CNN) -- في أول رد فعل رسمي على اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش الأحد، إن "اعتقال صدام لا يمثل نهاية العنف، وعلينا أن نواجه المزيد من العمليات الإرهابية التي تقتل الأبرياء في الشرق الأوسط."
وخاطب بوش الشعب العراقي بقوله "الآن جاء وقت العراقيين ليرفضوا الإرهاب."
وأعقب اعتقال صدام وقوع انفجار قوي وسط بغداد تزامن مع خطاب بوش، وقد أظهرت صور من كاميرا فيديو، أن ألسنة اللهب التمصاعدة لما يبدو أنها عربة مفخخة بالقرب من فندق فلسطين الذي ينزل فيه العديد من الصحفيين.
وكان بول بريمر، الحاكم المدني الأمريكي للعراق، أعلن الأحد، أن قوات التحالف تمكنت مساء السبت من اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين وذلك خلال غارة قامت بها قوات التحالف على مدينة تكريت، مسقط رأس صدام، شمال العراق.
أما قائد قوات التحالف البرية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز فأكد، في المؤتمر الصحفي المشترك، أن صدام تم العثور عليه بناء على معلومات استخبارية.
وقال سانشيز إن صدام كان يختبئ داخل منزل في منطقة "الدّور" التي تبعد 15 كيلومترا جنوب مدينة تكريت، وأن اعتقاله تم في الساعة الثامنة من مساء السبت بحسب التوقيت المحلي.
سانشز: صدام لم يقاوم الاعتقال بل كان متعاونا
وأضاف سانشيز أن العملية نفذتها قوات أمريكية عراقية مشتركة، وأن صدام كان يختبئ داخل خندق ضيق متصل بحفرة عمقها ستة أقدام تحت أرض المنزل، مشددا على أن صدام لم يقاوم على الإطلاق، بل كان متعاونا لحظة القبض عليه.
وأضاف أن صدام كان "منهكا ومستسلما لقدره" لحظة اعتقاله.
وكانت القوات الأمريكية قد أعلنت في وقت لاحق من اعتقال صدام أن المعلومات التي وردت إليهم وبموجبها توصلوا إلى صدام قد جاءت من أحد أقارب صدام نفسه.
وفي شريط فيديو بثته قوات التحالف أثناء المؤتمر الصحفي، بدا صدام مرهقا ومتماسكا وقد نمت لحيته بشكل كبير واستطال شعره.
وقد قامت قوات التحالف بإجراء فحص طبي للرئيس العراقي السابق، قبل أن تقوم بحلاقة لحيته الكثيفة، وقص شعره.
وأفادت مصادر التحالف أن الكشف الطبي أثبت أن صدام يتمتع بصحة جيدة.
وأكد سانشيز على أن القوات الأمريكية ستبقي على صدام في مكان آمن، مع مواصلة ملاحقة بقية أفراد النظام السابق.
وردا على سؤال فيما إذا كان بريمر قد التقى بصدام، أجاب بالنفي. أما سانشيز فقال أنه التقى صدام بعد اعتقاله مساء السبت.
الباجة جي: صدام سيلقى محاكمة عادلة
ومن جانبه أعلن عدنان الباجة جي، عضو مجلس الحكم العراقي، والذي شارك في المؤتمر الصحفي، مع بريمر وسانشيز، أن صدام سيلقى محاكمة عادلة أمام محكمة جرائم الحرب.
وطالب الباجة جي اعتبار يوم القبض على صدام "عيدا قوميا" للعراقيين.
ومن جانبه توقع سانشيز أن تستمر الهجمات على قوات التحالف خلال الفترة القادمة، رغم اعتقال صدام.
ومن جهته أعلن اللواء راي أديرنو، قائد الفرقة الرابعة مشاة، التي قامت باعتقال صدام، أن المكان الذي كان يختبئ فيه صدام يقع بالقرب من نهر دجلة.
وأشار أديرنو إلى وجود أحد قصور صدام، في ذلك المكان، ولكن على الجانب الأخر من النهر.
وبسؤاله عن المدة التي يعتقد أن صدام قضاها في المكان، قال أديرنو إنه لا يعلم على وجه الدقة، ولكنه يعتقد أن المدة لم تكن طويلة.
أعضاء المجلس العراقي يلتقون صدامومن جهة أخرى أكد أعضاء من مجلس الحكم العراقي، شاهدوا صدام بعد اعتقاله، أن الرئيس السابق لم يبد أي ندم عما ارتكبه من جرائم ولا يرى مبرراً للاعتذار للشعب العراقي.
وأوضح أعضاء المجلس في مؤتمر صحفي أن صدام، بدا مرهقا نفسيا وبدنيا، إلا أنه كان مقتنعا بأنه حكم البلاد بطريقة عادلة، ولكن حاسمة.
وقال أعضاء المجلس إنهم سألوا صدام عن المقابر الجماعية، فقال إنها كانت مخصصة لمن خانوا الوطن، أو هربوا من أداء الخدمة العسكرية، أو اللصوص.
وحاول صدام خلال لقاءه بأعضاء المجلس أن يبرر ما قامت به القوات العراقية في مدينة حلبجة الكردية التي تقع بالقرب من الحدود الإيرانية (استخدام الأسلحة الكيماوية ضد سكان المدينة) وكذلك قيامه بغزو إيران ثم الكويت.
وأوضح أعضاء المجلس أن لقاءهم بالرئيس السابق كان يهدف للتعرف على حالته.
وأكد أعضاء مجلس الحكم العراق أن صدام كان يحمل بندقية، عند القبض عليه، ولكنه لم يستخدمها، كما أشار أعضاء المجلس إلى أن حارسين عراقيين كانا برفقته.
وقال أعضاء المجلس إن قوات الأمن الكردية "البشمركة" لعبت دورا في عملية القبض على صدام، ولكن القوات الأمريكية قامت بالعملية الرئيسية دون مساعدة من أحد.
وحول الأموال التي تم العثور بحوزة الرئيس العراقي السابق، وقدرها 750 ألف دولار أمريكي، قال أعضاء المجلس إن الاتصالات تتم حاليا لمعرفة مصيرها.
فرح عارم في شوارع العراق وكانت شوارع العاصمة العراقية بغداد قد شهدت ظهر الأحد سيلا من الطلقات النارية والزغاريد فرحا بالأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام عن اعتقال صدام، قبل أن تؤكد الإدارة الأمريكية الخبر في وقت لاحق.
وبدأت تلك الاحتفالات بعد أن نسبت وسائل الإعلام لمسؤولين أمريكيين قولهم أن هناك احتمال أن يكون الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، قد تم اعتقاله في الحملة التي شنتها القوات الأمريكية فجر الأحد على تكريت.
وفي أعقاب ذلك أكد الرئيس الدوري مجلس الحكم الانتقالي العراقي، عبد العزيز الحكيم أن الحمض النووي اثبت أن المعتقل هو صدام.
وجاءت تصريحات الحكيم، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الإسبانية آنا بلاثيو، في مدريد، مشيرا إلى أنه تلقى المعلومات من بعض زملائه في العراق.
وأفادت معلومات أن صدام اعتقل دون مقاومة ولم يحاول الانتحار كما كان يعتقد.
وفي واشنطن، أفادت مصادر أمريكية عليمة أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أبلغ الرئيس الأمريكي جورج بوش، في وقت متأخر بعد ظهر السبت، باحتمالات أن تكون قوات التحالف قد ألقت القبض على صدام حسين.
وقد أوضح مسؤولون أن الغارة التي تمت في مدينة تكريت جاءت في أعقاب معلومات استخباراتية أفادت بوجود صدام في مكان محدد داخل المدينة.
وفي لندن رحب رئيس الوزراء البريطاني، طوني بلير بالقبض على صدام حسين.