تأسست الكلية العسكرية العراقية الأولى عام 1924 وسميت [المدرسة الحربية] وكانت الغاية من انشاء هذه المدرسة تخريج ضباط متدربين على احدث الاساليب المتبعة في جيوش العالم. في الساعات الاولى من صباح يوم 12 أيار 1924 افتتحت الدورة الاولى برعاية الملك فيصل الاول وحضر حفل الافتتاح الوزراء وكبار رجال الدولة والمندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس والقائد البريطاني العام الفريق اول (هولدن)
وكان عدد الملتحقين (68) طالب حضروا بملابسهم المدنية يتقدمهم آمر المدرسة، وآمرو السرايا والفصائل، وضباط دار التدريب، وتقرر حينذاك ان تكون مدة الدورة ثلاث سنوات على ان تلتحق إلى المدرسة دورة جديدة في بدء كل سنة دراسية ليكون في المدرسة ثلاثة صفوف سميت بـ المستجد - المتوسط - المتقدم ، وتتخرج في السنة دورة واحدة لتحل محلها دورة جديدة، وهكذا تستمر الدورات بالتخرج والقبول لتغطي حاجة الجيش من الضباط وتعطي ثمارها من الضباط الجدد سنوياً. أصبحت المدرسة الحربية تسمى بالمدرسة العسكرية بعد صدور الارادة الملكية بمنح الخريجين من الدورة الاولى التي تخرجت في تموز عام 1927 رتبة ملازم ثان في الجيش العراقي ، في تموز 1927 انتقلت المدرسة العسكرية إلى الكرادة الشرقية بجوار الجسر المعلق الحالي بعد تخرج الدورة الاولى ، أي بعد انقضاء ثلاث سنوات في الثكنة الشمالية ، واعطاء الجيش اول ثمارها ورفده بخمسين ضابطاً دفعة واحدة ، وبعد ان التحقت الدورة الثانية والثالثة في الثكنة الشمالية، ولما استقرت المدرسة العسكرية في الكرادة الشرقية قبلت الدورة الرابعة في أيلول 1927، وتخرجت في أيلول 1930، وكان عدد الناجحين فيها (37) ضابطاً منحوا رتبة ملازم ثان.
التحقت الدورة الخاصة في 1 أيلول 1928 ، والتحق مع طلابها الأمير غازي نجل الملك فيصل الاول ، وتخرجت في آب 1931 ، وكان عدد طلابها (30) طالباً تخرج منهم (22) ضابطا، الا ان الامير غازي استمر بالدراسة مع طلاب الدورة السادسة وتخرج معهم. التحقت الدورة السادسة في أيلول 1929، وتخرجت في 23 آب 1932، وكان عدد طلابها (25) طالباً تخرجوا جميعاً. وفي صيف 1938 افتتحت الاعدادية العسكرية ، وقبلت اول دورة من خريجي الدراسة المتوسطة، تخرج الناجحون فيها في صيف 1940. وفي سنة 1939 وضع نظام جديد وابدل اسم المدرسة العسكرية الملكية إلى الكلية العسكرية الملكية، وفي 16 ايلول 1940 قبلت اول دورة من خريجي الدراسة الاعدادية العسكرية وكانت الغاية من تأسيس الاعدادية العسكرية هي تهيئة طلاب الدراسة المتوسطة ليكملوا الدراسة الاعدادية وهي سنتان يتلقى فيها الطلاب دروسا عسكرية، اضافة إلى المنهج المقرر من وزارة المعارف والتي تسمى وزارة التربيةحالياً ليغدو اهلا للالتحاق بالكلية العسكرية بعد نجاحهم في الامتحان الوزاري، ثم استمر قبول الطلاب على هذا النحو إلى ان الغيت الاعدادية العسكرية سنة 1944، حيث قبلت في ذلك العام اول دورة من خريجي الدراسة الاعدادية في الكلية العسكرية مباشرة بعد صدور نظام الكلية المرقم (34) لسنة 1945، والذي طبق على الدورة (23) ويتضمن هذا النظام جعل الكلية العسكرية كلية عالية، مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات بعد الدراسة الثانوية على ان تكون سنة الدراسة الثالثة منها دراسة اختصاص في أحد صفوف الجيش، وبانتهاء السنة الثالثة يمنح الناجحون رتبة ملازم ثان في الجيش. ونظراً للتطور الحاصل في الكلية العسكرية ولزيادة استيعابها من الطلاب غدت ثكنتها في الكرادة الشرقية غير ملائمة لما تتطلبه الكلية من ساحات واسعة للتدريب وميادين كثيرة تمكنها من استيعاب العدد الذي بات يتزايد، فقد قررت وزارة الدفاع نقل الكلية العسكرية إلى [الرستمية] واستملاك ابنيتها من وزارة المعارف (التربية حاليا) بعد ان غرستها بالاشجار واعادة اعمار البنايات الموجودة فيها اصلاً. وأنشئت قاعات جديدة للدروس وهيأت ميادين كافية للالعاب والتدريب العنيف وكل المنشآت الضرورية المطلوبة لراحة وترفيه مقر الكلية والهيئات التعليمية والطلاب. وقبلت الدورة السادسة والعشرون في ثكنتها الجديدة في 16 أيلول 1947 ، كما تخرجت من هذه الثكنة الدورة الرابعة والعشرون، وجرت مراسيم التخرج في ساحة العرض في 30 حزيران 1948، وقد استقرت الكلية العسكرية في مكانها منذ ذلك التاريخ وحتى احتلال العراق في نيسان 2003. ومرت الكلية بمراحل عدة تقدمت فيها كثيرا، وتطورت اساليبها التدريبية والتدريسية على اسس علمية مدروسة تتماشى مع التقدم الحديث في المضمار العسكري والعلمي العالمي وكانت تصنف على انها رابع كلية عسكرية في العالم من حيث مستواها التدريسي والتدريبي ومن الحوادث التي تعرضت لها هي الغرق نتيجة الفيضانات الكاسحة التي ضربت بغداد عام [1954]، مما اجبرها على الانتقال إلى معسكر الوشاش (حديقة الزوراء حاليا)، وقد مرت بفترات حرجة جداً، ولكن هذا لم يمنع من تخرج الدورات المتعاقبة للطلاب الحربيين والاداريين. وكان عدد الدورات يتفاوت تبعاً لحاجة الجيش من الضباط الجدد، اضافة إلى قبول عدد من الطلاب على حساب الشرطة، كما فتحت الكلية العسكرية ابوابها امام الطلبة العرب من الاقطار الشقيقة، وتم ايفاد قسم من طلابها إلى كلية ساند هيرست والى الاكاديمية العسكرية في باكستان ، كما فتحت فيها دورات عدة للدارسين على نفقة وزارة الدفاع كالاطباء والمهندسين والصيادلة وذلك لحاجة الجيش إلى اختصاصاتهم وقد تخرج منها ضباط لامعين برزوا في معارك القادسية الثانية منهم الفريق الأول الركن عبد الستار المعيني و الفريق الأول الركن سلطان هاشم أحمد والفريق الأول الركن حسين رشيد محمد التكريتي والفريق الأول الركن أبراهيم عبد الستار