تتجه السعودية، في غضون العامين المقبلين، لإنشاء مركز تميز للفضاء والطيران، عبر مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، الذراع التقني والبحثي للدولة. ويأتي هذا المركز، لينضم إلى منظومة أبحاث الطيران في المدينة، مكَملا لعمل معهد بحوث الفضاء، والبرنامج الوطني لتقنية الأقمار الصناعية.
وأعلنت مدينة العلوم والتقنية على لسان الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث، أمس، أنها ستطلق قمرين صناعيين جديدين سعوديي الصنع في عام 2011. من جانبه، أبلغ الدكتور هيثم التويجري لـ«الشرق الأوسط»، أحد الباحثين في المدينة، بأن هذين القمرين سيستخدمان في مهمات فضائية بالاشتراك مع جامعة ستانفورد الأميركية.
وتعمل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، مع جامعة ستانفورد، على إنفاذ تجربة فضائية لاختبار مبدأين من مبادئ نظرية النسبية العامة للعالم «إنيشتاين»، عبر مشروع مسبار الجاذبية (ب)، وهو المشروع الذي تخلت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن دعمه بعد مضي 4 سنوات على بدايته. ويتوقع أن تعلن نتائج هذا المشروع بعد الانتهاء منه في منتصف العام المقبل 2010.
وأوضح الأمير تركي بأن الاتفاق مع جامعة ستانفورد الأميركية، يأتي في إطار حرص بلاده على تكوين علاقة تعاون للمهمات الفضائية المقبلة، فيما أكد التويجري بأن بلاده تدخلت لإنقاذ مشروع اختبار مبادئ نطرية أنيشتاين، وذلك بعد أن توقفت ناسا عن دعمه في مايو (أيار) 2008.
وقال التويجري وهو باحث سعودي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، «لقد كلفت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، 5 من باحثيها، جزء منهم وصل إلى أميركا، ويعمل جنبا إلى جنب مع باحثين جامعة ستانفورد لتحليل نتائج اختبار مبادئ نظرية النسبية العامة، فيما أن الجزء الآخر سيصل للولايات المتحدة في غضون الأسبوعين المقبلين».
وأوضح الباحث السعودي، عن أن هذا المشروع، هو باكورة التعاون بين مدينة العلوم والتقنية والجامعة الأميركية، إذ سيتلوها مشروعات أخرى، يتم العمل عليها الآن، منها مشروع تطوير آخر ما وصلت إليه تقنيات ليزرالأشعة فوق البنفسجية، وتقنيات الاستشعار الزاوي، فضلاً عن تصنيع أنظمة واختبارها في الفضاء باستخدام أقمار صناعية سعودية مطورة ومصنعة في «العلوم والتقنية» لإجراء جميع الاختبارات اللازمة.
وأكد التويجري، أن كافة المشروعات التي يعمل عليها باحثو بلاده ونظراؤهم الأميركيون، سيتم استخدامها مستقبلا في تجارب وبحوث فضائية بالغة الدقة؛ مثل: الهوائي الفضائي باستخدام الليزر التداخلي، ومراقب الانفجار الكبير، وبحوث عدم التناسق الزمني في الفضاء.
يذكر أن العمل على مشروع «مسبار الجاذبية ب»، بدأ في أواخر الخمسينات من القرن العشرين، بدعم من ناسا، بهدف إثبات مبدأين من نظرية أينشتاين للنسبية العامة.
وقال تركي بن سعود إن أخصائيين ومهندسين من البرنامج الوطني لتقنية الأقمارالصناعية بالمدينة، سيقومون بتصميم وتصنيع أنظمة جديدة مبنية على هذه التجربة في تجارب مستقبلية، مضيفا بأن هذه الأنظمة سوف تختبر عبر الأقمار الصناعية السعودية، فضلاً عن بعض التجارب المشتركة على هذه الأقمار بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية