الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
ما زال لغز استشهاد أوْ عدمه، محمد ضيف، القائد العام لكتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، ما زال وسيبقى، حسب كافة المؤشرات، يقُضّ مضاجع الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا. حوالي الشهرين مرًا منذ حاول الاحتلال الإسرائيليّ اغتياله خلال العدوان الإرهابيّ على قطاع غزّة، خلال شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) الماضيين، وبات الرجل أكثر من أيّ شخص آخر رمزًا لحركة حماس.
بعكس المحاولات السابقة والكثيرة لاغتيال ضيف، والتي فشلت بشكل واضح ولم تنجح، فهذه المرة لم يستطع أحد أنْ يدحض أوْ يؤكّد فرضية أنّ ضيف لا يزال على قيد الحياة. وفي هذا السياق، قررت إذاعة الجيش الإسرائيليّ (غالي تساهل) تخصيص وقتًا طويلا لسبر غور الموضوع في برنامجها الصباحيّ، الذي يُقدّمه الصحافيّ المُخضرم، رازي بركائي.
الإذاعة استضافت البروفيسور عوزي رابي، الخبير في شؤون حماس، الذي اعتبر أنّ السؤال إذا ما كان ضيف حيًّا أمْ ميّتا هو غير ذي صلة إلى درجة كبيرة. وقدّر رابي، وهو رئيس مركز (دايّان) لأبحاث الشرق الأوسط، اعتبر أنّه رغم الضباب الكثيف الذي يحيط بالقضية، فيبدو أنّ ضيف لا يزال حيًّا. وفي معرض ردّه على سؤال قال إنّ أحد الأشياء التي يُمكننا أن نقولها واثقين هي أنّ ضيف قد أصيب. لقد اجتاز سلسلة طويلة من محاولات الاغتيال وأصبح شخصية فلسطينيّة أسطوريّة. وبحسبه، حتى في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ليست هناك معلومات واضحة ومؤكدة بخصوص نتائج إصابة ضيف، على حدّ قوله.
مع ذلك، فقد قدّر أنّه لو كان ضيف قد قُتل، كانت حماس ستذكر ذلك بشكل أو بآخر. على ما يبدو، أنّ حالة ضيف، الذي كان قبل المحاولة الأخيرة أيضًا يُعاني من إعاقة عقب محاولات سابقة لقتله، لا تمكّنه من الظهور خلف الكاميرا أوْ حتى الميكروفون من أجل الإعلان بأنّه لا يزال على قيد الحياة. على أية حال، سواءً كان حيّا أو ميّتا، يعتقد رابي أنّ ضيف غير ذي صلة بحالة حماس اليوم. وأضاف: لو سألتني: فقد انتصر محمد ضيف سواء كان حيّا أم لا، مُضيفًا أنّه على الرغم من الاضطرابات في حركة حماس، فإنّ لديها قدرة واسعة ومثيرة للإعجاب.
صحيح أنّ هناك أشخاص لهم أهمية كبيرة، مثل ضيف، ولكن حماس هي حركة جماهيرية، لديها قاعدة واسعة جدًا وستتابع الأمور. وبرأيه، من الناحية العملية أو العمليّاتية، فإنّ حماس ستستمر في الوجود وإلحاق الأضرار بإسرائيل بغضّ النظر عن سؤال إصابة ضيف، على حدّ تعبيره.
في السياق ذاته، ذكرت القناة الإسرائيليّة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ أنّ معلومات استخبارية دقيقة حول مكان وجود محمد ضيف وصلت إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) الذي نجح في تحديد هوية ضيف ومكانه خلال الهدنة التي أعلنت لخمسة أيام. ووفقًا للقناة العاشرة، فإنّ إسرائيل نفذّت الهجوم على المبنى الذي كان فيه ضيف وسط مدينة غزة وحتى هذه اللحظة لم يُعرف مصيره.
وزعمت القناة أنّ إسرائيل انتظرت تنفيذ الهجوم على المنزل حتى انهار وقف إطلاق النار، على الرغم من أنّها كانت تعلم بأنّ ضيف موجود داخل المنزل قبل ثلاثة أيام من الهجوم، مشيرةً إلى أنّ ضيف دخل إلى المبنى بعد منتصف الليلة الأولى من تلك الهدنة. وحسب القناة، فإنّ المعضلة التي كانت أمام القيادة السياسيّة الإسرائيليّة أنّه تمّ العثور على مكان ضيف عندما تمّ التوصّل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحما،س وكان يزور حينها زوجته وطفليه.
وبينّت أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعلون، ورئيس الأركان بيني غانتس، أمروا بالانتظار والمتابعة لحين معرفة مصير الهدنة التي خُرقت في مساء يومها الرابع قبل أن يُنفذ الهجوم ضدّ المبنى بعد أنْ اخترقت حماس الهدنة حسب زعمها.
وتابع التلفزيون قائلاً في تقريره إنّ إسرائيل استفادت من خرق الهدنة واستغلت الفرصة وهاجمت مكان إقامة ضيف، وقتلت زوجته وطفليه، ولكنّ مصيره حتى اللحظة لا يزال غير واضح، وربما يكون قد غادره قبل لحظات من القصف. وأشارت إلى أنّ الأجهزة الأمنيّة في إسرائيل ترفض تأكيد مقتله من عدمه حتى اللحظة. وقال وزير الماليّة الإسرائيليّة يائير لابيد للقناة العاشرة، إنّ إسرائيل لا تُميّز بين قيادي في الجناح السياسيّ أو العسكريّ لحماس، وأنّها تسعى لقتل كل مَنْ يُهدد أمن إسرائيل. وانتقد مسؤولون إسرائيليون وكذلك محللون بطء التحرك الإسرائيلي لاتخاذ قرار بمهاجمة ضيف بمجرد تلقّي معلومات استخبارية حول وجوده، كما قال تقرير القناة العاشرة.
http://www.raialyoum.com/?p=165392