السيطرة على الرايخستاغبرج مدفعية مضاد للطائرات في حديقة حيوان برلين ويظهر في الصورة دبابتان سوفيتان مدمرتان من نوع جوزيف ستالينوفي
الساعات الأولى من صباح 29 أبريل عبر جيش الصاعقة السوفيتي الثالث جسر
ملتكه وبدأ بالتجول في الشوارع والمباني المحيطة وكان لغياب المدفعية
أثراً كبيراً على سرعة تقدم الهجمات الأولى على المباني التي تضمنت مبنى
وزارة الداخلية ولم تتدخل المدفعية حتى تم اصلاح الجسر المدمر...
وفي
الساعة الرابعة صباحاً بمقر الفوهرر كتب هتلر وصيته الأخيرة ثم تزوج من
إيفا براون وبحلول الفجر كثف السوفيت هجماتهم من الجنوب الشرقي وبعد قتال
عنيف تمكنوا من احتلال مقر الغيستابو في شارع برينزألبريخت Prinz-Albrecht
و يُعرف هذا الشارع حالياً باسم نايدركيرشنير Niederkirchner ولكن السوفيت
أُجبروا على التراجع من المبنى تحت ضغط الهجوم المضاد الذي قامت به وحدات
النخبة النازية المقاتلة فافين وفي الجنوب الغربي بدأ جيش الحرس الثامن
هجومه ناحية الشمال عبر قناة لاندفير إلى تايرغارتين.
وبحلول اليوم
التالي 30 أبريل تمكن السوفيت من اعادة بناء الجسور المحطمة وبمساندة
المدفعية هاجموا الرايخستاغ في الساعة السادسة صباحاً ولم يتمكن السوفيت
من دخول المبنى حتى المساء بسبب الخنادق الألمانية حول المبنى ومساندة
مدافع عيار 88 ملم الموجودة على أبراج المدفعية المضادة للطائرات في حديقة
حيوان برلين التي تبعد كيلومترين عن الرايخستاغ.
ولم يكن مبنى
الرايخستاغ مستخدماً منذ عام 1934 عندما أمر هتلر بحرقه وكان المبنى من
الداخل بشبه كومة ركام واستغل الألمان هذا أحسن استغلال واعتمدوا اعتماداً
كبيراً على الانتظار في الخنادق والحفر وبين الركام وطارد السوفيت الألمان
داخل المبنى من غرفة إلى غرفة واستغرقت هذه المطاردات يومين حتى سيطر
السوفيت تماماً على الرايخستاغ.
السيطرة على وسط المدينةخلال
الساعات الأولى من صباح يوم 30 أبريل أبلغ فايدلينغ هتلر شخصياً أن
المدافعين عن المدينة ستنفذ ذخيرتهم بحلول الليل فاعطاه هتلر الأذن
بمحاولة الهروب عبر خطوط الجيش الأحمر التي تحاصر برلين...
وفي عصر
هذا اليوم انتحر هتلر وإيفا وأُحرقت جثتيهما في مكان ليس ببعيد عن مقر
الفوهرر وكان هتلر قد أوصى في وصيته الأخيرة برئاسة البلاد للواء بحري
كارل دونتز في حكومة فلنسبورغ وبالمستشارية لغوبلز.
وعندما عبر
السوفيت الخطوط الدفاعية وتراجع المدافعون تركزوا في منطقة صغيرة في وسط
المدينة وكانوا حوالي 10.000 جندي ألماني وتمت مهاجمتهم من جميع الجهات
وعلى جانب أخر دكت المدفعية السوفيتية مبنى وزارة الطيران المبني من
الخرسانة المسلحة وتراجعت كتيبة دبابات التايغر الألمانية من مواقعها شرق
تايرغارتين للدفاع عن وسط المدينة ضد جيش الحرس الثالث بقيادة كوتزنيتسوف
(الذي على الرغم من اشتراكه في القتال بضراوة حول الرايخستاغ إلا أنه كان
يتقدم من شمال تايرغارتين) وضد جيش الحرس الثامن الذي يتقدم من جنوب
تايرغارتين.
اللواء هيلموت فايدلينغ على اليسار مع لواءات ألمان مأسورين يوم 2 مايو1945وقامت
هذه القوات السوفيتية بقطع المنطقة التي تشبه الهلال التي يمسك بها
الألمان إلى نصفين وجعلوا الهروب إلى الغرب أكثر صعوبة وفي الساعات الأولى
من يوم 1 مايو ، جرت محادثة بين كريبس و اللواء تشيكوف قائد جيش الحرس
الثامن السوفيتي واخبره بموت هتلر ورغبته في إجراء مفاوضات الاستسلام
النهائي للمدينة ولكنهم لم يتوصلوا لاتفاق بسبب إصرار السوفيت على
الاستسلام غير المشروط وادعاء كريبس بعدم امتلاكه صلاحية ذلك وفي عصر هذا
اليوم انتحر غوبلز وعائلته (لأنه كان يرفض الاستسلام) وكان غوبلز هو
العقبة الوحيدة أمام فايدلينغ لإعلان الاستسلام غير المشروط. ولكنه فضل
الانتظار حتى صباح اليوم التالي لإعلان الاستسلام حتى ينفذ مخططه للهرب في
الليل.
السقوط والاستسلامخطوط الجبهات في 1 مايووفي
ليلة 2/1 مايو حاول معظم الجنود الألمان عبور الخطوط السوفيتية للهرب من
وسط المدينة في ثلاثة اتجاهات مختلفة ونجح فقط الجنود الذين اتجهوا غرباً
عبر تايرغارتين وعبروا على جسر الشارلوتين (بالألمانية: Charlottenbrücke)
(على نهر الهافل) للوصول إلى شبانداو.
وعلى الرغم من نجاحهم في
الهرب والوصول إلى شبانداو إلا أن القلة التي عبرت أولاً هي التي نجحت في
الوصول لخطوط الحلفاء الغربين بينما قتل أو أسر السوفيت معظم الهاربين وفي
الصباح الباكر ليوم 2 مايو سيطر السوفيت على مقر المستشارية.
ولم
يتكبد السوفيت العناء الذي تكبدوه للسيطرة على الرايخستاغ لأن معظم الجنود
هربوا أو كانوا مشغولين بالهرب واستسلم اللواء فايدلينغ وقادة أركانه في
الساعة السادسة صباحاً. واصطحبه السوفيت لرؤية اللواء تشوكوف في الساعة
8:30 صباحاً ووافق فايدلينغ على أمر الجنود الألمان بالاستسلام للسوفيت
وقام فايدلينغ بكتابة هذا الأمر بناء على أوامر اللواءين تشوكوف وفاسيلي
سوكولوفسكي.
وغادرت الحامية القوية المكونة من 350 رجل برج
المدفعية المضادة للطائرات في حديقة برلين. وكان هناك قتال متفرق في بعض
البنايات المعزولة حيث يوجد بعض جنود وحدات النخبة النازية الذين رفضوا
الاستسلام فقام السوفيت بتحويل هذه البنايات إلى ركام وقام الجيش الأحمر
بتوزيع الطعام على الألمان مدنيين وعسكريين في مطاعم تابعة للجيش الأحمر
ولكن قام السوفيت بالمرور على البيوت وأخذ أي شخص في أي لباس رسمي مثل
رجال الإطفاء وعمال السكك الحديدية وارسلوهم للشرق كسجناء حرب.
المعركة خارج برلينفي وقت ما في
يوم 28 أبريل أو 29 أبريل تم إعفاء اللواء غوتهارد هاينريكي قائد مجموعة
جيوش فيستولا من منصبه بسبب عصيانه لأوامر هتلر المباشرة له بالدفاع عن
برلين بأي ثمن وعدم أمر جنوده نهائياً بالتراجع أو الاستسلام وتم استبداله
باللواء كورت شتودنت ولكن عُين اللواء كورت فون تيبيلسكيرخ مؤقتاً حتى
وصول اللواء شتودنت.
ولكن يوجد حتى الآن التباس في معرفة أي منهم
حل محل هاينريكي لأنه توجد بعض المصادر التي ترجح سقوط شتودنت في أسر
البريطانيين وعدم وصوله لبرلين.[49] وبغض النظر عن من هو القائد فقد همشت
الحالة المتدهورة التي يعاني منها الألمان في أخر أيام الحرب مسألة قيادة
مجموعة جيوش فيستولا أو تلقيها الأوامر أو إصدارها للتقارير.
وفي
مساء يوم 29 أبريل أتصل كريبس باللواء ألفريد يودل (القائد الأعلى للقوات
المسلحة) بواسطة اللاسلكي وطلب منه تقرير عاجل/ أولاً عن مكان الجيش
الثاني عشر بقيادة فالتر فنك، ثانياً الوقت المحدد للهجوم، ثالثاُ موقع
الجيش التاسع ، رابعاً تحديد المكان الذي سيعبر منه الجيش التاسع بالضبط ،
خامساً مكان فيلق الدبابات الحادي والأربعون بقيادة اللواء رودولف هولسته
وفي الصباح الباكر ليوم 30 أبريل رد عليه يودل:
أولاً تعثر فنك
جنوب بحيرة شفايلوف (بالألمانية: Schwielowsee) ثانياُ، ولذلك الجيش
الثاني عشر غير قادر على مواصلة الهجوم على برلين، ثالثاً، تم محاصرة جزء
من الجيش التاسع، رابعاً فيلق دبابات هولسته في موقع دفاعي.
جبهة الشمالبدأت
الجبهة البيلاروسية الثانية بقيادة روكوسوفسكي هجومها على شمال برلين
بينما كانت الجبهة البيلاروسية الأولى والجبهة الأوكرانية الأولى تحاصر
برلين وتحارب داخلها وفي يوم 20 أبريل في مكان بين شتاتين وشفيدت، هاجمت
الجبهة البيلاروسية الثانية الجانب الشمالي لمجموعة جيوش فسيتولا التابعة
لجيش الدبابات الثالث.
وبحلول يوم 22 أبريل، قامت الجبهة
البيلاروسية الثانية بانشاء رأس جسر على الضفة الشرقية لنهر الأودر بعمق
أكثر من 15 كيلومتر واشتبكت بضراوة مع جيش الدبابات الثالث..
وفي
يوم 25 أبريل اخترقت الجبهة البيلاروسية الثانية خطوط جيش الدبابات الثالث
بالقرب من رأس الجسر جنوب شتاتين وعبرت مستنقع راندوفبروخ وفُتح الطريق
أمام الجبهة للتحرك غرباً ناحية مجموعة الجيوش الحادية والعشرون
البريطانية بقيادة مونتغومري وإلى الشمال ناحية ميناء شترالسوند على بحر
البلطيق.
وتراجع جيش الدبابات الثالث والجيش الحادي والعشرون
المتمركزان شمال برلين غرباً تحت الضغط المتواصل من الجبهة البيلاروسية
الثانية، ودفعوا للتراجع تدريجياً إلى جيب عرضه 32 كيلومتر يمتد من نهر
الألبه إلى الساحل وكان على غرب الجيوش المُحاصرة مجموعة الجيوش
البريطانية الحادية والعشرون، وعلى شرقهم الجبهة البيلاروسية الثانية ومن
جهة الجنوب الجيش التاسع الأمريكي الذي تحرك شرقاً حتى وصل إلى
لودفيغسلوست وشفيرين..
جبهة الجنوبالملازم
ويليام روبيرتسون من الجيش الأمريكي والملازم أول ألكسندر سيلفاشكو من
الجيش الأحمر ومن ورائهم تظهر علامة "الشرق يقابل الغرب" عندما تقابل
الجيشين السوفيتي والأمريكي قرب تورغاو ألمانيا.أدت
النجاحات التي حققتها الجبهة الأوكرانية الأولى خلال الأيام التسع الأولى
للمعركة إلى احتلالهم مساحات واسعة جنوب وجنوب غرب برلين بحلول يوم 25
أبريل وتقابلت مقدمتهم مع عناصر الجبهة البيلاروسية الأولى غرب برلين،
مكملين الحلقة التي تحاصر المدينة وفي هذه الأثناء قامت فرقة الحرس
الثامنة والخمسون التابعة لجيش الحرس الخامس التابع للجبهة الأوكرانية
الأولى بالاتصال بفرقة المشاة التاسعة والستون الأمريكية التابعة للجيش
الأول الأمريكي قرب تورغاو على نهر الألبه..
وقسمت هذه المناورات
بين القوات الألمانية جنوب برلين إلى ثلاثة اقسام فحُوصر الجيش التاسع
الألماني في جيب الهالبه وكان الجيش الثاني عشر الألماني بقيادة فنك يحاول
تنفيذ أوامر هتلر التي اصدرها يوم 22 أبريل بالعودة إلى برلين من الجنوب
الغربي ولكنه قابل مقاومة عنيفة من وحدات الجبهة الأوكرانية الأولى في
بوتسدام وأُجبرت مجموعة الجيوش المركزية بقيادة شورنر على الانسحاب من
المعركة، على طول خطوط اتصالها ناحية تشيكوسلوفاكيا.
وبين يومي 24
أبريل و1 مايو دخل الجيش التاسع الألماني معركة يائسة للخروج من جيب
الهالبه للحاق بالجيش الثاني عشر الألماني فقد افترض هتلر أنه لو نجح
الجيش التاسع في الخروج من الجيب والاتحاد مع الجيش الثاني عشر فإن
الجيشين يمكنهم فك الحصار عن برلين ولكن لا يوجد ما يدل على موافقة
جنرالات الجيش الكبار مثل هاينريكي، تيودور بوسه أو فنك على افتراض هتلر.
ولكن موافقة هتلر على تحرك الجيش التاسع اعطى فرصة لعدد كبير من الجنود
الألمان للهرب للغرب والاستسلام لجيش الولايات المتحدة.
قلادة الاستيلاء على برلين قُدمت لـ 1,100000 عسكري سوفيتي
وفي
فجر يوم 28 أبريل قامت فرق الشباب كلاوسفيتز وشارنهورست وتيودور كورنر
بالهجوم من الجنوب الغربي ناحية برلين وكانت هذه الفرق أجزاء من الفيلق
العشرين بقيادة فنك ومكونة من ضباط مراكز التدريب مما يجعلها واحدة من
أفضل وحدات الإحتياط وقامت هذه الفرق بتغطية مسافة طولها 24 كيلومتر قبل
أن تتوقف مسيرتهم على حافة بحيرة شفايلوف، جنوب غرب بوتسدام على بعد 32
كيلومتر من برلين.
وفي الليل أبلغ اللواء فينك القيادة العليا
للجيوش الألمانية في فويرستينبورغ أن جيشه الثاني عشر أُجبر على التراجع
وطبقاً لكلام فنك فأنه لايمكنه الهجوم على برلين في هذه الحالة لأن الجيش
التاسع تم محاصرته ولايمكنه الاتحاد به ولكن في هذه الاثناء كانت الاحداث
تأخذ منحي أخر في الهالبه حيث نجح حوالي 25.000 جندي ألماني يصاحبهم
آلالاف المدنيين في الهرب والوصول إلى خطوط الجيش الثاني عشر. وكانت
الخسائر الناتجة عن معركة الهالبه كبيرة على الجانبين، فقتل حوالي 20.000
جندي سوفيتي أثناء محاولتهم منع الألمان من الهروب. وقد تم دفن الجنود
السوفيت في مقبرة على طريق مارك - زوسن.
وبعد فشل الجيش الثاني عشر
في الوصول لبرلين، اعطوا الناجين من الجيش التاسع وسائل نقلهم الزائدة ثم
اتجهوا ناحية الألبه حيث يوجد الجيش الأمريكي وبحلول 6 مايو، عبرت العديد
من وحدات وأفراد الجيش الألماني نهر الألبه واستسلموا للجيش التاسع
الأمريكي وفي نفس الوقت كانت رؤوس كباري ومقرات الجيش الثاني عشر في حديقة
شونهاوزين تحت قصف المدفعية السوفيتية المكثف وتم دفعهم للانضغاط في مساحة
16 كم2.
الاستسلامسجناء الحرب من شباب هتلر في شوارع برلينفي
ليلة 2/3 مايو استسلم اللواء هاسو فون مانتيفيل قائد جيش الدبابات الثالث
ومعه اللواء كيرت فون تيبيلسكيرخ قائد الجيش الثاني عشر للجيش الأمريكي
واستسلم الجيش الثاني تحت قيادة ساوكين الذي حارب شمال شرق برلين في دلتا
الفيستولا إلى السوفيت يوم 9 مايو وفي صباح يوم 7 مايو وبدأ رأس الجسر
الذي انشأه الجيش الثاني عشر على نهر الألبه بالانهيار وعبر فنك النهر في
عصر هذا اليوم واستسلم للجيش التاسع الأمريكي.
الخسائرخسرت
القوات السوفيتية في عملية الهجوم على برلين وما صاحبها من معارك مثل
معركة مرتفعات الزيلو ومعركة الهالبه حوالي 81116 طبقاً لبحث لغريغوري
كريفوشيف الذي اعتمد فيه على معلومات سرية مفرج عنها من الأرشيف السوفيتي
بينما كانت التقديرات الغربية أعلى من ذلك بكثير وأبلغ عن 280.251 جندي
مريض أو مجروح خلال العملية وتتضمن كل هذه الأرقام الجنود البولنديين
الذين قُتل أوفُقد منهم 2.825 و جُرح6.067.
وكلفت العملية السوفيت
حوالي 2.000 عربة مدرعة على الرغم من ذلك فأن الرقم النهائي غير معروف
وقدرت المصادر السوفيتية خسائر الألمان بـ 458.080 قتيل و 479.298 أسير
ولا يُعرف حتى الآن عدد المدنيين القتلى.
....................
تم بحمــــد الله