23.11.2014
هي سمعة أوباما أم البيت الأبيض يهدد أمريكا
خلص بعض الساسة الأمريكيين إلى استنتاج مفاده أن السياسة الخارجية التي يتبعها باراك أوباما قاتلة بالنسبة للولايات المتحدة، وهم بذلك يعترفون بأنهم باتوا لا يدركون تصرفات رئيسهم في الساحة الدولية، وإن العقوبات التي تبادر واشنطن لفرضها ضد روسيا تقوض نظام العلاقات الدولية برمته.
أثارت الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي إلى بكين أسئلة كثيرة لدى المراقبين، إذ عبر السياسي
الأمريكي والمحامي جادسون فيليبس عن ثقته بأن أوباما من خلال هذه الزيارة لم يجلب الفائدة لبلده.
فعلى سبيل المثال اتفق الزعيم الأمريكي مع نظيره الصيني شي جين بينغ على التخفيض
المتبادل لانبعاثات الغاز، وهنا يعتقد فيليبس بأن معظم الأمريكيين لا يفهمون مدى ضرورة
هذه الاتفاقية للولايات المتحدة وغيرها من الاتفاقيات التي تم إبرامها من قبل الرئيس الأمريكي،
وبالتالي يشير الخبير الأمريكي إلى أن أوباما يبرم اتفاقات غير مجدية لأمريكا.
وفي مقابلة مع مجلة دير شبيغل اعترف وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر بأن
الغرب أخطأ في سياسته تجاه الأزمة الأوكرانية، إذ صرح بهذا الشأن قائلاً: "القرم- حالة خاصة.
وإذا الغرب يريد أن يكون صادقاً مع نفسه يجب أن يعترف بأنه أخطأ. أوكرانيا كانت لها وضع
خاص دائماً بالنسبة لروسيا، وعدم فهم ذلك يعتبر خطأً فادحاً". وهنا حذر الدبلوماسي الأمريكي
من خطر حرب باردة جديدة بين روسيا والغرب. ووجه أيضاً انتقادات لاذعة حيال مبادرة
واشنطن في فرض عقوبات ضد روسيا.
وإذا ما تساءلنا ما هي علاقة دول مثل أفغانستان وإيران والعراق وسوريا وليبيا، وأوكرانيا
في نهاية المطاف، بالمصالح القومية الامريكية؟ إذ أن جميعها تقع في قارات أخرى.
لكن يعتقد بافل زولوتاريوف نائب مدير معهد أمريكا وكندا بأن واشنطن تعتبر نفسها دولة
استثنائية وبالتالي لها علاقة بكل شيء، وأضاف قائلاً:
إن الهدف الذي وضعوه في منتصف التسعينات من القرن الماضي هو الحفاظ على الزعامة
العالمية لأمريكا على الأقل حتى عام 2015، في اعتقاد منهم أنه يمكن الحفاظ على الاستقرار
الدولي فقط من خلال لعب دور شرطي العالم، وهذا الهدف يبقى الأسمى حتى يومنا هذا في
سياسة الولايات المتحدة الخارجية. لكن منذ ذلك الحين ظهرت تهديدات جديدة للمصالح
الأمريكية مرتبطة بتشكل مراكز قوى جديدة، وهنا ظهرت مهمة أخرى وهي الحفاظ على الزعامة
العالمية ومنع تعاظم وتطور مراكز القوى الجديدة.
هذا فيما يتعلق بالأهداف العالمية، لكن في الوقت نفسه تضع الولايات المتحدة في كل بلد على
حدى مهام تكتيكية، إليكم ما يقوله أندري كورتونوف مدير عام المجلس الروسي للشؤون
الدولية بهذا الشأن:
إذا ما تحدثنا عن أوكرانيا فإنني أعتقد بأن هدف الولايات المتحدة الرئيسي هو إظهار
بأنها تتزعم العالم الغربي وبأنها تأخذ على عاتقها مسؤولية تعزيز الموقف الغربي في أوروبا.
لكن بالإضافة إلى ذلك هناك أهداف تطبيقية تكمن في إعادة رسم أسواق الطاقة العالمية
لصالح أمريكا وتشجيع الأوروبيين على شراء الغاز الصخري الأمريكي. وبطبيعة الحال تعزيز
مكانة الحلف الأطلسي وإجبار أعضائه الأوروبيين تخصيص مزيد من الأموال لدعم
هذه المنظمة العسكرية.
من وجهة نظر العلاقة مع روسيا فإن الأمر يعتبر فشلاً منهجياً طويل الأمد في الحوار الروسي
الأمريكي والتعاون في إطار روسيا والناتو، وروسيا والاتحاد الأوروبي. فمن خلال الانتقال
إلى سياسة هجومية عدوانية تخلق أمريكا مشاكل منهجية لحلفائها وللولايات المتحدة نفسها.
إذ صرح روبرت غيتس المدير السابق لجهاز المخابرات المركزية مؤخراً: "إن الخطر الأكبر
الذي يهدد الأمن القومي الأمريكي يأتي الآن من مساحة تقدر بنحو 2 ميل مربع، حيث يقع
البيت الأبيض ومبنى الكابيتول". بهذا التصريح وغيره يمكن أن نستخلص ما هي سمعة
الرئيس الأمريكي وفريقه اليوم في بلاده.
المصدر