سوريا..اتفاق بين القوات الكردية والنظام على محاربة داعش
أكدت مصادر متطابقة في مدينة الحسكة السورية أن قوات الحماية الكردية توصلت إلى اتفاق مع قوات النظام يقضي بمحاربة الطرفين تنظيم داعش الذي بدأ قبل أيام هجوماً على المدينة، في مقابل تقليص النظام لسلطاته داخل الحسكة.
وحسب مصادر كردية، فإن الاتفاق ينص على استلام القوات الكردية إدارة الأحياء التي ستتمكن من السيطرة عليها بعد طرد التنظيم منها، إضافة لرفع العلم الكردي فوق هذه المناطق بدلاً من علم النظام.
كما أفادت المصادر أن من بين الشروط التي طرحتها إدارة الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي تسليم بعض الآليات الثقيلة التي بحوزة قوات النظام وميليشياته في الحسكة إلى القوات الكردية.
وفي هذا الخصوص، أكد الناشط سراج الحسكاوي لـ"العربية" أن قوات النظام سلمت بالفعل دبابتين للقوات الكردية يوم الجمعة الماضي، حيث عبرت الدبابتان من حاجز الغزل إلى الصالحية، وتسلمت الوحدات الكردية حاجزي الغزل ومفرق البترول شرقي الحسكة، ثم اصطدمت مع عناصر داعش في منطقة الفيلات الحمر شرقي حي غويران ومحيط حي العزيزية.
ولفت الحسكاوي إلى أن بعض قيادات النظام في الحسكة ترفض شروط القوات الكردية، وأرسلت إلى القيادات العسكرية في العاصمة دمشق تسألها عن موضوع إعطاء الدبابات والآليات الثقيلة للقوات الكردية، ولاسيما أن قوات التحالف ستشارك في دعم الأكراد في معاركهم ضد تنظيم داعش، وهو ما يعني بشكل أو بآخر بسط القوات الكردية سيطرتها على كامل المدينة، في حين سينحصر تواجد النظام في المؤسسات الحكومية فقط.
وعلى صعيد المعارك داخل المدينة، أكد ناشطون مشاركة عناصر من حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام بالتزامن مع وصول العميد عصام زهر الدين إلى الحسكة لقيادة قوات النظام في المعركة ضد داعش، حسب ما نقلته صفحات ومواقع مؤيدة للنظام.
وفي هذه الأثناء، تقدمت الوحدات الكردية عبر عملية التفاف إلى قرى سبع سكور جنوب شرق الحسكة قرب فوج كوكب، وذلك بمساندة طيران التحالف الدولي الذي استهدف تجمعات تنظيم داعش بمحيط قرى سبع سكور.
وبعد تكبدهم خسائر كبيرة انسحب عناصر داعش من أحياء العزيزية وغويران وحي النشوة الشرقية ومحيط السجن المركزي ومشفى الأطفال، فيما أغارت طائرات النظام أيضاً على مواقع بحي النشوة وأطراف الفيلات الحمر.
وأكدت مصادر لـ"العربية" أن تنظيم داعش منع الأهالي من النزوح في حي غويران وسط حالة خوف وهلع من عمليات انتقامية ينفذها عناصر التنظيم بحق الأهالي.
ونزح قرابة 60 ألفاً من أهالي المدينة إلى ريف الحسكة كالقامشلي والدرباسية وعامودا، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة التي حذرت أيضاً من ارتفاع عدد النازحين إلى 200 ألف مع استمرار المعارك في المدينة.
وكان تنظيم داعش بدأ قبل أيام هجوماً واسعاً على مدينة الحسكة بهدف بسط سيطرته عليها، إثر خسائره المتكررة في عين العرب (كوباني) وتل أبيض وانحسار وجوده في ريف حلب الشرقي ومدينة الرقة وبعض المناطق في دير الزور.
وتسيطر قوات النظام على الأحياء الجنوبية والغربية من الحسكة، وهي أحياء غالبية سكانها من العرب، فيما تسيطر الوحدات الكردية على الأحياء الشمالية والشمالية الشرقية ذات الأغلبية الكردية.
مخاوف من تنامي نفوذ الأكراد في الحسكة
التطورات الأخيرة في الحسكة أثارت مخاوف الناشطين هناك من تعزيز حزب الاتحاد الديمقراطي لنفوذه في المدينة، وبالتالي خلق كانتون أو جيب كردي متصل بمناطق سيطرة الحزب من عين العرب غرباً إلى القامشلي شرقاً.
وقال الناشط سراج الحسكاوي إن المعركة الحالية تساعد في إنشاء كيان وإقليم إدارة ذاتية كردية.
وأضاف الحسكاوي أن النظام وقوات الأكراد تحالفا في معارك سابقة منها معركة تل حميس وتل براك ومعارك جبل عبدالعزيز وتل تمر ومعركة الميلبية، واليوم في معركة اقتحام داعش للمدينة جاء الاتفاق الأخير بين الشريكين ليثبت سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي على المدينة.
القوات الكردية تطرد داعش من عين العرب (كوباني)
وفي عين العرب (كوباني) ارتفعت حصيلة الهجوم الذي بدأه تنظيم داعش على المدينة، الخميس الفائت، إلى أكثر من 200 شخص، وفق ما أكده ناشطون في المدينة، وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى مع استمرار عمليات البحث والتمشيط للمناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم في المدينة.
وتشهد عين العرب (شمال شرق حلب) حالة استنفار أمني كبير خشية وجود خلايا نائمة لداعش في المدينة بعدما تمكنت، أمس السبت، وحدات حماية الشعب الكردية من طرد عناصر التنظيم منها، وقبل انسحابهم فجّر عناصر التنظيم قسماً من مدرسة البنين المجاورة لمقر الإدارة الذاتية الكردية في كوباني، وجرت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات الكردية قرب المركز الثقافي جنوب المدينة.
وكان قرابة المئة من عناصر داعش متنكرين بزي القوات الكردية دخلوا كوباني، فجر الخميس الماضي، من عدة محاور وسيطروا على الأحياء الجنوبية والشرقية من المدينة، وقتلوا العشرات من الأهالي بعد تفجير سيارتين مفخختين، الأولى قرب معبر مرشد بينار مع تركيا، والثانية بين الأحياء السكنية.
واتهم ناشطون وقياديون أكراد السلطات التركية بتسهيل دخول عناصر داعش إلى المدينة عبر الحدود التركية السورية، إلا أن أنقرة نفت هذه الاتهامات، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "اتهام تركيا بإقامة صلات مع أي منظمة إرهابية محض افتراء كبير".
العربية