تركيا مستعدة للتدخل العسكري بسوريا بـ 18 ألف جندي
تحدثت العديد من الصحف التركية الصادرة اليوم عن تدخل عسكري تركي مرتقب في شمال سوريا، على ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها المناطق الحدودية، لا سيما مع سيطرة قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية على مدينة تل أبيض وسيطرتها على المعبر، بالإضافة إلى تواجد تنظيم "داعش" في قرى بريف حلب قريبة من الحدود.
وكشفت صحيفة "يني شفق" التركية (القريبة من حزب العدالة والتنمية والتي تعتبر الناطقة باسمه)، اليوم، أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضغط على زر التدخل العسكري في سوريا مع رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو"، مضيفة أن رئاسة الأركان التركية تتحضر للعملية بـ 18 ألف جندي.
تركيا تتهم الأكراد بانتهاكات عرقية
وبيّنت الصحيفة أن قرار التدخل هذا يأتي "في وقت تهجر فيه القوات الكردية المعارضين التركمان والعرب في الشمال السوري، إضافة إلى محاولة إنشاء كيان كردي مستقل وفي ظل التعاون بين نظام الأسد و تنظيم داعش".
وأشارت الصحيفة إلى أنه وبعد سلسلة من الاجتماعات الأمنية التي عقدها رئيس الجمهورية "أردوغان" مع قيادة الأركان والاستخبارات ورئاسة الوزراء، وفي ضوء استهداف قوات المعارضة والمدنيين، اتخذ القرار على إنشاء درع واقٍ في المنطقة (شمال سوريا)، ولفتت الصحيفة إلى أن يوم الجمعة القادم سيكون الجيش وأجهزة الاستخبارات قد أكملوا عملية الانتشار والتجهيز.
وكشفت الصحيفة أيضا أن قرار "أردوغان" بالتدخل العسكري جاء بعد 6 اجتماعات أمنية متتالية في العاصمة أنقرة، إذ طلب أردوغان من رئيس الوزراء "أوغلو" البدء بالاستعدادت العسكرية، كما تم إخطار رئيس الأركان الجنرال "نجدت أوزال" بهذا الأمر بشكل رسمي.
الجيش التركي يتحفظ
وتضيف الصحيفة أنه "وعلى الرغم من أن القيادة اتخذت القرار، إلا أن الجيش قد تحفظ على موضوع التدخل العسكري في الشمال السوري في منطقة مارع (ريف حلب)، حيث اعتبر أن هذا التدخل يمكن أن يكون خرقاً للقانون الدولي، ولتجاوز هذه العقبة قامت الحكومة بسلسلة من الاتصالات الدولية وسوف يستمر هذا التحرك لشرح أهداف العملية عن طريق الناطق الرسمي باسم الخارجية التركية".
ووفقاً للمعلومات التي نشرتها "يني شفق" وترجمها موقع "السورية.نت"، فإن "الوضع الأمني على طول الخط الحدودي سيبحث على الطاولة بالتفصيل بدءاً من خط جرابلس وحتى البوابة الحدودية عند منطقة إعزاز بطول 110 كم، حيث ستدخل القوات التركية في هذه المناطق بعمق يتراوح بين 28 – 33 كم ومن المتوقع أن تدخل هذه القوات من نقطتي جرابلس وإعزاز".
وتضيف الصحيفة أنه "وعلى الرغم من اتخاذ القرار كان لدى الجيش بعض التحفظات من موضوع التدخل العسكري في الشمال السوري في منطقة مارع (ريف حلب)، حيث اعتبروا أن هذا التدخل يمكن أن يكون خرقاً للقانون الدولي، ولتجاوز هذه العقبة قامت الحكومة بسلسلة من الاتصالات الدولية وسوف يستمر هذا التحرك لشرح أهداف العملية عن طريق الناطق الرسمي باسم الخارجية التركية".
وفي الحديث عن جرابلس التي يسيطر عليها "داعش" بعمق 28 كيلومترا، فإنه وإن توغل الجيش التركي بعمق 33 كيلومترا فإن هناك احتمالا كبيرا بأن تصطدم القوات التركية مع قوات نظام الأسد المتواجدة في المنطقة. وبحسب "يني شفق" فإن هذا التوغل الهدف منه إنشاء منطقة عازلة أو آمنة، حيث من المقرر أن يشارك بعملية التوغل 18 ألف جندي، لكن الصحيفة نوهت إلى أنه لن تتوغل جميع القوات داخل الأراضي السورية، بل سيبقى قسم منها في حالة استعداد للتدخل.
سيناريوهات متوقعة للتدخل
وحول السيناريوهات المتوقعة للتجاوب الدولي مع التدخل التركي، ذكرت "يني شفق" أن السيناريو الأول هو حصول تركيا على الدعم الدولي والسماح لها بتنفيذ ما تريد والتوغل في الشمال السوري.
أما السيناريو الثاني: غياب الدعم الدولي وفي هذه الحالة سوف تلجأ تركيا لتطبيق نموذج جنوب لبنان في التدخل العسكري، إذ إن "المنطقة العازلة التي شكلتها إسرائيل في جنوب لبنان بعد القضاء على معسكرات وقواعد حزب الله في الجنوب لم تتطلب قراراً أممياً لأنها أقيمت بحجة حماية الأمن القومي لإسرائيل".
وترى الصحيفة أن "اقتراب الاشتباكات من المناطق الحدودية من تركيا واحتمالية تعرض تركيا لموجات نزوح جماعية ستكون ورقة ضغط قوية بيد تركيا للضغط على المجتمع الدولي. وإذا طبقت هذا النموذج سوف تبقى القوات العسكرية التركية في المنطقة لمدة أقل ولكن لن تنسحب من المنطقة إلا بعد تدريب وتسليح الجيش الحر وتسليم المنطقة لها وقت الخروج".
ونشرت صحف تركية أخرى اليوم آراء تتحدث عن ضرورة التدخل العسكري في سوريا خصوصاً بعد التطورات الأخيرة في شمال سوريا، إذ تحدثت آراء بعض السياسيين في صحيفة "ملليت" التركية عن ضرورة التدخل وسط إصرار الحكومة التركية على منع سيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي أو سيطرة "داعش" على منطقة جرابلس.
العربية