رفعت الأعلام الفلسطينية في موكب مهيب يليق بمقام الشهداء، الخميس، حيث انطلق موكب تشييع جثمان الشهيد زياد أبو عين، من مجمع فلسطين الطبي، متجهًا إلى مقر المقاطعة في مدينة رام الله، ليوارى إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء.
وأقيمت جنازة رسمية وعسكرية، في مقر الرئاسة الفلسطينية، حيث سجي النعش، وألقى الرئيس الفلسطيني نظرة الوداع الأخيرة على الشهيد أبو عين واضعًا إكليلاً من الزهور عليه، بمشاركة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله.
وجاء موكب الشهيد، الذي تقدمه عناصر من الأجهزة الأمنية وعدد من قادة الفصائل والعمل والوطني وحشد من المواطنين من مجمع فلسطين الطبي في رام الله، باتجاه مقر الرئاسة، وهتف المشاركون في التشييع بالعبارات الغاضبة التي تدين جريمة اغتيال أبو عين.
وأدّى عباس وآلاف المواطنين والمسؤولين صلاة الجنازة، بعد ظهر الخميس، على جثمان أبو عين، كما شارك في التشييع رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وعائلة الشهيد، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة فتح، وعدد من مستشاري الرئيس وطاقم مكتبه، وعدد من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، والعلماء ورجال الدين.
وكان موكب التشييع الرسمي والشعبي قد انطلق من مجمع فلسطين الطبي بمشاركة آلاف المواطنين الذين هتفوا بالعبارات الغاضبة التي تدين جريمة اغتيال أبو عين، وتطالب بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وتوجه الآلاف من الفلسطينيين إلى مقبرة الشهداء في البيرة، حيث شهدت المقبرة إطلاق نار كثيف، من طرف مسلحين، استقبالاً لجثمان أبو عين، في حين ساد الحداد الضفة الغربية، وأغلقت المحال في مدينتي رام الله والبيرة أبوابها حدادًا.
وفي سياق متصل، أكّد رئيس الوزراء رامي الحمد لله، في مستهل الاجتماع الطارئ لبحث ملف استشهاد أبو عين، الذي عقد الخميس، أنَّ "هذه جريمة إسرائيلية ستنال عليها العقاب، قام بها الاحتلال في محاولة لإلغاء المقاومة السليمة، التي قادها أبو عين على مدار أعوام حياته".
وحمّل الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية إيهاب بسيسو، حكومة الاحتلال مسؤولية قتل الوزير أبو عين، وفقًا لما أظهرته النتائج الأولية للطب الشرعي، بمشاركة الخبراء الأردنيين.
وبدوره، اعتبر رئيس مقاومة الجدار السابق علي عامر أنّ "استشهاد أبو عين هو العامل الحاسم لمواجهة الاحتلال، وهذا يدعو الشعب الفلسطيني للالتفاف حول المقاومة الشعبية، ويتطلب موقفًا واضحًا في مشروع إنهاء الاحتلال، والتوجة إلى الانضمام لإتفاق روما، وبالتالي محكمة الجنايات الدولية، بغية محاكمة إسرائيل على جرائهما".
وأكّد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جمال محيسن أنَّ "الثورة الشعبية مستمرة ولن تتوقف بشهادة أبو عين، وإن كانت تعتقد إسرائيل ذلك فهي لن تناله، ما كان يقوم به أبو عين هو زرع شجرة، وليس إطلاق رصاصة، وهو ما يؤكد رفض إسرائيل للسلام".
وأشار محيسن إلى أنه "على الشعب أن يصعد من مقاومة الإحتلال حتى لا يشعر الاحتلال أنه باستشهاد أبو عين سيؤثر على المقاومة الشعبية".
وتخلّلت مراسم التشييع للمثوى الأخير كلمات في حق الشهيد، تعدد مناقبهُ، فيما سادت أجواء من الحزن والاستنكار على عموم المشاركين، وجرى إطلاق 21 طلقة تحية لروح الشهيد أبو عين، عقب وصول موكبه إلى مقبرة شهداء البيرة، المتاخمة لمدينة رام الله.