روسيا والناتو.. مواجهة مكتومة
تزايدت في الآونة الأخيرة تحذيرات المسؤولين الروس من خطورة تحركات حلف شمال الأطلسي (الناتو) على حدود روسيا، في حين تتعالى الأصوات الداعية في الغرب إلى توسيع الحلف شرقا تحت ذريعة ضرورة ردع روسيا، على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وزير الدفاع الروسي سيرغي شايغو وصف اقتراب الناتو بأنه "الخطر الثاني الذي يهدد أمن روسيا بعد خطر الإرهاب".
أما مندوب روسيا لدى حلف شمال الأطلسي ألكسندر جروشكو فقد قال مؤخرا إن موسكو "ستأخذ بعين الاعتبار نشاط قوات الحلف قرب الحدود الروسية عند وضع تخطيطها العسكري". وأضاف جروشكو "إن خطط الحلف لتعزيز قواته قرب الحدود الروسية من شأنها فقط تعقيد علاقات الحلف مع موسكو".
تحركات الناتو
وكان حلف الناتو قد أقر عددا من التدابير التي بررها بالحاجة لضمان أمن الحلفاء، من بينها زيادة عدد الطلعات الجوية الدورية في بلدان البلطيق، وعدد الطلعات المنتظمة لطائرات الإنذار المبكر فوق أراضي بولندا ورومانيا، وأعداد السفن الحربية التابعة للناتو في بحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط.
من جانبه يرى المحلل العسكري الجنرال كونستانين سيفكوف أن ما يقوم به حلف الناتو لا يمكن لروسيا أن تنظر إليه كخطر يهدد أمنها القومي، وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات تنظيمية وتقنية، فعلى الصعيد التنظيمي يتوجب تشكيل مجموعات قتالية إضافية لتحييد التهديد القادم من الناتو، وأما على الصعيد التقني فلدى روسيا ما يكفي من الوسائل للتصدي للتهديدات.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن على الدول التي تستقبل حلف الناتو على أراضيها أن تدرك أنها تعرض نفسها لخطر التعرض لرد روسي قد يصل إلى حد استخدام السلاح النووي، في حال تفجر النزاع.
منظومة تحالفات
وفيما يتعلق بالوسائل السياسية، قال سيفكوف إن روسيا لديها أيضا منظومة تحالفات تضاف إلى تحالفاتها التقليدية، فهناك تعاون عسكري تقني عالي المستوى مع الصين والهند والبرازيل، وأوضح أن الغرب يدرك تماما معنى وجود تحالف عسكري روسي صيني، ذلك لأن روسيا بإمكاناتها العلمية والفكرية والصين بقدراتها الصناعية يشكلان قوة كبيرة.
يأتي هذا في حين أعلن الناتو أيضا عن زيادة أعداد القوات الدائمة في دول البلطيق، وتوسيع برنامج التدريبات العسكرية، وتعزيز قدرة قوات التدخل السريع.
تعليقا على ذلك يقول المحلل العسكري فكتور ليتوفكين إن روسيا لن تثير أية ضجة استثنائية جراء ذلك وستتعامل مع هذه التحركات بهدوء، نظرا لأن القوة التي ينوي الناتو نشرها بالقرب من حدودها لا تشكل تهديدا كبيرا، إذ يكفي لتحييد هذه القوات استخدام لواءين مزودين بمنظومات الصواريخ التكتيكية "إسكندر-أم" للتدخل السريع ضمن القوات المتواجدة في مقاطعة كاليننغراد، أو بتوجيه ضربات من القاعدة الجوية الروسية في روسيا البيضاء، أو بإرسال فرقة بسكوف المحمولة جوا، وهي فرقة ذات مستوى عال من الاستعداد القتالي.
رد قوي
وأضاف ليتوفكين إن "على الناتو أن لا ينسى أن روسيا دولة نووية، ونحن نعلم أن الكثير من الكلمات القاسية قد تصدر بحقنا خلال مؤتمرات الناتو، ولكن لا أحد يجرؤ على التحرش بروسيا، لأنهم في واشنطن وبروكسل ولندن وباريس يدركون أن الأمور قد تنتهي إلى رؤية الصواريخ الروسية بما فيها النووية، وهي تتطاير في أجوائهم وفوق رؤوسهم".
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في أوكرانيا، قال إن التهديد بنشوب حرب كبيرة في أوكرانيا ما زال قائما، لكن السؤال الوحيد هو: هل تملك كييف ما يكفي من الموارد لاستئناف الهجمات على الانفصاليين في شرق أوكرانيا، خاصة أن أوكرانيا مهددة بمواجهة كارثة على صعيد الطاقة والاقتصاد، وهنا عليها أن تفكر مليا قبل اتخاذ أي خطوة.http://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2014/9/14/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%88-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D9%85%D9%83%D8%AA%D9%88%D9%85%D8%A9