روسيا تطلق قمرا صناعيا جديدا من نظام "غلوناس" عالي الدقة
19/12/2014
أُطلق في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري من مطار بليسيتسك الفضائي إلى المدار بنجاح، صاروخ النقل " سيّوز ـ 2.1 بي" حاملاً القمر الصناعي " غلوناس ـ كي 1" رقم 12 الذي صممته وأنتجته مؤسسة رشيتنيف " تكنولوجيات الأقمار الصناعية للمعلومات" في منطقة كراسنويارسك. وهذا القمر الثاني الذي يمثل الجيل الثالث من نظام الملاحة الروسي العالمي " غلوناس". وكان القمر الأول ( " غلوناس كي 1" رقم 11) الذي حمل رمز تصميم " أوراغان - كي" التجريبي قد أُطلق إلى المدار في 26 فبراير/ شباط الماضي.
يختلف " غلوناس ـ كي" عن أقمار الجيل السابق بطول فترة صلاحية العمل النشيط ( عشر سنوات بدلاً من سبع سنوات) مع تخفيض وزنه بمرة ونصف. كما أُدخل على هذا القمر كثير من التعديلات الجديدة، من بينها بطاريات شمسية أكثر فعالية مع عناصر تصوير على أساس زرنيخيد الغاليوم، والتقسيم الكودي لإشارة الملاحة على حساب البث في مدى L 3، بالإضافة إلى الطاقم الداخلي لجهاز نظام " الانقاذ الفضائي ـ سارسات" للبحث والإنقاذ.
تنتمي أقمار " غلوناس" الصناعية إلى أقمار الجيل الأول التي أطلقت إلى الفضاء قبل عام 2001، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم يجري إطلاق أقمار " غلوناس ـ إم" من الجيل الثاني.
وبغض النظر عن أن القمر الجديد ينتمي إلى سلسة " كي ـ 1" نفسها مثل سابقه الذي أطلق قبل ثلاث سنوات، إلا أنه أكثر تحديثا،ً حيث أخذت بالحسبان نتائج تجارب تحليق القمر الأول، وبخاصة، احتوائه على نظام تغذية هوائي متطور يضيء كل الإشارات الملاحية ( في المجالات L -1, L-2, L -3) بمساعدة هوائي واحد وليس اثنين كما في القمر السابق. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ميزات هذا النظام تتيح له مضاعفة فعالية عمل الأشعة الليزرية الأرضية مع دقة عالية بتحديد المسافة حتى أقمار الملاحة لنظام "غلوناس"، وتمنح هذه التدابير المستخدمين إمكانية زيادة الثقة بالضمان الملاحي المستقبِل من دون حسابات إضافية.
وبنتيجة التحديث الذي طرأ عليها، فإن أقمار " غلوناس ـ كي" من الجيل الثالث تضمن نوعية عالية للملاحة أفضل بمرتين إلى مرتين ونصف من سابقتها، وفي مقدمتها دقة تحديد الموقع التي تصل إلى المستخدمين المدنيين بنسبة تتراوح ما بين 2.5 و 2.8 متر.
"غلوناس" في مواجهة GPS
في الوقت الحالي، فإن التغطية الشاملة موجودة فقط لدى " غلوناس" و GPS اللذين يمثلان منظومتين للاستخدام المزدوج وتؤمنان حلول المهمات، سواء لصالح المؤسسات الدفاعية، أو المستخدمين المدنيين. ووفقاً للممارسة المطبقة، فإن الوصول إلى الإشارات الملاحية المدنية لدى كلتا المنظومتين الملاحيتين الشاملتين يُقدم للمستخدمين على أساس مجاني ومن دون قيود.
وفي هذا السياق، فإن نظام " غلوناس" ما زال يتخلف عن نظام GPS بدقة تحديد المواقع، فبحسب بيانات النظام الروسي للتصحيح التفاضلي والمسح في خريف عام 2012، فقد كان خطأ التحديد الملاحي للنظام الروسي من حيث الطول والعرض ما بين 3 و 6 أمتار لدى استخدام 7 - 8 أقمار صناعية بالمتوسط ( تبعاً لنقطة الاستقبال)، بينما بلغ خطأ النظام الأمريكي ما بين 2 و 4 أمتار باستخدام ما بين 6 - 11 قمراً بالمتوسط ( تبعاً لنقطة الاستقبال أيضاً). وفي الوقت نفسه، فإن " غلوناس" يمتلك دقة أكثر في خطوط العرض المرتفعة، حيث تتواجد أعلى بشكل ملحوظ مما لدى GPS، وهذه الدقة تتحدد من خلال أبعاد مدار الأقمار الصناعية ( زاوية الميل): فهي لدى " غلوناس" 64.8 درجات، ولدى GPS 55 درجة، بمعنى أن الأقمار الصناعية الروسية " تطير" نحو شمال وجنوب خط الاستواء بزاوية أكبر من الأقمار الأمريكية.
يتواجد نظام الملاحة الأوروبي " Galileo" في المرحلة الأولى من الانتشار، بينما يدخل نظام "Beidou" الصيني ونظام "IRNSS" الهندي في المنظومات الإقليمية. أما نظام " QZSS" الياباني فقد أنشى كإضافة تجارية لنظام " GPS" مع مجموعة خدمات للاتصالات المتنقلة، وللبث والاستخدام الواسع للملاحة في اليابان والمناطق المجاورة من جنوب شرق آسيا.
من جهة أخرى، فقد أصبح إطلاق " غلوناس ـ كي" رقم 12 المهمة الخامسة التي تُنفذ من مطار بليسيتسك الفضائي لصالح تطوير نظام " غلوناس". وبالتالي، فإن تشكيل مجموعة الملاحة المدارية قد أُنجز عملياً.
كما اجتاز هذا النظام الاختبارات الرسمية، ويتواجد في الوقت الراهن في مرحلة الاستخدام التجريبي. وفي ديسمبر/ كانون الأول الجاري، يكون قد دخل في قوامه 29 قمراً صناعياً، بينها 23 قمراً تُستخدم وفق الأهداف المطلوبة، كما أُطلق قمر واحد ( " غلوناس ـ أم" رقم 755) في 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري لأغراض الصيانة، وهناك قمر آخر يمر بمرحلة تتبع المصمم الرئيس للنظام، وقمران يتواجدان في الاحتياطي المداري، وقمران في مرحلة الاختبار. وجدير بالذكر أنه من أجل التغطية الشاملة فإن قوام المجموعة يجب أن يتألف من 24 قمراً صناعياً.
أجهزة استقبال نظام "غلوناس" قادرة على تأمين دقة ميليمترية
وعقب نشر نظام " غلوناس"، فإن المهمة الرئيسة سوف تتركز على دعم المجموعة المدارية والبنية التحتية في وضعية العمل وتحسين الدقة، وبحسب الخطة الأولية، فمن المقرر أن يتم في عام 2015 إطلاق أربعة أقمار صناعية " غلوناس ـ إم"، وفي عام 2016 قمرين " غلوناس ـ إم" وقمر " غلوناس ـ كي 2"، وفي عام 2017 خمسة أقمار " غلوناس ـ كي 2" وقمر " غلوناس ـ كي 2"، وفي عام 2018 أربعة أقمار "غلوناس ـ كي 1" وقمر " غلوناس ـ كي 2"، بينما من المتوقع أن يجري إطلاق قمر واحد في كل من عام 2019 و 2020.
http://arab.rbth.com/science-and-technology/2014/12/19/28803.html