الأردن قرر دخول الحرب على داعش عن قناعة أو بضغوط أمريكية
و في كل الحالات يجب عليه تحمل تبعات هذا القرار
و مادام بدأ بهذه الحرب فلابد أن يكون اتخذ حسابات الخسائر في الحرب
فنحن لم نسمع من قبل بحرب دون خسائر
لكن مسألة سقوك أف 16 و أسر طيار ربما لم تكن في حسبان القيادة الأردنية
لذلك نشاهد هذا التوتر و التخبط في التعامل مع الموقف
إذا كان للأردن أسباب وجيهة تجعله مقتنع بدخول هذه الحرب
فلا أرى أن فقد طيار واحد يدعوا إلى العدول عن هكذا قرارات
و الأجدى في الحكم على الموقف بوضعه في ميزان الربح و الخسارة
ماذا سيربح الأردن من القضاء على داعش ؟
و هل نتائج مهام الطيارين الأردنيين في سوريا تفوق خسارة طيار أو اثنين و بعض الطائرات ؟
ربما من باب التجارب يمكن إعطاء رأي في القضية
نحن في الجزائر تعرضنا في كثير من المرات لمواقف مشابهة و أصعب بكثير
ربما أخطرها قضية محطة الغاز تيغنتورين مطلع السنة الماضية
حيث كان عدد الرهائن بالمئات و منهم عشرات الأجانب
و الضغوط كانت هائلة محليا و دوليا
و رغم رغبة المهاجمين في خطف الرهائن للتفاوض حولهم من بعد
إلا أن قرار الجيش كان صارم كل من دخل تراب الجزائر لن يغادره حي
مهما كانت العواقب ربما هذا ما ينقص أصحاب القرار في الأردن
أولا وضع الأمور في ميزان الربح و الخسارة
ثم اخاذ موقف حازم إما توقيف الضربات و استجداء الدواعش
لإطلاق سراح الطيار مع دفع الأموال
أو محاولة تحرير الطيار بواسطة عملية خاصة
أو الخيار الثالث المؤلم بمواصلة العمليات و اعتبار الطيار شهيد للوطن