روسيا والإنجازات البارعة في علم الفضاء
23 ديسمبر, 2014
أطلقت روسيا بنجاح صاروخاً روسياً حاملاً من الدرجة الثقيلة "أنغارا-5" من محطة إطلاق المركبات الفضائية بليسيتسك التي تقع في الجزء الشمالي الغربي من روسيا الاتحادية. وهذا الجيل الجديد من مركبات الإطلاق يعمل بمحركات صديقة للبيئة، على الأكسجين والكيروسين. ويتراوح حجم حمولة الصاروخ من 1.5 - 25 طن.
إذاً شهد برنامج الفضاء الروسي حدثاً هاماً. وأصبحت روسيا مستقلة حقاً في مجال الفضاء. إذ أن عملية إطلاق الصواريخ الثقيلة كانت حتى الآن تجري من محطة "بايكونور" الفضائية. وهذه المحطة التي بنيت في عهد الاتحاد السوفيتي أصبحت ملكاً لكازخستان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. لكن هناك عقد إيجار تم توقيعه بين أستانا وموسكو حتى عام 2020. لذلك، فإن جميع عمليات إطلاق المركبات الفضائية تجرى في دولة أخرى على الرغم من العلاقات الودية التي تربط البلدين. إلا أن عملية الإطلاق الناجحة للصاروخ الثقيل "أنغارا" يغير الوضع جذرياً، إليكم ما يقوله رئيس تحرير "أخبار الفضاء"، الأكاديمي إيغور مارينين من الأكاديمية الفضائية الروسية:
لقد تم إطلاق الصاروخ بشكل مثالي تماماً، وبالتالي يمكن القول بأن هذا الصاروخ فريد من نوعه. ويمكن لهذا النوع من الصواريخ أن تكون بديلة عن صواريخ بروتون، وسوف تكون قادرة على إطلاق الأقمار الصناعية إلى المدار الثابت بالنسبة للأرض ليس فقط من محطة إطلاق المركبات الفضائية "بايكونور"، ولكن أيضاً من محطة إطلاق المركبات الفضائية الشمالية "بليسيتسك". أي أنه وبفضل ذلك نحن قادرون على إطلاق المركبات بشكل مستقل مع جميع الحمولات الضرورية لوزارة الدفاع. وبالإضافة إلى ذلك، أكد الخبراء بأن "أنغارا" سوف يصيبها مزيد من التطور لاحقاً. إذ أنه يتم حالياً إنشاء وحدة من الهيدروجين والأكسجين، والذي سوف يزيد من تعزيز قدرتها. هذه وغيرها من العوامل تشير إلى أن هذا الحدث هو انجاز آخر في الفضاء الروسي.
يشار إلى أن صاروخ "أنغارا" يمكن جمعه من عدد مختلف من الوحدات لإطلاقه في المدار الثابت بالنسبة للأرض وبكميات من فئات مختلفة. فهناك محرك واحد للصواريخ الخفيفة وثلاثة للمتوسطة وخمسة للثقيلة إلى أن تصل الحمولة نحو 25 طن من الخيارات. وبالتالي فإن هذا النمط يجعل الصاروخ "أنغارا" فعالاً جداً من حيث التكلفة.
هناك ميزة أخرى لصاروح "أنغارا" وهو أنه غير مضرّ بالبيئة، إذ أنه لا يستخدم مادة الهيبتيل السامة، وإنما الكيروسين مع الأكسجين كمادة مؤكسدة.
الجدير بالذكر أنه في صيف عام 2014، تم اختبار أول نموذج لصاروخ "أنغارا" ذي الوزن الخفيف. أما الآن تم إطلاق النموذج الثقيل، حيث أرسل إلى المدار مجسم يصل وزنه 2 طن. ومن المخطط إطلاق مركبة الفضاء بمساعدة الصاروخ الثقيل "أنغارا" في الفترة ما بين 2016-2017. في الوقت نفسه، وضع المصممون أمامهم تحدياً جديداً، وهو تصميم "أنغارا"، بحيث يصبح صاروخاً قابل للاستخدام أكثر من مرة. وهذا سيعمل على تقليص كلفة عمليات الإطلاق الفضائية. ولكن حتى بدون هذا الإنجاز، فإن مركبة الإطلاق "أنغارا" تعتبر اليوم من دون منافس.
...المزيد: http://arabic.ruvr.ru/2014_12_23/281637215