جندي من الصحراء
رائـــد
الـبلد : العمر : 36 المهنة : مصرح لدى الجمارك المزاج : سريع الغضب التسجيل : 27/03/2014 عدد المساهمات : 920 معدل النشاط : 1224 التقييم : 28 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: اليابان والصين عملاقا توازن القوى الدولية القادمة الأربعاء 31 ديسمبر 2014 - 21:39 | | |
اليابان والصين عملاقا توازن القوى الدولية القادمة
|
لا ريب ان اليابان اصبحت وبصورة جلية تقترب حثيثاً من مكانة الدولة العظمى خاصة في ظل ما يشهده العالم من تحكم وعدم اتزان في السياسة الخارجية الامريكية في عالم توحي كل ملامحه بخطورة الآلة العسكرية الامريكية على العالم، في ظل ما اختطته لنفسها على لسان وزيرة خارجيتها السمراء «كوندوليزا رايس» في استراتيجيتها المعاصرة التي تقوم على اساس اشاعة ثقافة «الفوضى الخلاقة» التي بالنتيجة فكراً وعقلاً لا تؤدي إلا الى استخدام الآلة الحربية الامريكية بطريقة عشوائية لا تميز بمعيار «الفوضى الخلاقة» بين الخطأ والصواب المبني على اسس الادارة الذواقة، واعتبار رغبات وارادات الشعوب حقوق وخطوط كما هي مكفولة للشعب الامريكي لا تخترق، فهي ايضاً بحتمية وجوب المساواة مكفولة لكل الشعوب التي هي في الاصل للسلام والامن والاستقرار تواقة. حال من سيطرة العنف الامريكي لابد من ان تدفع بدولتي اليابان والصين الى موقع المسؤولية الادبية والانسانية امام المجتمع الدولي بشكل عام وامام القارة الآسيوية العملاقة بصورة خاصة نحو اعادة النظر في ترتيب علاقاتهما الامنية والاقتصادية على اساس من القواسم المشتركة بين كل منهما التي من الممكن ان تجعل منهما صمام امان لكل دول القارة الآسيوية التي تتعرض دولها وحكوماتها للابتزاز الامريكي تحت مسميات وذرائع لا تقوم إلا على قاعدة من التلكؤ الامريكي في ابعاد الدول الآسيوية عن بعضها لتتمكن من احكام واستمرار سيطرتها، مستغلة حالة الضعف السياسي والاقتصادي التي تعاني منها دول العالم الثالث، وعلى وجه الخصوص دول القارة الآسيوية العملاقة. فاليابان لم تعد مجرد قوة اقتصادية تحتل مركزاً متقدماً في عالم اليوم، فكل الاحصائيات والمقاييس العلمية والتكنولوجية والاقتصادية تشير الى انها اصبحت بحاجة الى ترتيبات امنية وسياسية واقتصادية جديدة ليس فقط في الاطار الآسيوي وتحديداً شرق هذه القارة العملاقة بل وعلى مستوى العالم على نفس المقياس من مساعيها لاحتلال مقعداً دائماً في مجلس الامن. ولعل القدرات الدفاعية والعسكرية لاية دولة هي الركيزة الاساسية في تحركاتها الاقليمية والدولية الامر الذي يتوافق مع حركة اليابان الخارجية الجديدة ونفقاتها العسكرية مع محاولة زيادة الانفاق العسكري بالصورة التي تجعل منها اكثر قوة، فالقدرات الاقتصادية والمالية العملاقة لليابان تسمح لها بزيادة نفقاتها العسكرية دون ان يشكل ذلك على ميزانيتها اي عبء، كما ان ميزاتها الخاصة التي تتمتع بها في قدرتها على تحويل الكثير من صناعاتها وتكنولوجيتها المدنية الى اغراض عسكرية باعتبار تفوقها في مجال الصناعات ثنائية الاستخدام المدني والعسكري، هذا بالاضافة الى قدراتها على انتاج القنبلة النووية باعتبار ما تمتلكه من القدرات العلمية والفنية والمادية التي تؤهلها لانتاج مثل ذلك النوع من السلاح. وبالرغم من تقديم مجموعة المحفزات الدافعة والمؤهلة لليابان لامكانية احتلالها مكانة عظمى في المجتمع الدولي، فثمة في المقابل مجموعة من الاعتبارات التي تشكل ضابطاً ومحدداً لتنمية مثل تلك القدرات العسكرية، خاصة الضوابط الداخلية المتمثلة في الضوابط الدستورية وفي محددات ادراك اليابانيين مدى الصعوبات والتضحيات التي ينبغي تحملها في سبيل تمكن بلادهم من احتلال المكانة العظمى التي تجعلها قادرة على المشاركة في قيادة شؤون العالم، والتخفيف من الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة وبعض شركائها من الغرب الاوروبي على العالم خاصة على دول القارة الآسيوية العملاقة إلا ان الصين المارد الآسيوي الجديد بقدرتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية ومكانتها المتميزة، في المجتمع الدولي يمكن لها ان تغطي ذلك الجانب من القدرات العسكرية، اذا استطاعت مع اليابان ومع الشركاء الآسيويين الجيران تجاوز الميراث التاريخي العدائي الذي يمتد جذوره الى التاريخ الاستعماري الياباني والى جذور حادثة عام 1937م عندما قامت القوات اليابانية بقصف مدينة «نانجنج» الصينية ونتج عن ذلك القصف مصرع نحو 300 الف من الصينيين وهو الامر الذي تنكره بعض الكتب الدراسية اليابانية كما انه نفس الامر الذي يثير بعض المشكلات الدبلوماسية بين البلدين من وقت لآخر. ان ذلك الميراث الذي ولد حساسية تعيق مجال التكامل والتعاون الآسيوي قد ساعد على توسيع فجوة حالة الحذر التي تضعف الثقة بين البلدين العملاقين الآسيويين، خاصة فيما يتعلق بمجال السياسة الاقليمية حيث تنظر الصين بعين القلق الى المساعدات التي تقدمها اليابان لكوريا الجنوبية تحسباً لاستخدام الجانب الكوري الجزء الاكبر من تلك المساعدات في تطوير القدرات العسكرية وفي الوقت ذاته لا تخفي اليابان قلقها من تطور برامج الصين العسكرية والنووية بالاضافة لدعمها لبعض القوى الاقليمية كفتنام وكوريا الشمالية، وذلك بالتأكيد يؤثر بصورة قوية في تلاقي المصالح بين الدولتين الآسيويتين العملاقتين مما يجعل بروزهما من الصعوبة بمكان كقوتين آسيويتين تساوي في درجة ومستوى القوة للولايات المتحدة التي تلعب دوراً رئيسياً بشكل مباشر وقوي في اضعاف العلاقات اليابانية- الصينية وبالتالي العلاقات الآسيوية- الآسيوية. ومن هنا يمكن القول ان على العملاقين الآسيويين «اليابان والصين» التركيز على دراسة الاهمية الكبيرة في تلاقي المصالح بينهما كون ذلك التلاقي يمثل الجسر المتين الذي سيوصل الدول الآسيوية ببعضهما في اطار من التعاون والتكامل القوي الذي سيعمل على الحد من النفوذ الامريكي ويجعل من امكانية تحقيق التكامل بين الدول الآسيوية املاً اقرب من تحقيق التكامل العربي- العربي، كما ان تلاقي المصالح بين «اليابان والصين» سيعمل بمثابة القوة الدافعة لكل دول القارة الآسيوية العملاقة نحو التعامل مع الولايات المتحدة على اساس من حتمية التساوي في الحقوق والواجبات امام المجتمع والقانون الدولي والى عدم الرضوخ لضغوط وابتزاز واشنطن مستعدين القوة في ندية التعامل على قدم المساواة من صمام امان القارة الآسيوية العملاقة المتمثلة في العملاقين الآسيويين «اليابان والصين» بالاضافة الى قوة الهند، الامر الذي حتماً سيضعف من سيطرة نظام القطب الواحد وسيفتح مجالاً جديداً يتبلور في اطاره نظام دولي يقوم على تعدد الاقطاب ويعمل على اعادة توازن القوى الدولية والاقليمية. ويكفي القول ونحن نتحدث عن العلاقات اليابانية- الصينية ان عدد السكان الصيني يمثل بالنسبة لليابان سوق ذات امكانات هائلة في مجال استيعاب المنتجات والاستثمارات اليابانية وعند حديثنا عن القوتين العملاقتين من وجهة النظر الاقتصادية فهما بكل معايير ومقاييس الاقتصاد الدولي عملاقان اقتصاديان لا يستهان بهما، هذا بالاضافة الى ما يمكن ان تضيفه القوة العسكرية والجيوسياسية الصينية من قوة سياسية لليابان الى جانب قوتها الاقتصادية وهو ما يعد تكاملاً منطقياً بين القوة العسكرية والاقتصادية التي تمتلكها الولايات المتحدة والقوة الاقتصادية والعسكرية التي تمتلكها كلاً من اليابان والصين. كما اننا اذا تحدثنا عن دعم آسيوي للقوتين «اليابانية والصينية» فإننا نتحدث عن قوة اضافية استراتيجية في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والامنية والعسكرية، فاليابان والصين اضافة الى الهند قوى آسيوية لو وصلت في تعاونها الى مرحلة التكامل حتماً ستمنح دول القارة الآسيوية قوة متميزة، ومكانة دولية غاية في الاثر وغاية في اضعاف النفوذ الامريكي وثقافة «الفوضى الخلاقة» وما تسببه من عبث في العلاقات الدولية وفي تشويه صورة وثقافة الشعب الامريكي، ان ما احدثه انهيار الاتحاد السوفيتي السابق من انهيار للنظام الدولي المتوازن يمكن ان يحدثه تكامل وتعاون العملاقين الآسيويين في اعادة بناء النظام الدولي من جديد على اساس من تعدد القطبية وتوازن القوى الدولية والاقليمية، ويبدو ان مؤشرات التغَّير في النظام الدولي تبشر بتعدد القطبية القادم.
http://www.26sep.net/newsweekarticle.php?sid=40303
|
|
|
|
Smart Physicist
عريـــف أول
الـبلد : التسجيل : 24/11/2014 عدد المساهمات : 135 معدل النشاط : 145 التقييم : 6 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: اليابان والصين عملاقا توازن القوى الدولية القادمة الخميس 1 يناير 2015 - 3:18 | | | |
|
جندي من الصحراء
رائـــد
الـبلد : العمر : 36 المهنة : مصرح لدى الجمارك المزاج : سريع الغضب التسجيل : 27/03/2014 عدد المساهمات : 920 معدل النشاط : 1224 التقييم : 28 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: اليابان والصين عملاقا توازن القوى الدولية القادمة الخميس 1 يناير 2015 - 16:32 | | | |
|