نيويورك تايمز" تدعو أمريكا للتعامل مع الحوثيين وتصفهم بـ"المعتدلين"
- الولايات المتحدة تجري اتصالات مع الحوثيين وهجمات أمريكية على القاعدة
- "واشنطن بوست": السعوديون يتساءلون هل سقطنا في فئة الأصدقاء غير المفيدين
- "أوباما" يدافع عن الهجمات على القاعدة في اليمن ويقول: البديل إرسال جنود
- تقرير متكامل عن الزيارة والقضايا المطروحة
بندر الدوشي- سبق- واشنطن: يعود الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسعودية، في زيارة هي الثانية خلال أقل من عام؛ حيث من المنتظر أن يرافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما وفد من 30 عضواً يضم مسؤولين كباراً وجمهوريين مخضرمين إلى الرياض، اليوم الثلاثاء، للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في وقت تتصاعد فيه الأزمة في اليمن.
وفد متباين
وقال البيت الأبيض إن الجمهوريين جيمس بيكر وزير الخارجية في إدارة جورج بوش الأب وبرنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي للرئيسين جيرالد فورد وبوش الأب سينضمان إلى "أوباما" لتقديم العزاء في وفاة الملك عبدالله، وترافق "أوباما" أيضاً كونداليزا رايس -صاحبة مقولة "الفوضى الخلاقة" لمنطقة الشرق الأوسط- وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، وستيفن هادلي مستشار الأمن القومي في نفس الإدارة، والسناتور الجمهوري جون ماكين الذي عادة ما ينتقد سياسة "أوباما" الخارجية؛ حيث يضم الوفد أيضاً وزير الخارجية جون كيري، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان.
تصدّع وفوضى
لكن هذه المرة سيجد الرئيس الأمريكي الملك سلمان في استقباله، وسيجد شرق أوسط متصدع بالنزاعات والفوضى؛ حيث وصف بعض المحللين الأمريكيين الفترة التي يعيشها الشرق الأوسط بأنها هي الأسوأ، وبأنه بات مخيفاً وتلفه حالة من عدم اليقين، فاليمن يرزح تحت الفوضى وللفراغ في السلطة الأمر الذي يجعل الحدود الجنوبية السعودية تحت الخطر؛ بسبب هجمات القاعدة وسقوط اليمن في قبضة الحوثيين الشيعة.
أرث أمريكا ورجفة الشرق
وهو الوضع الذي رأته صحيفة "الواشنطن بوست" يمثل تهديداً حقيقياً للسعودية، ويضر بها كرائدة للسنة في العالم الإسلامي، مضيفة بقولها: "الآن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بحاجة لمساعدة بعضهما البعض أكثر من أي وقت مضى؛ حيث يرتجف الشرق الأوسط فزعاً من حالة عدم الاستقرار، والتي تمتد من سوريا مروراً بالعراق إلى اليمن، بالإضافة إلى تمدد وتوسع التهديدات الإرهابية للبلدين، وكذلك التهديدات التي يتعرض لها إرث التدخل الأمريكي في العراق، وهي نفس المخاوف لدى السعودية التي تلعب دور القيادة في العالم العربي.
خلافات التردد و"الأسد"
وعرجت الصحيفة على الخلافات التي اندلعت في الآونة الاخيرة نتيجة التردد الأمريكي في الملف السوري، وعجزها عن معاقبة "الأسد" بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه، وهو الأمر الذي كان يعتبره "أوباما" خطاً أحمر، لكنه تراحع عن تهديده، إضافة إلى المخاوف من صفقة نووية محتملة مع إيران تجعل الولايات المتحدة الأمريكية تغضّ الطرف عن التدخلات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بدافع الحماسة والرغبة في إنجاح الصفقة النووية، وهو الأمر الذي جعل السعوديين يتساءلون: "هل سقطنا في فئة الأصدقاء غير المفيدين؟ في إشارة إلى أمريكا".
كارثة اليمن
ويتوقع أن يأخذ الملف اليمني حيزاً كبيراً من النقاشات؛ نظراً لأن سقوط اليمن في الفوضى يعدّ كارثة للجانبين، لكن الرؤية في التعامل مع الملف اليمني تختلف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك يتعين على السعودية أن تعمل بحذر مع الجانب الأمريكي، وألا تعتمد على الرؤى والنظريات الأمريكية كما حدث في الأزمة السورية التي تحولت إلى واحدة من أسوأ الأزمات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط؛ نتيجة للتردد الأمريكي والغربي في حل الأزمة منذ البداية
اعتدال الحوثيين!
وبدأ مراقبون وخبراء أمريكيون ينادون بضرورة التعامل مع الحوثيين، وهو ما كشفت عنه "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها حول الأزمة اليمنية والحوثين بقولها: "يرى عدد من الدبلوماسيين والمحللين أن الحوثيين قد يكونون أكثر اعتدالاً مما يبدون عليه، على الرغم من الشعارات المناهضة للولايات المتحدة و"إسرائيل" التي يرفعونها في تظاهراتهم".
واشنطن والاتصالات!
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ومحللين قولهم: "إنه سيكون من السابق لأوانه الحكم على الحوثيين ووصفهم بأنهم "حزب الله" في اليمن على الرغم من تحالفهم مع إيران"، وقال مسؤول رفيع في البنتاجون: "الولايات المتحدة أسست اتصالات غير رسمية مع الحوثيين، استخدمتها هذا الأسبوع لتأكيد عدم وقوع صدامات بين عسكريين أمريكيين في اليمن وعناصر الحوثيين"، في حين أصرّ مسؤولو الإدارة الأمريكية في واشنطن على أن عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن ضد تنظيم القاعدة، بما في ذلك الغارات الجوية، ستتواصل على الرغم من سيطرة الحوثيين، لكن كانت هناك مؤشرات على أن الاضطرابات السياسية ربما تعطل بعض البعثات والتدريبات.
انتقاء واختيار!
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أمريكى بارز، تحدّث شريطة عدم ذكر اسمه؛ بسبب حساسيات دبلوماسية، أن القوى الأمريكية لا تزال في اليمن، لكن هذا الوقت هو وقت انتقاء واختيار، وأشار مسؤول سياسة الاستخبارات في البنتاجون مايكل فيكرز قائلاً: "الحوثيون مناهضون لتنظيم القاعدة، لذا فإننا لا نزال قادرين على مواصلة عملياتنا العسكرية ضد التنظيم في الأشهر القادمة".
ليسوا "حزب الله"!
وقال الخبير في شأن الحوثيين والأستاذ بجامعة طوسون "تشارلز شوميتز"، أن الحوثيين ليسوا "حزب الله" وأشار إلى أنهم جماعة داخلية لها جذور عميقة في اليمن تعود لآلاف السنين، ومن جانبه دعا "كريستوفر ستيفنز" الخبير في العلاقات الدولية بجامعة في بنسلفانيا، إلى العمل مع الحوثيين في اليمن بدلاً من إدانتهم ومحاولة دمجهم في حكومة مستقرة؛ للمشاركة في مكافحة عدو مشترك متمثلاً في تنظيم القاعدة.
[size=34]الـ"CIA" والهجوم[/size]
وفي السياق ذاته قال مسؤولون إن طائرة دون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية نفذت هجوماً على سيارة في اليمن أدى إلى مقتل ثلاثة رجال يعتقد أنهم متشددون ينتمون لتنظيم القاعدة يوم الاثنين، في مؤشر على أن العمليات الأمنية الأمريكية مستمرة رغم الأزمة السياسية في البلد المضطرب، ذلك بحسب وكالة "رويترز"، وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد أعلن عن مسؤوليته عن عمليات إطلاق نار مميتة في باريس يوم السابع من يناير كانون الثاني، ويخشى مسؤولون أمريكيون من أن القاعدة ستزداد قوة في ظل الفراغ الحالي في السلطة باليمن.
القاعدة و"أوباما"
وأشارت مصادر أمريكية إلى أن هجوم يوم الجمعة نفّذته طائرة دون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، وامتنع متحدث باسم الوكالة عن التعليق، ودافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأحد عن استراتيجيته المتعلقة بمهاجمة متشددي القاعدة بطائرات بلا طيار في اليمن قائلاً إن البديل سيكون نشر قوات أمريكية وهو أمر وصفه بأنه غير ممكن.
الشلل
وقال مسؤولان أمنيان أمريكيان يوم الجمعة إن انهيار الحكومة اليمنية المدعومة من الولايات المتحدة أصاب حملة واشنطن لمكافحة الإرهاب "بالشلل"، موجهاً ضربة كبيرة للجهود الأمريكية لإضعاف أحد أخطر أجنحة تنظيم القاعدة.
http://sabq.org/cRwgde