جذورها راسخة في عمق التاريخ العسكري العراقي , وأبنيتها وساحاتها ونافوراتها الكثيرة أصبحت تحفة معمارية مميزة , وعملها التدريبي المهني الدؤوب بات شعارها الكبير ,ونتائجها على المستوى العراقي والعربي حجز لها مكانة عالمية بين أقرانها من المؤسسات العسكرية العالمية ,وهيئة ضباطها ومنتسبيها البدنية والشكلية واضح وضوح الشمس حتى في مشيتهم الطبيعية , إنها الكلية العسكرية الأولى (مصنع الأبطال) والمرتبطة بجامعة الدفاع للدراسات العسكرية , وحقا على من أطلق هذه التسمية على هذه المؤسسة العريقة , لأنها فعلا رفدت الجيش العراقي وعلى طول فترة تأسيسها بأبطال أصبحوا فيما بعد قادة ومسئولين في وزارة الدفاع يشار لهم في البنان .
حيث تمتاز الكلية العسكرية بالضبط العالي والالتزام الكبير بالتعليمات والسياقات العسكرية وفي أدق الأمور وأصعبها , كذلك أضفت المسحة الجمالية على أروقة الكلية رونق أخاذ يسر الناظرين لكثرة حدائقها وملاعبها الرياضية وساحاتها ونافوراتها المتنوعة والمنتشرة على مساحة كبيرة تحيطها الشوارع النظيفة والنظامية , ولم تقتصر الكلية العسكرية في مهمتها على إعداد ضباط أكفاء فحسب بل تعدت إلى أبراز أبطال رياضيين سجلوا أسمائهم في سجلات الإبداع والتفوق المحلي والعالمي العسكري من حيث النتائج الأولى التي حصلوا عليها , ومن اجل التعرف على عمل الكلية العسكرية ونشاطاتها التقت جريدة (خيمة العراق) بعميد الكلية اللواء الركن حامد مهدي الزهيري الذي قال : تأسست الكلية العسكرية العراقية في 12 أيار عام 1924 ومرت بثلاث مراحل مرحلة العهد الملكي ومرحلة العهد الجمهــوري ومرحلة أعادة التـــأهيل التي بدأت في عام 2004 ,وتتضمن منـــاهج الكلية العسكرية في فرعيها التدريبي والتدريسي والتي يخضع لها الطالب المنظم للكلية في مراحــلها الثــلاث ( المستجد والمتوسط والمتقدم ) , وهذه المناهج عدلت في المرحلة الثالثة بما تواكب العمل العسكري الحديث وما يشهده من تطور كبير على جميع مجالات القتال والدفاع والعمليات الخاصة والاستباقية وخطوات تنفيذها .
مهمة الكلية إعداد ضباط اكفاء برتبة ملازم يوزعون على صنوف الجيش المختلفة
يمر الطالب خلالها بمراحل أعداد ترتبط بعامل الوقت , حيث تبدأ بمرحلة تاهيلية هدفها صقل الطالب وتهيئته للعمل العسكري وسياقاته الصحيحة في المنظومة العسكرية , وتستمر هذه المرحلة لفترة 45 يوم يتم تحويل الطالب فيها من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية , بعدها يدخل الطالب إلى مرحلة تلقي الدروس على مستوى (الحضيرة) وجزء بسيط من (الفصيل) , بعدها ينتقل الطالب إلى مرحلة ( المتوسط) يبدأ فيها بدراسة مستوى الفصيل , ومن ثم المرحلة الأخيرة هي مرحلة (المتقدم ) والتي تتضمن مرحلة (السرية) , ويتم فيها تطبيق التمارين التعبوية التي تلاقها في داخل الكلية وخارجها عن طريق عملية (الفرضية ) التي تكون مطابقة لجميع شروط وظروف المعركة وتفاصيلها , وأضاف عميد الكلية : ان الكلية واكبت التطور الكبير الذي تشهده الجيوش العالمية من خلال أيفاد عدد من الطلاب في مرحلة المتوسط للدراسة في دول عربية وأجنبية منها الأكاديمية البريطانية (السانهيرست) واستراليا وألمانيا وايطاليا ومصر ,
دورات خارجية تدريبية ورياضية يتم إشراك الطلبة فيها لكسب الخبرة والمهنية
وبما أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية يهدد السلم الدولي والإقليمي فقد أدخلت دروس جديدة على المنهج العام للكلية تضمن مبادئ وطرق مكافحة , هذه الآفة والقتالات الخاصة داخل المدن وفي المباني المتحصنة والدور السكنية ومبادئ حقوق الإنسان المدني , ونحن هنا لابد أن نشير إلى أن الكلية العسكرية تهتم بأعداد الطالب بدنيا وذهنيا للعمل في صنوف الجيش المختلفة ,ولا نسعى إلى أن نختص في أعداد نحو صنف واحد فقط , لكن توجد احتياجات خاصة من قبل المراجع يتم فيها انتخاب عناصر مميزة وفق شروط خاصة للانضمام للصنف وحسب الشروط الموضوعة , مثل صنف طيران الجيش الذي يقتصر على خريجي الفرع العلمي فقط ,أما الصنوف الأخرى فيتم حصول الطالب عليها من خلال نظام (القرعة) التي تجريها الكلية في يوم التخرج ,ويستثنى من القرعة الطلاب العشرة الأوائل اللذين تستقطبهم الكلية للعمل فيها كآمري فصائل , وأود أن أقول شيء ليس فيه نوع من المبالغة هو أن الكلية العسكرية كانت وما زالت محط أنظار العالم ,والدليل هو عندما يتم أيفاد طلاب من كليتنا إلى الأكاديمية (السانتهيرست) فانه يسمعون انطباعات من المتخصصين في تلك المؤسسة مفادها ( إنكم سوف تتخرجون من السانتهيرست وتذهبون إلى سانتهيرست أخرى) وهي أيضا تسمى (سانتهيرست العرب) وهذه نظرة مطبوعة في أذهان معظم المختصين بالعلوم العسكرية العالمية , ونحن على تواصل مستمر مع جميع التطورات التي تحصل في هذا المجال ونواكب عمليات التدريب والتدريس وفق احدث المناهج العسكرية وآخرها ,ونوه اللواء الركن إلى إننا نمتلك مؤسسة عسكرية متكاملة من جميع النواحي فمثلا لدينا مسبح اولمبي بالقياسات العالمية ونمتلك ملعب اولمبي نموذجي لممارسة الفعاليات والنشطات الرياضية والقتالية المميزة , وقاعات حديد مخصصة لبناء الأجسام , والقاعات المغلقة التي تحتوي على أجهزة رياضية حديثة , وملاعب لخماسي الكرة ,وميادين الرمي ,وحظائر لكتيبة الخيالة , وهناك مختبرات للغات يستطيع الطالب فيها تعلم احدث طرق المحادثة للغات المختلفة ,وأجهزة حواسيب متطورة ومكتبة كبيرة تحتوي على أكثر من 1500 عنوان إضافة إلى تنوع مواضيعها في مختلف العلوم .
الكلية خرجت ضباط من جنسيات عربية مختلفة أصبحوا فيما بعد رؤساء لدولهم
أما مدير قسم الإدارة والميرة العميد الركن نجيب احمد فقال: تحية حب وتقدير نزفها لأبطال الصنف المدرع بجميع تشكيلاته, وأكد عميد الكلية على أن المهرجان السنوي الرياضي الذي تقيمه الكلية في كل عام أصبح جزء من شخصية الكلية والذي يعتبر محطة كبيرة لقادتنا وضباطنا الكبار للحضور في المهرجان ومناسبة لاستذكار أيامهم المميزة التي قضوها في أروقة الكلية وما صاحبها من مواقف كبيرة لا تغيب عن بالهم ,وواحدة من المواقف الكبيرة في المهرجان عندما تم سباق المائة متر فأننا طلبنا من معاون رئيس أركان الجيش للميرة الفريق الأول الركن عبد الكريم العزي بتكريم الأوائل كونه احد أبطال هذه الفعالية, ويتضمن المهرجان فعاليات رياضية وعسكرية متنوعة يتنافس فيها الطلاب في أجواء جميلة ,بين الفصائل والسرايا والأفواج ,ومنافسة فردية وفرقيه ,
عميد الكلية : من يشرب من ماء دجلة والفرات وجب عليه الوفاء لخيراتها
وأخيرا عبر عميد الكلية عن شكره لطاقم أعلام وزارة الدفاع وقال : أتوجه بالشكر الصادق والجزيل إلى الأعلام المهني لوزارة الدفاع الذي اعتبره سند لنا في عملنا , وهناك فعاليات ونشاطات تجري بالعتاد الحي في الكلية العسكرية ويتطلب ذلك اتخاذ تحوطات أمان احترازية لكننا نرى أعلام الوزارة في اندفاعهم كتف لكتف مع إخوانهم الطلاب وكأنهم طلاب كلية عسكرية ,وأنا في كثير من لقاءاتي مع الطلبة الجدد اللذين يقدمون للانضمام للكلية العسكرية حين اسألهم عن سبب انخراطهم قي هذا السلك يقولون أننا رأينا في الأعلام طبيعة المنشئات العمرانية التي تتألف منها الكلية العسكرية والتمارين التعبوية مما شجعنا للانخراط في هذه المؤسسة العريقة , كما أوصي أبنائي الطلبة الخريجين حديثا وأحثهم على الانضمام للكلية العسكرية لما لهذه المؤسسة من مستقبل زاهر ومشرف في العمل لحماية ارض وسماء وماء العراق والحفاظ على وحدته , كما أوصي أبنائي الضباط المتخرجين برتبة ملازم أن يعكسوا ما تعلموه من علوم عسكرية ومبادئ حقوق الإنسان في الكلية في ساحات القتال والمدن أثناء تأدية عملهم .
الكلية خرجت ضباط من جنسيات عربية مختلفة أصبحوا فيما بعد رؤساء لدولهم
العقيد الركن سعد محمد آمر فوج الأمام علي ابن أبي طالب قال : تبدأ الدروس الصباحية في جناح التدريس بعد الساعة العشرة صباحا وبمعدل أربعة ساعات يوميا يتلقى الطالب خلالها محاضرات اختصاصية وفق منهج أسبوعي ويوجد نوعان من الكراسات لدى الطالب هي الكراسات التدريبية والكراسات التدريسية ,والتي يتم تدريسها من قبل أساتذة مدنيين و تتضمن دروس في القانون والحاسبات والهندسة واللغة الانكليزية ,والتاريخ والجغرافية وغيرها من العلوم العامة , والمحاضرات التدريبية التي تتضمن التعبئة والأوامر ومهارات الميدان والتخطيط والإدارة وعلم النفس العسكري , ويتم إلقاء المحاضرات في قاعات الدروس المخصصة و التي يتم فيها توفير جميع الأمور المناسبة والحديثة للدراسة مثل الإنارة والتهوية والتبريد والماء البارد والتدفئة إضافة إلى توفير شاشات العرض الحديثة ووسائل التوضيح المختلفة .
الطالب علي سعد من سرية حارث الشيباني قال : كلنا اندفاع وعزيمة وإصرار على إكمال الدورة لمشاركة أخواننا المقاتلين في الدفاع عن ارض العراق الغالي ومقدساته من شرور عصابات داعش الإرهابية ,أما الطالب زيد محمد فقد قال : أحث إخواني الطلبة المتخرجين حديثا من مقاعد الدراسة للانضمام إلى سلك الجيش عبر الكلية العسكرية لما رأيناه من تقدير عالي من قبل الجميع ولما لهذه المهنة من هيبة وشرف واحترام من شرائح المجتمع التي باتت تدرك أن المحافظة على عزة البلد وشرفه تأتي من عمل أبناءه المقاتلين في القوات المسلحة .
المصدر (وزارة الدفاع)
موضوع: الكلية العسكرية العراقية مصنع الابطال 
الجمعة 30 يناير 2015 - 11:12
