العبرانيون الثابت أن العبرانيين هم نسبة إلى إبراهيم العبري، أما المختلف عليه، فهو سبب تسميته بالعبري،
وهناك عدة روايات من ضمنها أنه بسبب عبوره نهر الأردن أو الفرات، أو بسبب اسم أحد أجداده "عيبر"
يهوذا بن يعقوب (بالعبرية יהודה): هو أحد أبناء النبي يعقوب (إسرائيل) الاثنا عشر وسمي باسمه دين اليهودية
حيث أنه جد الأنبياء داود وسليمان والمسيح. علماً أنه كان ليعقوب (ولقبه إسرائيل)
اثنا عشر ولداً ذكراً (من بينهم يوسف) وابنة واحدة هي دينا. وهؤلاء الأبناء الاثنا عشر يدعون بني إسرائيل
بعد موت
نبي الله يعقوب انقسمة ذريت ابنائه (اخوت يوسف عليه السلام) الى قسمين قسم أطلقوا على مملكتهم اسم إسرائيل
واتخذوا شكيم عاصمة، ثم ترزة ثم السامرة،
في حين ثبتت قبيلتا يهوذا وبنيامين على الولاء لرحبعام وكونتا
مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم وبدأ الصراع بين المملكتين.
سمح "آخاب" ملك مملكة اسرائيل لزوجته "إيزابل" بنت ملك صيدا وصور بفرض عبادة الإله الفينيقي "بعل"
مما أدى إلى ثورة قام بها أحد الضباط واسمه "ياهو" أطاحت بآخاب وأعاد عبادة "يهوه".
قام الاشوريون بالقضاء على مملكة "إسرائيل" وقضى على دولتهم سنة 721 ق.م، وقام الآشوريون بنقل سكان
إسرائيل إلى حران والخابور وكردستان وفارس وأحلوا مكانهم جماعات من الآراميين،
ويظهر أن المنفيين الإسرائيليين اندمجوا تماماً في الشعوب المجاورة لهم في المنفى فلم يبق بعد ذلك أثر للأسباط العشرة
من بين إسرائيل .
أما مملكة "يهودا فحسب الروايات الإسرائيلية (وهي تؤخذ بتفحص وحذر، حيث لا يوجد بين أيدينا ما ينفي
أو يثبت الكثير مما فيها)
فقد انتشرت العبادة الوثنية وفسدت أخلاق القوم بشيوع اللواط
ولسنا نستغرب هذا عن بني إسرائيل فتلك أخلاقهم مع موسى عليه السلام
تشهد بذلك، كما أن القرآن الكريم يشير إلى أنهم غيروا وبدلوا وحرفوا كلام الله وقتلوا الأنبياء
الجدير بالذكر ان معظم الباحثين
شكك في وجود هذه المملكة كما وصفتها التوراة. والرأي السائد لديهم أنها كانت عبارة عن تحالفات بين القبائل الإسرائيلية.
ثم برزت عدة فرق دينية وكان منهم طائفة تسمى سيكاريم لأنهم ابتدعوا نظاما لاغتيال
خصومهم بالخناجر فسموا (حملة الخناجر)
هذه الفرق كانت تشكل المناخ الديني السائد قبل ظهور المسيح عليه السلام، فقد
سادت في ساحات المعبد النزاعات الجدلية في فقه
الشريعة اليهودية بين أنصار كل جماعة منهم، حتى ضللوا جموع اليهود إذ جعلوا الهيكل
سوقا للصيارفة والمرابين وملعبا للحمام
عندما زادعتو بني إسرائيل وقاموا بقتل أنبياء الله عز وجل (يحيى عليه السلام ومن قبله) طمس الله على قلوبهم فأصبحوا لا ينكرون
منكرا ولا يعرفون معروفا، بل زاد طغيانهم وتلاعبهم بأحكام الله
في هذه الظروف ولد المسيح عليه السلام، وكان مولده عليه السلام في بيت لحم،
لأمه مريم بنت عمران عندما ألح اليهود في سؤال مريم:
من أين أتيت بهذا الغلام أنطقه الله في خارقة جديدة: "قال أنا عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا"،
فصدق المؤمنون بآيات الله وأولهم
زكريا عليه السلام، الذي كانت حادثة ولادة ابن له على الكبر ومن زوج عقيم، تقارب خارقة ولادة مريم بغير زوج، إلا أن بغي اليهود
وجحودهم كان أكبر من حجم هذه المعجزات، فأخذوا يلقون التهم على مريم وابنها ويقولون ولد بغي.
فاضطرت مريم إلى الانتقال
إلى الناصرة، حيث عاش عيسى عليه السلام مع والدته مريم العذراء فاشتهر عليه السلام باسم يسوع الناصري. وعندما شب عيسى
عليه السلام وآتاه الله النبوة طاف بارجاء فلسطين للدعوة إلى الله تعالى في زمن كثرت فيه جرائم بني اسرايل فأنذرهم عليه السلام
بأن هذا المعبد الذي لم يوفوه حقه سوف يحرمون منه إذا ظلوا متمادين في إجرامهم ولكنهم لم يأبهوا لقوله فأخبرهم عن وحي الله له
أن هذا المعبد سيهدم ولن يبقى فيه حجر على حجر.
لم تؤثر دعوة عيسى عليه السلام في قومه، ولا دعوة من جاء قبله لهم، ، وبدأوا في مطاردة كل من يأمرهم بالمعروف أو ينهاهم عن المنكر.
ولم يسلم منهم نبي الله عيسى، إلا أن حب الناس له والتفافهم حوله كان يردعهم عن إيذائه، فوشى به بعض اليهود إلى الملك الروماني،
الذي كان المسيطر على فلسطين في ذلك الوقت وقالوا إنه يحرض الناس على عدم طاعة الرومان وإعطاء الجزية لهم.
وبعد أن كثرت شكاواهم ضد المسيح عليه السلام، أصدر الوالي الروماني بيلاتس أمراً بالقبض عليه وصلبه. سعى الجنود الرومان للقبض
على المسيح الذي علم بتآمر اليهود فاختفى عنهم، إلا أن أحد تلاميذه وهو يهوذا الاسخريوطي، تحت إغراء المال، قام بإدلائهم على مكانه، وعندما جاءوا للقبض عليه نجى الله نبيه عليه السلام ورفعه إليه، وألقى الله شبه عيسى على الخائن يهوذا الاسخريوطي
(ويقال أن لقب الاسخريوطي تحريف للفظ العبري السيكاري وهو من الأفراد الذين ينتمون إلى السيكاريين (حملة الخناجر)
فظن الجنود الرومان واليهود أنه هو عيسى فصلبوه وهم يظنون أنهم صلبوا المسيح.
قال تعالى: ((وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم، بل رفعه الله إليه)).
وبذلك يكون الإفساد الثاني من بني إسرائيل قد تحقق، وهو المذكور في أول سورة الإسراء، كما قال كثير من المفسرين.