طائرة استطلاع روسية تدرس مناخ الأرض
04.03.2015
تشارك طائرة استطلاع روسية على ارتفاعات عالية في برنامج " ستراتو كليم" الأوروبي لدراسة مناخ الأرض وغلافها الجوي، علماً بأن نموذجها الرئيس صُمّم منذ زمن الحرب الباردة.
من المقرر أن تبدأ طائرة " أم ـ 55 ـ جيوفيزيكا" الروسية في عام 2016 التحليق لدراسة مناخ الأرض في إطار مشروع " ستراتو ـ كليم" العملي ـ البحثي الأوروبي.
وكان معهد ألفريد فينغير الألماني للدراسات القطبية والبحرية قد وقّع في بداية شهر فبراير/ شباط الماضي اتفاقية خاصة بهذا الشأن مع مصنع " مياسيشيف" التجريبي لصناعة الآلات الذي ينتج طائرة " أم ـ 55".
وعلى أساس البيانات التي تجمعها " جيوفيزيك" في طبقة ستراتوسفير، فإن العلماء (يشارك في برنامج " ستراتو ـ كليم" 26 معهداً علمياً من أوروبا) سوف ينشئون نموذجاً ديناميكياً للغلاف الجوي يتيح التنبؤ بتغيرات مناخ الأرض لعشر سنوات قادمة.
ويؤكد غينادي بيليايف كبير المصممين في مصنع " مياسييشيف"، أن مواصفات هذه الطائرة تجعلها ضرورية بالنسبة لدراسة الفضاء، والدراسات الفضائية ـ الفيزيائية والفلكية. حيث يقول بأن " الطائرة الروسية مؤهلة للتحليق على ارتفاع أكثر من 21 كم وحمل نحو طنيّن من المعدات العلمية".
استطلاع للأغراض السلمية
طائرة " أم ـ 55" ( يُطلَق عليها وفق تصنيف الناتو اسم " ميستيك ـ بي") هي النسخة المعدّلة من طائرة الاستطلاع " أم ـ 17 ـ ستراتوسفير" للتحليق العالي، والتي صُممت في أواخر ستينيات القرن الماضي من أجل إسقاط المسابر ـ الاستطلاعية الأمريكية التي كانت مضادات الطيران السوفييتية لا تطالها في ذلك الحين.
ولم تتمكن سوى طائرة الاستطلاع على الارتفاعات العالية من حل هذه المسألة، فقد كُلّف بتصميمها آنذاك فلاديمير مياسيشيف مصمم الطائرات السوفييتي الأسطوري، ولكن عندما أنهت تحليقها الأول في عام 1982، كانت مشكلة المسابر قد فقدت أهميتها، وتقرر استخدام هذه الطائرة لأغراض الاستطلاع.
وأصبحت طائرة " أم ـ 55" المزودة بمحركين النسخة المطورة عن طائرة " أم ـ 17"، كما أصبحت جمهورية تشيلي إحدى الدول الأجنبية الأولى التي استخدمت هذه الطائرة للأغراض السلمية، حيث استأجرتها لدراسة حالة طبقة الأوزون في منطقة القطب الجنوبي.
بعد ذلك، حلّقت طائرة " أم ـ 55" فوق القطب المتجمد الشمالي والقارة القطبية الجنوبية وفوق أفريقيا والبرازيل وأستراليا. أما في عام 1995 فقد نصبت على هذه الطائرة أجهزة علمية إيطالية، وأصبحت طائرة " جيوفيزيكا"، وفقاً لكثير من المواصفات، تفوق نظيراتها الأجنبية.
ويوضح ممثل المكتب الصحفي لمصنع" مياسيشيف" لموقع " روسيا ما وراء العناوين" قائلاً بأن " طائرتنا، على سبيل المثال، وبخلاف طائرة " تي أر ـ 1" لا تتطلب وقوداً خاصاً، علماً بأن تحليق بعض الطائرات الممائلة يشبه الخروج إلى الفضاء الكوني، وذلك بسبب الضغط المنخفض في الكابينة، حيث يضطر الطيار للاستعداد لمثل هذا التحليق عدة ساعات، أما طائرة "جيوفيزيكا" فلا تتطلب مثل هذا الاستعداد".
تحديث من أجل مشاريع جديدة
يُعدّ التحليق على ارتفاع 20 كم أمراً صعباً بسبب الضغط المنخفض، كما أن حرارة الهواء هناك يمكن أن تهبط إلى 90 درجة، وحدث ذلك، على سبيل المثال، عندما حلّقت " جيوفيزيكا فوق جزر سيشل في المحيط الهندي.
ويقول ممثل المكتب الصحفي لمصنع" مياسيشيف" لموقع " روسيا ما وراء العناوين" بأنه "قبيل الطيران في ظروف الانخفاض فائق للحرارة، قمنا باستشارة زملائنا الأمريكيين الذين استخدموا في السابق طائرة " يو -2" هناك. وبحسب أقوالهم، فإن التحليق على ارتفاعات تكون فيها درجة الحرارة أدنى من 70 درجة مئوية ممكن، ولكن لمدة لا تزيد عن 15 دقيقة، لأن الوقود يتكثف ويصبح شبيهاً بالهلام، غير أنه لم يتم تأكيد ذلك عندنا بسبب الخصائص التصميمية لهذه الطائرة".
تتطلب المشاركة في مشروع " ستراتو ـ كليم" تحديث طائرة " أم ـ 55"، وقد أدرج البند الخاص بذلك ضمن العقد الموقع بين الطرفين الروسي والأوروبي، ولم يُعلن حتى الآن عن قيمة الصفقة بدقة، ولكن من المعروف أنها تصل إلى عدة ملايين يورو. وأشار المكتب الصحفي لمصنع " مياسيشيف" إلى أن الطائرة "سوف تكون أكثر تطوراً بفضل استخدام التقنيات الرقمية".
ومن المقرر إنهاء عملية التحديث في أواخر العام الحالي، عندما يبدأ العلماء بدراسة الرياح الموسمية الآسيوية ( التحركات الموسمية للكتل الهوائية الاستوائية)، وسوف تسجل ذروة هذه الظاهرة في الهند، وهناك بالتحديد ( في صيف عام 2016) سوف تجري اختبارات طائرة "جيوفيزيكا" المحدثة.
http://arab.rbth.com/science-and-technology/2015/03/04/29507.html