السلام عليكم
اردت ان اكتب هذا الموضوع للنقاش و لنفتح نافذة نرى منها واقعنا
نحن نعلم ان اللوبي اليهودي هو من يسيطر على القرارات الامريكية و الاوروبية بما تخدم مصالحه.
و نعلم ان اليهود متجذرين في روسيا و لهم قرارات في كل صغيرة وكبيرة .و نعلم ايضا ان هناك خطابان متناقضان في روسيا حيال القضايا العربية أحدهما يصدر عن مؤسسات الدولة ورجالاتها، والآخر عن مراكز دراسات ومنظمات جماهيرية و مؤسسات إعلامية.
و نعلم ايضا ان روسيا لها خطاب متوازن حفاظاً على مصالحها في العالمين العربي والإسلامي، ونجد خلاف ذلك مع المؤسسات و مراكز الدراسة و المنظمات و المؤسسات الاعلامية.
فنرى مثلا في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسين، يمسك بالعصا من الوسط و لكنها متاْرجحة الى الجانب الاخرفيما يخص القضايا العربية و الاسلامية فقد بداْ يلتسين بتنمية وتطويرالعلاقات مع اسرائيل، و تبادل السفراء، و فتحت موسكو باب الهجرة لليهود السوفيات، وتطوير العلاقات التجارية، وتعزيز التعاون في الفضاء، توطيد العلاقات الاستخبارتية وقد صرح احد رجال المخابرات الروسي وهو يهودي الاصل(ان روسيا وإسرائيل تواجهان التهديدات من حركات إسلامية وهذا الأمر يستدعي تقارباً معيناً بينهما). أضف إلى ذلك توقيع البلدين اتفاقاً مهماً يختص بتطوير طرازات الأسلحة الروسية القديمة.
فظهرت ثقافة و نمط تفكيرجديد عند الجمهور الروسي بداْ من دور النشر و مراكز الابحاث المختلفة تروجها المؤسسات الاعلامية بطرق مباشر و غير مباشرة ثقافة تكن عداء و كراهية كبيرين للمسلمين و العرب.
ومع وصول فلاديمير بوتين التفت بنظرة اخرى للعرب و بداْ بإقامة اتصالات و علاقات وثيقة مع دول عربية وإسلامية . رغم انه يدعم القضايا العربية إلا أنه لا يبذل جهداً لتحويل مواقفه من هذه الثقافة ونمط التفكيرالمعادي للمسلمين و العرب.
نعلم كل هذا و لكن مشكلتنا نحن اننا نركن إلى أن الصداقة معطى دائم وثابت، لنكتشف ان هذه الحقيقة آخذة بالتراجع،فعلى سبيل المثال اسس العرب حركة واسعة للترجمة تعمل على ترجمة الدراسات الروسية الى العربية و بالعكس .
فبدات بالاضلحلال بعد ان تلقت عدة مكائد من اليهود وبدا الفراغ العربي يتوسع في روسيا بل في كل العالم.
نعلم ان في روسيا مراكز أبحاث ومعاهد ودور نشر وصحف لا تملكها إسرائيل، لكنها تروج لسياستها، في المقابل لا توجد في روسيا مراكز دراسات عربية أو على الأقل محايدة .
كلنا نلقي باللوم على اللوبي الصهيوني لسيطرته على التعبئة داخل الولايات المتحدة خصوصا والعالم الاوروبي عموماً، من دون أن نرى حدود مسؤوليتنا. وفي روسيا مع الأسف تنشأ حالة شبيهة ولو بدرجة أقل مما هو قائم في اوروبا و الغرب.
فهل يجب علينا دق ناقوس الخطر لاجل حماية صداقاتنا التاريخية، فالأمور يمكن ان تصل في روسيا اكثر من امريكا و اوروبا اذا رذخنا الى كسلنا واعتمادنا على ما نسميه المسلمات التاريخية.
في عهد الاتحاد السوفياتي كنا نعتقد بأن موسكو تحارب معنا أوتدافع عنا.
و الان نعتقد بأن الصداقة مع الشعوب حالة أزلية تحكمها الأواصر التاريخية، أو المواقف الحكومية، إلا ان الحقيقة عكس ذلك، فكل شيء قابل للاختراق من طرفهم و الانقلاب على مصالحنا، والصداقة بين الشعوب لا يمكن ان تستمر بموجب قرار حكومي .
فمثلا نجد ان غالبية الجمهوريات السوفياتية سابقاً والتي يغلب عليها الطابع الإسلامي، بنت علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل قبل ان تبنيها مع العرب.
-لماذا لأن إسرائيل قدمت مشاريع واستثمارات لهذه الدول، و أن هذه الدول بدأت تحديث منشآتها العسكرية بما يلبي متطلبات حلف شمال الأطلسي، في حين تقدم إسرائيل خبراتها في إعداد الاطارات الأمنية خصوصاً في اذربيجان وطاجيكستان وأوزبكستان.
يقول احد المؤرخين الجزائريين ان العلاقات بين الشعوب والدول بكونها تواصلاً معرفياً هي أيضاً محكومة بحجم المصالح التجارية والاقتصادية وكذلك الأمنية.
الى متى نبقى زبائن تقليديين مع روسيا غافلين على مؤامرات هذا اللوبي النجس.