بيجين رفضها ووقع عليها بعد انتصارات مصر فى "حرب أكتوبر"
موشيه ديان وحاييم بارليف حذرا من حائط الصواريخ المصرى بعد فقدان 12 مقاتلة وطائرة "فانتوم"
مائير وافقت على وقف إطلاق النار فقط حتى لا تنسحب من "قناة السويس"
كشف أرشيف دولة الاحتلال الإسرائيلى لأول مرة منذ 45 عاما عن وثائق سرية حول اتفاقية سلام مع مصر قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 1970 لحكومة رئيسة الوزراء الإسرائيلية فى ذلك الوقت جولدا مائير، من أجل إنقاذ تل أبيب خلال "حرب الاستنزاف" التى شنتها القوات المسلحة المصرية لإعادة أرض سيناء الغالية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، التى نشرت الوثائق التى أفرج عنها أرشيف الدولة الإسرائيلى لأول مرة، أن الاتفاقية التى عرضها الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت ريتشارد نيكسون، عبر وزير خارجيته ويليام روجرز، سبقت توقيع اتفاقية السلام الحالية التى وقعتها القاهرة وتل أبيب فى منتجع "كامب ديفيد" بواشنطن بـ 8 سنوات وناقشتها الحكومة الإسرائيلية فى اجتماعات سرية عدة مرات.
رسالة نيسكون لجولدا مائير
وضمت إحدى الوثائق رسالة شخصية كتبها نيكسون بنفسه لجولدا مائير، جاء فيها: "أتمنى لكم ولحكومتكم دراسة المسألة التى عرضتها عليكم وأنى على أمل أن أتلقى ردا إيجابيا منكم، يؤدى إلى وقف مبكر لسفك الدماء والعداء بين الجانبين".
بيجين يهدد بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية
وأوضحت يديعوت أنه قبل 8 سنوات من اتفاقية السلام مع مصر التى وقعها مناحيم بيجين بنفسه مع مصر هدد هو نفسه عندما كان وزير دولة بحكومة جولدا مائير، بالانسحاب هو ووزراء حزبه "حيروت" من الحكومة فى حال الموافقة على المبادرة الأمريكية وتوقيع اتفاقية سلام مع مصر والانسحاب من الأراضى التى احتلتها تل أبيب عام 1967.
المبادرة الأمريكية اعتمدت على القرار الأممى رقم 242
وقالت الصحيفة العبرية إن المبادرة الأمريكية التى نقلها وزير الخارجية الأمريكى الأسبق ويليام روجرز، استندت أساسا على قرار الأمم المتحدة رقم 242، الداعى إلى انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية، ووضعت تعديلات حدودية صغيرة، كما ربط روجرز المبادرة بخطة بعثة تسوية الصراع العربى الإسرائيلى التابعة للأمم المتحدة للسلام فى الشرق الأوسط.
حكومة جولدا توافق على وقف إطلاق للنار فقط
وأضافت يديعوت أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة جولدا مائير اجتمعت عقب وصول رسالة نيكسون التى عرضها روجرز وناقشت المبادرة وقررت فى نهاية المطاف بأغلبية الأصوات قبول المبادرة، ولكن على الفور أعلن بيجين الاستقالة وأعضاء حزبه "حيروت" – أى الأحرار - من الحكومة الإسرائيلية، ورفض بشدة المبادرة وعمل على إسقاطها قبل استقالته من جدول أعمال الحكومة دون فائدة.
وأوضحت يديعوت أن روجرز كان قاد إسرائيل ومصر للتوقيع على وقف إطلاق النار بين الجانبين ووضع حد لحرب الاستنزاف يوم 8 أغسطس 1970.
إسرائيل ترفض الانسحاب من قناة السويس
وقبل ذلك التاريخ كان قد عقد مجلس الوزراء الإسرائيلى عدة اجتماعات فى يونيو وبداية أغسطس 1970 أدت فى النهاية للقبول بعرض وقف إطلاق النار دون التطرق لاتفاقية سلام شاملة مع مصر، أو الانسحاب من الضفة الغربية من قناة السويس والأراضى المصرية بشبه جزيرة سيناء.
وعلى أثر الاجتماعات المكثفة التى عقدتها حكومة جولدا مائير أعلن بيجين الانسحاب نهائيا من الحكومة فى 4 أغسطس عام 1970 أى قبل قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار بـ 4 أيام بعد ضغوط شديدة من حكومة الرئيس الأمريكى نيكسون.
حرب السادس من أكتوبر
وأشارت يديعوت إلى أن عدم قبول إسرائيل لمبادرات السلام التى كانت تعرضها الولايات المتحدة الأمريكية، دفعت فى نهاية المطاف باندلاع "حرب أكتوبر" عام 1973 من جانب المصريين من أجل كسر الجمود السياسى، على حد قولها.
جولدا مائير تعترض على الانسحاب من سيناء
وكانت جولدا مائير تصر فى كل مرة ترد فيها على الإدارة الأمريكية فيما يتعلق باتفاقية السلام مع مصر إنه من أجل التوصل إلى سلام شامل بين إسرائيل من ناحية وبين مصر والدول العربية من ناحية أخرى الوصول لطريق المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة، وقالت إنها لا تقبل مقترحات روجرز بالانسحاب الإسرائيلى من قناة السويس التى من شأنها أن تمكن مصر لفتح المجرى الملاحى مرة أخرى، كما اعترضت بشكل خاص على الانسحاب الإسرائيلى الشامل من سيناء.
وأشارت يديعوت إلى أن مصر بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات، كانت غير مستعدة لعقد مفاوضات مباشرة دون تسوية شاملة مع إسرائيل والانسحاب الكامل من جميع الأراضى التى احتلتها، لافتة إلى أن مصر كانت ملتزمة بـ"اللاءات الثلاثة" التى اتفق عليها القادة العرب فى قمة الجامعة العربية بالخرطوم وهى لا سلام، لا اعتراف، لا مفاوضات مع إسرائيل.
تفاصيل رسالة الرئيس نيكسون
وكانت قد وصلت رسالة نيكسون لتل أبيب فى الـ24 من شهر يوليو 1970، حيث تضمنت الرسالة لرئيسة الوزراء الإسرائيلية طمأنة لها بهدف إقناعها بقبول الاتفاق، قائلا لها: "عليكم الانسحاب إلى خطوط 67، فأنا مدرك المعارضة القوية من حكومتكم لهذا العرض، ولكن أوكد لكم أن الضغط على إسرائيل بشأن الانسحاب لن يتم إلا بعد الاتفاق على الحدود النهائية التى سيتفق عليها الطرفان من خلال المفاوضات، وعلى إسرائيل قبول حل مشكلة اللاجئين دون تغيير جذرى فى الطابع اليهودى لدولة إسرائيل أو تهديد لأمنها".
وفى الـ30 من يوليو عام 1970 أى بعد حوالى 6 أيام من وصول رسالة نيكسون لتل أبيب، اجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلى بحضور وزراء حزب بيجين، الذين أعربوا بشدة عن معارضتهم الشديدة للخطوط العريضة المتفق عليها.
خطاب بيجين لجولدا مائير الرافض للمبادرة
وأوضحت إحدى الوثائق التى كشفت عنها تل أبيب محضر الاجتماع الذى دار فى تلك الجلسة حيث قال بيجين لجولدا مائير خلال الاجتماع: "عزيزتى السيدة مائير، بالكاد يمكننا أن نتوقع أن هذه الوثيقة، تلزم إسرائيل إعطاء ملك الأردن حسين الثانى مساحة أكبر من الضفة الغربية، فهذا الكلام لا أستطيع قبوله، فقبل 18 عام وقفنا فى الكنيست وجمعنا الناس وأكدنا لهم حقنا فى الضفة كملك لأرض إسرائيل، فكيف يمكننا الآن قبول الانسحاب منها وترك تلك المناطق للعرب مرة أخرى".
توصية حاييم بارليف
وخلال الاجتماع نفسه قدم الجنرال حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلى فى ذلك الوقت تقريرا للقيادة السياسية الإسرائيلية بشأن المضادات الجوية المصرية للطائرات الإسرائيلية الذى عرف بـ"حائط الصواريخ" على طول خط القتال عند قناة السويس، وأكد لهم أن الطيارين الروس زودوا نظرائهم المصريين بخبرات عالية، كما أن القوة الجوية الإسرائيلية أصبحت تواجه عراقيل بسبب محطات الرادارات والتى أصبحت تكشف المقاتلات الإسرائيلية مما يؤدى لإطلاق النار عليها بكثافة وإسقاطها، مشيرا إلى أنه فى إحدى المعارك جنوب السويس تم إسقاط 12 طائرة إسرائيلية.
تعليق موشيه ديان
وشهد صباح يوم الـ 8 من أغسطس عام 1970 الذى قبلت فيه إسرائيل المبادرة الأمريكية، اجتماع طارئ لمجلس الوزراء الإسرائيلى، وعرض وزير الدفاع فى ذلك الوقت موشيه ديان، المجلس الأحداث التى سبقت هذا اليوم بـ 24 ساعة، وقال لهم: "لقد خسرنا طائرة شبح من طراز فانتوم وفقدنا جميع أعضائها من طيارين وملاحين، لقد سقطوا فى قبضة المصريين عندما سقطت الطائرة على بعد 2 كم غرب القناة بمنطقة الإسماعيلية"، وبعد شهادة ديان وافقت الحكومة بأغلبية على وقف إطلاق النار مع مصر.
رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة جولدا مائير
رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحيم بيجين
الرئيس الأمريكى الأسبق نيكسون
رسالة الرئيس ريتشارد نيكسون
رسالة الرئيس نيكسون لجولدا مائير
جانب من تقرير يديعوت أحرونوت حو1- ل الوثائق السرية
[url=%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8 %D9%85%D9%86 %D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1 %D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AA %D8%A3%D8%AD%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%88%D8%AA %D8%AD%D9%881- %D9%84 %D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82 %D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9 http://www.youm7.com/story/2015/8/10/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%89-%D9%85%D8%B9-%D9%85%D8%B5/2299657#.Vci09HGqqko]المصدر[/url]