يحتفل المغرب بالذكرى 59 لتأسيس القوات المسلحة الملكية المغربية غدا الخميس 14 ماي حيث شهدت سنة 1956 من نفس اليوم نشأت القوات المسلحة الملكية و قد ارتأيت استباق هاذا الحدث قبل اعلان الأمر اليومي للقوات المسلحة الملكية يوم غد و أتمنى من الله ان يكون فيه بيان مفرح للشعب المغربي بخصوص الطيار البطل ياسين بحتي انشاء الله.
ويشكل تخليد الذكرى ال59 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، كذلك، مناسبة لاستحضار بصيرة جلالة المغفور له محمد الخامس الذي سارع إلى تزويد المغرب، بعيد حصول المملكة على استقلالها، بجيش مهني، ولاستحضار قلق جلالة المغفور له الحسن الثاني على تحديث تنظيم القوات المسلحة الملكية وتعزيز تسليحها، وكذا إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تطوير قدراتها وتعزيز مواردها البشرية لتواكب التطور التكنولوجي والعلمي بالعالم.
كما أن هذه الذكرى مناسبة لاسترجاع أزيد من نصف قرن من المهام النبيلة التي أحدثت لأجلها القوات المسلحة الملكية، سواء في الدفاع عن الوطن والمساهمة في بناء المغرب الحديث في مرحلة ما بعد الاستقلال، أو المهام الإنسانية وعمليات حفظ السلام في عدة مناطق من العالم.
وقد أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، في "الأمر اليومي" الذي وجهه جلالته للقوات المسلحة الملكية، السنة الماضية، أن تخليد هذا الحدث التاريخي "يعد وقفة إجلال وإكبار لكل رجالات الوطن، الذين أبلوا البلاء الحسن، وقدموا التضحيات الجسام، ليظل المغرب حرا شامخا منتصرا بتلاحم وطيد بين العرش والشعب"، مضيفا جلالته أن "الإنجازات المهمة التي تحققت، ولاسيما في عهدنا، ستظل مصدر فخر واعتزاز ليس فقط لهذه القوات المسلحة، ولكن أيضا للشعب المغربي قاطبة، شاهدة على الدور الذي ما فتئت تقوم به، مشكلة على الدوام الحصن الحصين لحماية مكتسبات أمتنا، والدرع الواقي لمجدها وعزتها، متأهبة باستمرار لتأدية الواجب المقدس، بشجاعة وحزم ونكران ذات، في سبيل الحفاظ على وحدتنا الترابية، وحماية حدودنا البرية والبحرية والجوية".
تاريخ القوات المسلحة الملكية المغربية
[size=18]إعادة بناء الجيش المغربي، انطلقت بشكل جدي منذ هزيمة معركة « إيسلي « أمام الجيش الفرنسي، أي منذ عهد السلطان المولى عبد الرحمان، ثم السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان (الذي يعتبر مؤسس الجيش المغربي النظامي المخزني الموحد الحديث والذي استمر حتى سنة 1912)، ثم السلطان المولى الحسن الأول، الذي كان أكبر من استعان بالخبرة الأجنبية رسميا لإعادة تدريب وتنظيم وتحديث الجيش المغربي، خاصة الفرنسية والإنجليزية.[/size]
[size=18] كان لمعركتين خسرهما المغرب في ايسلي سنة 1845 مع فرنسا في الجزائر، ومع اسبانيا في تطوان سنة 1860 أثرهمها الكبير في إعادة تنظيم الجيش المغربي، فإن السلطان المولى محمد الرابع هو الذي حاول، بسبب الأثر السيء الذي خلفته الهزيمتان، «الخروج بالجيش المغربي من الأسلوب المتوارث في الشكل فوضع نظاما جديدا وخط له أسلوبا متجدد، حيث اعتبر أن «نتائج المعارك ليست نتيجة تفوق معنوية الجيش أو ضعف معناوياته ، ولكنها نتيجة ضعف الأسلوب ومدى صلاحية تطوره. وهذا هو اهم مفهوم ادخل النظام العصري على الجيش ، وهذا ما جعلنا ندرك بوضوح أن عهد الحسن الأول قد تميز بعوامل هزت الجيش عامة و الجندي المغربي بصفة خاصة من الأعماق باعتبار جلالته عمل على :
[/size]
1 - تكوين الأطر العسكرية خارج المغرب في العلوم و الفنون الحديثة و التخلص العسكري .
2 - أسس المدارس و المؤسسات التعليمية لهذا الغرض كالمدرسة المركزية ومعهد المدفعية بالجديدة.
ومع ذلك، فإن هذا المشروع لم يكت له النجاح بسبب الظروف الداخلية في عهد السلطانين المولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ، والضغوط الاستعمارية التي كان يمارسها جيش الحماية الفرنسية.
ورغم تأسيس القوات المسلحة في 1956 ، في سياق أعقب ما قام به جيش التحرير المغربي وتفاعله مع حركات التحرير، فإن المغرب لم يتسن له التوفر على سلاح يسمح له بالانتقال من الجيشالتقليدي إلى الجيش الحديث إلا بتوفره على سلاح الطيران في نونبر 1956؛ وفي هذه المحطة لم تكن هناك قوات جوية بالمعنى الكامل للكلمة، إذ بعد أن عهد محمد الخامس إلى ولي عهده مولاي الحسن رئاسة أركان الحرب العامة، أحدث هذا الأخير »الطيران الملكي L›aviation Royale« ضمن القوات المسلحة الملكية. ومثل أي مولود، فإن هذا «الطيران الملكي« سرعان ما انسلخ عن الإطار الضيق ليصبح أحد أعمدة الجيش ويحمل اسم القوات الجوية الملكية. وهذا ما سنوضحه من خلال تحقيب مسار هذه القوات إلى ثلاث حقب:
الحقبة الأولى: من 1956 إلى 1963، الحقبة الثانية: من 1964 إلى 1976، الحقبة الثالثة: من 1976 إلى 1984، الحقبة الرابعة: من 1984 إلى اليوم.
وقد انشغلت القوات الجوية الملكية في المرحلة الأولى بأسئلة التكوين والبنية التحتية والتجهيزات وبالتداريب بحكم أن الطيران عموما، والطيران الحربي خصوصا، يتطلب مستويات تعليمية عليا وقدرات فكرية لم تكن تتوفر في المغرب آنذاك بسبب الانتشار الفظيع للأمية وغياب الأسس المؤهلة لتخريج الأطر.
المغرب المستقل ورث عن فرنسا الفيلق الجوي الأول le 1er Escadron الذي سلمه الجيش الفرنسي للمغرب في شتنبر 1957. وكبداية جعلت القوات الجوية من القاعدة الفرنسية BA150بالرباط السويسي وحدة مستقلة تحت وصاية المكتب الثالث للجيش.
1960 قعد مولاي الحسن الأسس الأولى للقوات الجوية الملكية عبر تحويل الفيلق إلى المجموعة الجوية الأولى للجيش groupement aérien. وعهد إلى المكتب السادس بأركان الحرب العامة تدبيرها.
ونظرا لاستعجالية التكوين طلب المغرب مساعدة دول فرنسا وإسبانيا وأمريكا. وأرسل المتدربين إلى مدارس عسكرية بفرنسا وإسبانيا.
بالموازاة مع ذلك، تم فتح مدرسة لضباط الصف بالقاعدة الجوية بمراكش (BERP) عام 1961.
الفوج الأول من التلاميذ الضباط سمي »فوج محمد الخامس« وتم إرسال 12 منهم إلى بروفانس بفرنسا، فيما أرسل 12 آخرون إلى سان خافير بإسبانيا. أما الفوج الأول للتلاميذ ضباط الصف الذين تم انتقاؤهم عام 1957-56 فتم تقسيمهم إلى قسمين: التلاميذ الربابنة أرسلوا للتدريب على الطيران إلى مدارس Aulnat بفرنساواستكملوا تدريبهم بالقاعدة الفرنسية BA707 بمراكش للحصول على ديبلوم ربان الدرجة الأولى. أما أولئك الموجهين للطيران الحربي فالتحقوا بمدرسة الطيرانبمكناس. والمتخصصون في النقل التحقوا بمدارس Avord بفرنسا، فيما أرسل التقنيون من براعم الجيش الملكي إلى Rochefort بفرنسا أيضا للتخصص.
وكان الأسطول آنذاك يتكون من:
تسع طائرات من نوع موران MS733
طائرة واحدة من نوع DC3
4 طائرات من نوع بروسار
هيلوكبتر واحدة من نوع Allouette II
هيلوكبتر واحدة من نوع Bell626
ونظرا لقلة الأسطول عمل الجيش الملكي على شراء أربع طائرات حربية من نوع Seafury يوم 30 أبريل 1960 سلمت للمغرب بحضور ولي العهد الأمير مولاي الحسن. كما اشترى الجيش 12 طائرة حربية من نوع ميج 17 وطائرتين من نوع ميغ 15 الروسية عام 1961، وهي الطائرات التي وصلت إلى قاعدة بنسليمان مفككة وتم تركيبها هناك لمدة ستة أشهر بمساعدة ضباط روس.
ولم يكتف المغرب بهذا العدد، بل مضى في سياق تجهيز القوات الجوية عبر شراء 11 طائرة نقل من نوع C119 وأضاف لها 7 طائرات أخرى.
وفي عام 1962 حصل المغرب على 10 طائرات نقل أخرى من أمريكا من نوع C47 لتضاف إلى الأسطول المهدى من طرف فرنسا عام 1961 والمتكون من 30 طائرة تدريب و13 طائرة من نوع Brossard.
وعلى مستوى البنية التحتية، كانت النواة الأولى التي تركها المستعمر لا تستجيب لانتظارات دولة مستقلة. وهكذا قرر محمد الخامس نقل الفيلق الجوي الأول الموجود بقاعدة الرباط (BA150) إلى القاعدة الجوية سلا (BA151) والتي تغير اسمها يوم 18 غشت 1960 لتحمل اسم »القاعدة الجوية الأولى للقوات المسلحة الملكية (1er BAFAR).
وبذهاب الطيران الفرنسي الذي كان يسمى (Air Maroc) يوم 1 أكتوبر 1960 عهد الجيش إلى إحداث قاعدة جوية ثانية بمكناس (BA708) مجهزة بطائرات ميغ 15 و17 وتم خلق قاعدة المدارس الملكية للطيران بمراكش BA707)).
صور القوات المسلحة الملكية المغربية سنة 1956