صوت القنابل يدوي في كل مكان، عويل وصراخ وأشلاء متناثرة، البعض مات قتلًا برصاص الأسلحة الحديثة آنذاك، وآخرون قصفًا بالطائرات التي سقطت قنابلها على البيوت مدمرة إياها، أطفال يبحثون عن آبائهم وأمهاتهم، وآباء وأمهات يبحثون عن أولادهم، في الوقت الذي حاصر فيه الصهاينة قرية تلو الأخرى تاركين مفرا من اتجاه واحد ليهرب منه أصحاب الأرض الفلسطينية إلى الخارج، إنها النكبة الفلسطينية عام 1948.
أكثر من 500 قرية هدمها الاحتلال الإسرائيلي في العام الذي ولد فيه الكيان الصهيوني بناءً على وعد بلفور 1917، الكيان الذي تم التخطيط به من أواخر القرن الـ19 حيثما نُظم المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا، إلى جانب أعمال النهب و العشرات من المجازر والفظائع التي مارسها الاحتلال ضد الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من تعذيب وقتل وتهجير.
عصابات صهيونية هدفت عام 1948 على محو القرى الفلسطينية، بل طرد أيضًا معظم القبائل العربية البدوية في صحراء النقب، وفي محاولة لتدمير الهوية الفلسطينية سعي الصهاينة إلى تغيير أسماء القرى والأماكن التي تم تدميرها إلى أسماء عبرية محاولين إضفاء الطابع اليهودي عليها، بزعم إقامة الدولة لأهداف دينية.
النكبة الفلسطينية لم تبدأ 15 مايو 2015، ولكن أعمال الاحتلال سبقت ذلك التاريخ على الرغم من تحديده يومًا لإحياء الذكرى السنوية للنكبة الفلسطينية.
ويروي رزق جمعة أبو بكرة، فلسطيني وأحد شهود العيان الفلسطينيين، لـ"الوطن"، أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ أحداث الاضطهاد في النكبة الفلسطينية بالمضايقات على الفلسطينيين في أعمالهم وأرزاقهم، مشيرًا إلى أن الزراعة كانت من أهم المجالات التي يعمل فيها الفلسطينيون وكان تصدير الحمضيات مشهور لدى فلسطين، مضيفًا أن الاحتلال وقف عملية التصدير للخارج، ونتج عن ذلك عدم قدرة المزارعين على التصرف في المحصول ما يتسبب في تراكم ديون العمال والأسمدة وغيره.
ويضيف "عيد النامولي" والذي شهدت أسرته القتل والتهجير أثناء النكبة لـ"الوطن"، أن "بقر بطون الأمهات" كان من أساليب الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، مضيفًا، أن العصابات الصهيونية كانت تهاجم القرى الفلسطينية بطريقة الـ "كماشة" حيث كان يحيط بقواته من ثلاث جهات تاركًا جهة واحدة للهروب.
http://www.elwatannews.com/news/details/730261