امتلاك إسرائيل أسلحة الدمار الشامل
أولاً: ترسانة إسرائيل النووية
1. حرصت إسرائيل على امتلاك مقومات البنية الأساسية النووية، منذ قيامها عام 1948، وذلك من خلال إقامة قاعدة علمية من العلماء والمهندسين والفنيين، الذين جاءوا إليها من الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة لإيفادها مبعوثين للتدريب في المنشآت النووية الأمريكية، وتشكيل هيئة الطاقة النووية الإسرائيلية، عام 1949. كما أن تعاونها مع فرنسا في إقامة برنامج نووي إسرائيلي، عام 1952، أثمر عن تشييد مفاعل ديمونا النووي.
2. شاركت إسرائيل في البرنامج النووي الأمريكي، عام 1960، واستفادت منه في استكمال مشروعها النووي، من خلال حصولها على المعرفة النووية التي تحتاجها، إضافة إلى المفاعلات والأجهزة التي تحتاجها، ومادة اليورانيوم الطبيعي والمخصب. ومنذ عام 1971، أصبحت إسرائيل تنتج ما يكفي حاجتها من اليورانيوم كناتج ثانوي من الفوسفات في البحر الميت.
3. أجرت إسرائيل العديد من التجارب النووية في صحراء النقب، بالتعاون مع جنوب إفريقيا، عامي 1979، 1980. كما حصلت نتائج التجارب النووية التي أجرتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، للوصول إلى تكنولوجيا تصغير الأسلحة النووية، لتكون ذات قدرات أصغر من القنبلة العيارية (20 كيلوطن)، التي استخدمتها أمريكا ضد اليابان في هيروشيما، لتصبح أعيرة 1 – 2 – 10 كيلوطن، لكي تتمكن من تركيبها على رؤوس صواريخ بالسيتية أرض/ أرض بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى، وأيضاً المدافع عيار 55 مم.
4. نجحت إسرائيل في إجراء تجارب استاتيكية على الرؤوس النووية باستخدام تكنولوجيا التخفيض المقارن في تجويف قطره 200 – 300 م، وعمق 600 – 1000 م في صحراء النقب، وهو ما يصعب من رصد وتسجيل التفجيرات بواسطة أجهزة السيزموجراف التي تسجل الزلازل.
5. طورت إسرائيل قدرة مفاعل ديمونا على مراحل عدة، حتى بلغت 150 ميجاوات، عام 1985. ويقدر بعض الخبراء قدرات مفاعل ديمونا على إنتاج 300 جرام من البلوتونيوم 239، من كل طن متري يتم استهلاكه في المفاعل.
6. أنشأت إسرائيل في الفترة من 1981 – 1983، وحدات لإنتاج الليثيوم والديبوتريوم، بدعم مادي وتقني من الولايات المتحدة الأمريكية. ولا تزال عملية نقل التكنولوجيا الأمريكية الحديثة لإسرائيل مستمرة حتى الآن، من دون أي قيود.
7. نجحت إسرائيل في إنتاج ما يكفي لصناعة من 10 – 12 قنبلة نووية سنوياً من المواد المشعة.
8. تسعى حالياً لإنشاء مفاعلين نوويين، طاقة كل منهما 200 ميجاوات.
9. أشارت تقارير ذات مصداقية عالية، أهمها تقرير صدر عن صحيفة صنداي تايمز، الذي اعتمد على معلومات الفني الإسرائيلي "موردخاي فانونو"، إلى أن إسرائيل تمتلك ما بين 100 – 200 رأساً نووية، استناداً إلى تقديرات كمية البلوتونيوم 239 التي ينتجها مفاعل ديمونا سنوياً. وفي عام 1997، كانت تقديرات دورية (جينز أنتلجنس ريفيو) قد وصلت بأعداد الأسلحة النووية الإسرائيلية إلى 400 رأس نووية، بطاقة إجمالية تصل إلى 50 ميجاطن.
10. تثير هذه المسألة قضية (حد الكفاية) النووي اللازم لتحقيق أهداف إسرائيل الأساسية المحتملة لاستخدام الأسلحة النووية، فطبقاً لتقديرات الأكاديمي الإسرائيلي " شاي فيلدمان"، فإن امتلاك إسرائيل ما بين 30 – 40 قنبلة نووية إستراتيجية، ذات قوة 20 كيلو طن، يكفي لتدمير كافة الأهداف المتصورة لإسرائيل في كل من مصر وسورية والأردن والسعودية وليبيا والعراق، بصورة قد تعيد هذه الدول إلى القرون الوسطى. علماً بأن استخدام إسرائيل للأسلحة النووية كرادع نهائي لإستراتيجية إسرائيل النووية، لا يحتاج إلا لأعداد محدودة من الأسلحة النووية الإستراتيجية.
11. تشير التقارير إلى امتلاك إسرائيل أنواعاً متعددة من الأسلحة النووية؛ فلديها رؤوس نووية عيار 20 – 10 – 2 كيلوطن، وقنابل هيدروجينية، وأسلحة نيوترونية، وقذائف مدفعية من أعيرة صغيرة تصل إلى 0.5 كيلوطن، كأسلحة تكتيكية، إضافة إلى الألغام النووية التي لا تتجاوز طاقتها التدميرية 0.05 كيلوطن.
ثانياً: قدرات إسرائيل من الأسلحة الكيميائية
1. تعد الأسلحة الكيميائية ذات إمكانيات كبيرة على المستوى التكتيكي والتعبوي، بالمزج مع الذخائر التقليدية. وقد حققت إسرائيل تقدماً كبيراً في مجال تصنيع الغازات الحربية والسموم، وأقامت لذلك مصانع قرب الناصرة، وبتاح تكفا، ومحتنتيم. وهناك إمكانيات لتحويل خطوط الإنتاج في مصانع الكيماويات الدوائية والمبيدات الحشرية لإنتاج غازات حربية.
2. تركز إسرائيل على إنتاج غازات الأعصاب والذخائر الثنائية لغاز الزارين، وثمة تعاون بينهما والولايات المتحدة الأمريكية في مجال تطوير الغازات الحربية والغازات النفسية (LSD – BZ – CN – CS)، في ضوء خبرات القتال أثناء الحروب في فيتنام وأفغانستان ولاوس وكمبوديا.
3. تستخدم إسرائيل رؤوس الصواريخ أريحا – 2 و3، وقنابل الطائرات زنة 750 رطل ـ 115 رطل ـ 500 رطل ـ 1000 رطل، ومستودعات الطائرات 1000 رطل لحمل الذخائر الكيميائية. وتجري إسرائيل بحوثاً متقدمة في مجال الليزر الكيماوي لاعتراض الصواريخ المعادية في الجو.
4. في مجال البحوث والتطوير للأسلحة الكيميائية، تحيط إسرائيل أنشطتها بجانب كبير من السرية. وقد اشتملت هذه الأنشطة على غازات وسموم الأعصاب والدم والتنفس، ومهيجات الجلد والمسيلة للدموع، والمواد الحارقة والدخان.
5. تجري إسرائيل بحوثاً متقدمة في مجال تطوير الاستخدام المشترك للسموم الفطرية (التوكسينات)، والغازات المستمرة لإضعاف القدرات الوقائية لوسائل الوقاية المباشرة للقوات.
6. تعمل إسرائيل على تغليظ بعض الغازات شبه المستمرة لزيادة مدة استمرارها، مثل غاز الزارين، وإنتاج الذخائر الثنائية لغازات الأعصاب المستمرة، في إطار خفض تكاليف الإنتاج وأمان التداول، مع استخدام أنواع من الغازات لا توجد لها جرعات ميدانية مضادة، مثل (Carbamatesm, Fgases).
7. تحصل إسرائيل، من طريق شبكة عملائها المنتشرة في دول العالم، على جميع احتياجاتها من المواد الكيميائية الأساسية والوسيطة لإنتاج الغازات الحربية. كما تتابع نتائج الأبحاث والتطوير التي تجري في هذا المجال في مراكز بحوث الدول المتقدمة، في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
ثالثاً: تطوير الأسلحة البيولوجية
1. تعد الأسلحة البيولوجية ذات إمكانيات خطيرة على المستوى الإستراتيجي ضد الشعوب. ويكمن الخطر في استخدامها وصعوبة إيقاف تأثيراتها ومنع انتشارها وامتدادها إلى أعماق كبيرة في دولة الخصم.
2. تستخدم إسرائيل الأيروسول البيولوجي لتلويث الهواء والأرض، بواسطة مستودعات الطائرات والصواريخ والبالونات الموجهة تليفزيونياً.
3. يوجد لدى إسرائيل معمل للأمصال واللقاحات (في منطقة نيس زيونا) جنوب تل أبي، لإجراء البحوث الخاصة بالفيروسات، واستخدام العبوات ذاتية الدفع، والاعتماد على استنشاق الكائنات الدقيقة كوسيلة رئيسية للتلوث البيولوجي. وتهتم إسرائيل بتطوير هذا المعمل وتحرص على أن يعمل به عدد كبير من العلماء، الذين يتابعون أحدث التطورات العالمية في مجال الحرب البيولوجية، ويضم نخبة ممتازة من العلماء المهاجرين.
4. هناك تعاون كبير بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في مجال إجراء التجارب، على استنباط التوكسينات والفطريات لاستخدامها كسلاح بيولوجي. وتنتج إسرائيل عناصر الأمراض الفطرية والتوكسينات، مثل (كوكسيدولي) وعناصر الأمراض البكتيرية مثل (الجمرة الخبيثة إنتراكس، والكوليرا، والطاعون)، وعناصر الأمراض الفيروسية مثل (الحمى الصفراء، وحمى الدنج، والجدري، وشلل الأطفال)، وعناصر أمراض الركتسيا، مثل (التيفوس).
5. تسعى إسرائيل لتطوير ميكروبات لها درجة بقاء عالية في الظروف الجوية غير المواتية، خاصة ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، مع إمكانية استخدامها ميدانياً كأيروسولات تؤثر على الجهاز التنفسي، إضافة لإنتاج ميكروبات مقاومة للأمصال واللقاحات المعروفة، لكي تؤدي إلى أعراض فسيولوجية متشابهة مع أمراض أخرى، لإرباك الإجراءات الصحية والوقائية للخصم.
6. تطور ـ كذلك ـ اللقاحات المضادة لتقليل احتمالات العدوى في العمليات البرية، عند الاختلاط في المناطق الملوثة بيولوجيا.
رابعاً: تطوير أسلحة التفجير الحجمي (القنابل الارتجاجية) Volume Detonating Weapons
حدث تطوير للمواد الحارقة، بحيث يمكن أن تحدث صدمة عند استخدامها. وهي في ذلك تحاكي استخدام الأسلحة النووية، من حيث الشكل الظاهري، والتأثير المدي الأولي، ما يحدث مفاجأة وذعراً هائلين.
تعتمد فكرة هذا السلاح على إطلاق سحابة من ذرات الوقود بعد تحويله إلى غاز، أو تكوين سحابة من ذرات مواد معينة عالية الطاقة وخلطها بالهواء الجوي. وعندما تصبح نسبة الوقود إلى الأكسجين ملائمة، يكفي لتوليد شرارة أو رفع درجة الحرارة بنسبة معينة أو رفع الضغط بطريقة مفاجئة لإشعال الخليط، بما يؤدي إلى حدوث انفجار ينتشر من نقطة الاشتعال إلى أقصى أطراف السحابة، في فترة لا تزيد على بضعة أجزاء من مليون جزء من الثانية، يؤدي إلى إبادة البشر وتدمير المنشآت والأسلحة والمعدات أسفل موجة الانفجار المتولدة.
1. أبرز استخدامات هذا السلاح تدمير حقول الألغام، وتجمعات الدبابات المعادية، والتحصينات الدفاعية، وإزالة العوائق التي تمنع عمليات الإبرار الجوي والبحري، وحظائر الطائرات المحصنة.
2. استخدمت هذه الأسلحة في الحرب الفيتنامية والأفغانية، وحرب الخليج (جنوب العراق)، حيث استُخدمت غازات مثل أكسيد الإثيلين وأكسيد البروبلين، وكلاهما يحدث موجة ضغط واشتعال غازي بدرجة حرارة تصل لأكثر من 1000 درجة مئوية، ويعادل قوة الانفجار الناتج من هذه الغازات خمسة أضعاف القوة الانفجارية عن وزن مماثل من مادة TNT.
3. طورت الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حربها مع فيتنام أجيالاً متتالية من هذا السلاح، حيث أنتجت عام 1969 القنبلة CBU-55B، ثم في عام 1971 القنبلة CBU-72 المعبأة بغاز أكسيد الأثيلين والمزودة بمظلة فرملية تسقط من الطائرات.
4. في عام 1974، أنتجت القنبلة 3LU-95، وزادت فيها كمية الوقود من أكسيد البروبلين بنسبة 60% من وزن القنبلة 500 رطل. ثم إنتاج القنبلة 3LU-96، ليرتفع وزن الوقود الغازي فيها (أكسيد البروبلين) بنسبة 70% من إجمالي وزن القنبلة 2000 رطل. كما طورت وسائل توجيه تليفزيونية باستخدام الأشعة تحت الحمراء، ثم أشعة الليزر، ثم بوسائل توجيه تلفزيونية، وزودت القنبلة بطابة تسمح بانفجارها عند الارتفاع المطلوب من سطح الأرض.
5. أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية قنبلة الوقود المتفجر جواً FAE-2، ومنها نوعان: إحداهما يزن 227 كجم وبه 136 كجم من أكسيد البروبلين، والثانية تزن 90 كجم وبها 63.4 كجم من الغاز نفسه، ويصل الضغط الناتج عن انفجار القنبلة ما يقارب من تأثير موجة الضغط الناتج عن انفجار نووي.
6. في الثمانينيات نشطت الأبحاث الخاصة بالقنابل الإرتجاجية، التي تُسقط بواسطة الطائرات العمودية، أو قاذفات القنابل الثقيلة (ب – 52).
7. استخدمت القنابل الارتجاجية زنة 6800 كجم في عملية عاصفة الصحراء عام 1991،قبل بدء الهجوم البري لتطهير المنطقة المواجهة لحقول الموانع للقوات العراقية. كما استخدم في هذه الحرب الجيل الثالث من القنابل الارتجاجية ضد المدن، ووسائل الدفاع الجوي المعادية.
المصدر