الحلقة الأولى من "الدموع فى عيون وقحة":
هناك أفلام مصرية ومسلسلات شهيرة جادة تناولت بعد حرب
اكتوبر المجيدة قصص ابطال الظل فى المخابرات المصرية وشاهدنا مسلسل فى
بداية الثمانينات تناول حياة البطل احمد الهوان (جمعه الشوان) واللواء/
عبد السلام المحجوب (الريس زكريا) وهو مسلسل "الدموع فى عيون وقحة" إخراج
المبدع " يحيى العلمى" ..الدروس التى تعلمناها فى هذا المسلسل كثيرة منها
كيفية الإيقاع بالشباب المصرى الباحث عن الرزق خارج بلده وكيفية التدرج فى
تجنيده واساليب ذلك المختلفة من نساء ومال وإستغلال البعد النفسى
"العاطفة" من الكراهية ورغبة الإنتقام من البلد الأم ..سنناقش احداث
المسلسل اولا ثم ستكون هناك فقرة "بين الواقع والخيال " وفيها سنقارن
احداث المسلسل بالقصة الحقيقية.
رأينا فى بدايات المسلسل كيف جرد الشوان من حلم حياته بتدمير اللنش الخاص
به اثناء حرب يونيو67 وفقد زوجته لبصرها ثم تردى حاله الإقتصادى من اسوء
الى أسوء والذى تمثل فى التهجير من بلده السويس ثم قراره بالسفر الى
الخارج لضيق ذات اليد وتذكره مبلغا كبيرا كان على رجل اعمال يونانى ووقوعه
فى يد احد عملاء الموساد وهو ذلك البحار اليونانى "ديموس" الذى كان
يزورالسويس من الحين للأخر مما يبين ان الموساد كان يرسله لبعض المهام
الإستكشافية الصغيرة فى الموانى المصرية .. بعد دراسة شخصية الشوان عن
طريق ضابط الموساد المتخفى تحت عباءة صاحب كبارية ليلى "ابو يعقوب" رأينا
التدرج فى عملية تجنيده وهو وضعه فى ظروف مالية مدمرة وبالأخص بعد اعتذار
رجل الأعمال اليونانى عن تسليمه المبلغ المستحق للشوان ثم كيف شردوا به
اياما ذاق فيها الأمرين وهو دائم البحث عن الرجل المليونيرالإنجليزى الذى
ظهر فجاءةووعده بعرض مغرى جدا ثم اختفى ثم كيف مدوا له يد العون والغوث
بعد ان انهارت مقاومته واشتد إحتياحه الى المال والمسكن والطعام واصبح
تربة صالحة للتجنيد تحت وطأة الحاجة وفعل اى شئ فى سبيل استمرار حياته
وتحقيق حلمه..بعد ان انتهوا من الضلع الأول من مضلع التجسس وهو لعبة
التجويع والحاجة الى المال جاء دور دخول الضلع الثانى وهو ضلع النساء
الحاسم دائما ودفعوا فى طريقه بفتاة يهودية غاية فى الجمال تعمل مع
الموساد "جوجو" وكانت وسيلة سيطرتهم عليها هى إمدادها بحقن
المخدرات..ورأينا تدرجهم فى توطيد العلاقة بينهم لتوريط الشوان وقهره
عاطفيا وفعلا توطدت العلاقة بينهم حتى وقع المحظور واحبته بالفعل وهو خطأ
لايغتفر للعميل فى المخابرات لأنه من المفترض إجادته للعب بهذا الضلع
ليسيطر به وليس ليسيطر عليه..انها سيناريوهات متكررة فى معظم قصص
الجاسوسية وان اختلفت فى بعض التفاصيل طبقا للشخصية المتعامل معها ودائما
ماتنجح فالإغراءات التى تقدم فى تلك المرحلة الحرجة لاتقاوم كما رأينا ..
كما تعرفنا من خلال احداث المسلسل ان الموساد لاتراعى حتى مشاعر اليهود
المتعاونين معهم ورأينا كيف جندوا جوجو – الفتاة اليهودية الإنجليزية
الثرية - وكيف كانوا يقسون عليها الى حد بشع فى سبيل إعداد وإحكام وسائل
الإحكام والسيطرة عليها وهى غالبا ما تكون اما جنسية او إدمانانية كما
رأينا سواء مع جوجو او مع الشوان نفسه..كما نتعرف على جانب أخر وهو تواجد
للمخابرات المصرية داخل التجمعات الشبابية العربية والمصرية فى الخارج
لرصد وكشف مبكر لعمليات تجنيد العملاء ضد مصر وجسدتها شخصية الريس زكريا
فى المسلسل وان كنت اعترض بشدة على ذلك ففى الحقيقة ان شباب المخابرات
المصرية هم من يقومون بذلك ويتولى كبار الضباط مثل الريس زكريا "اللواء
عبد السلام المحجوب" المتابعة واصدار التعليمات الهامة لأن تواجده فى تلك
الأماكن من السهل رصده وكشفه لأى اعين خبيرة مدربة ولكن الحبكة الدرامية
للعمل هى التى يتحكم فيها مخرج العمل ويفرض تلك الأشياء التى لا تمت
للحقيقة بشئ من اجل التشويق وشغل الأكشن وهو مايضعف العمل فنيا وان نجح
جماهريا.
.
.
.
يتبع .................................................. ..