قطارات متهالكة وخسائر متراكمة وقطع غيار فاسدة، جبال من المشكلات تحاصر القطارات المصرية بالسكك الحديدية ومترو الأنفاق دفعت الحكومة الحالية للبحث عن حلول تقضى نهائيًا على المشكلة من جذورها، وجاء الحل الأقرب هو تشييد مصنع عالمي على أرض مصر بالتعاون مع شركات عالمية لصناعة القطارات بدلًا من استيرادها من الخارج.
تفاصيل إنشاء المصنعه
جاءت تفاصيل أول مصنع من خلال عرض مقدم من شركة أفيك الصينية لإنشاء مصنع لصناعة القطارات المكهربة والعادية ومترو الأنفاق بتكلفة 10 مليارات دولار، وتم تقديم العرض للهيئة القومية للأنفاق التي قامت بدورها برفع العرض لجهات عليا بالدولة وتمت الموافقة على المشروع وطلبت الجهة التي عرض عليها المشروع تسويقه عالميا وبحث إمكانية جذب شركات عالمية أخرى للمشاركة في إنشاء المصنع، وتقدمت 3 شركات عالمية منها أفيك الصينية، شركة هيونداى روتم الكورية، ومتسوبيشي اليابانية بعروض لإنشاء المصنع.
آخر ما اتفقت عليه الحكومة في هذا الشأن هو أن تكون شريك رسمى مع الشركة الأجنبية وأن يتم إنشاء المشروع بأرض مصر على أن يكون للسوق المحلية المصرية أسعار خاصة في القطارات ويتم تسويق باقي الإنتاج بالسوقين العربية والأفريقية.
تدعيم الأسطول المصري
تحتاج مصر نحو 400 عربة قطار مكيفة و600 عربة عادية و100 جرار جديد لإعادة الحياة لأسطول قطارات السكك الحديدية، كما تحتاج مصر نحو 64 قطارًا لمترو الأنفاق للخط الثالث وتحتاج نحو 124 قطارًا للخط الرابع والخامس، كما تحتاج وزارة النقل نحو 60 قطارًا مكيفًا مكهرب للعمل على الخطوط المكهربة، وهو ما يحتاج تمويلا ماليا يقدر بأكثر من 10 مليارات دولار وهى تكلفة إنشاء المصنع المقرر إنشاؤه بالتعاون مع أي من الجهات الثلاث المتنافسة على المشروع.
قطع غيار القطارات
تستورد مصر سنويًا قطع غيار لمترو الأنفاق والقطارات بنحو 600 مليون دولار وفى حالة إقامة المصنع المصرى لصناعة القطارات ستتوقف عمليات استيراد تكنولوجيا القطارات من الخارج، كما تتوقف عمليات استيراد قطع الغيار من الخارج خلال 5 سنوات من تاريخ تشغيل المصنع.
خسائر السكك الحديدية
تصل الخسائر السنوية للسكك الحديدية نتيجة تهالك القطارات وبسبب مشكلات التشغيل نحو مليار و300 مليون سنويًا، ومن المقرر أن تنخفض الخسائر فور بدء إنتاج القطارات المصرية خاصة أن الهيئة ستقوم بتجديد نفسها وتنتج قطارات جديدة تسهم في تنفيذ خطط التوسع في نقل البضائع، وتقلل خسائر السكك الحديدية، وبالتالى تخطط الحكومة للقضاء على هذه الخسائر من خلال المصنع المزمع إنشاؤه خلال 10 سنوات من تاريخ تشغيل المصنع.
وتسعى الحكومة لاستبدال خطوط بالكامل للعمل بالقطارات المكهربة منها خط القاهرة الإسكندرية وخط الصعيد وخط السويس على أن يكون الممول الأول لهذه الخطوط بالقطارات هو المصنع المصرى للقطارات المكهربة.
القطارات الكهربية من الطاقة النووية
ومن المتوقع أن تتحول شبكة القطارات المصرية بعد إنشاء المصنع للعمل بنظام الشد الكهربائى بدلا من نظام الديزل أي استبدال القطارات الحالية بأخرى تعمل بالكهرباء وتخطط الحكومة توفير الطاقة الكهربائية لتمويل تشغيل القطارات من خلال جانبين، الأول توفير الطاقة من الاعتماد على طاقة بديلة، والثاني هو تمويل الكهرباء من المحطة النوووية المقرر تنفيذها لهذا تخطط الحكومة للاعتماد على جزء كبير من الطاقة الكهربائية المولدة من المحطات النووية لتشغيل خطوط القطارات المكهربة خلال 10 إلى 15 عاما من الآن.
تمويل «القطارات المكهربة»
تخطط الدولة لتوفير الجزء الذي ستدخل به شريك وهو 5 مليارات دولار من خلال قرض ميسر من الخارج، على أن تدفع الشركة الأجنبية الجزء الثانى من تمويل المشروع وهو 5 مليارات دولار أخرى، ويشمل الجزء المقرر أن تتحمله الدولة قيمة الرخصة لإنشاء المصنع وقيمة الأراضي والتخصيص، الأمر الذي يجعل الحكومة المصرية صاحبة اليد العليا في المشروع وتعد شركة أفيك الصينية الأقرب للفوز بالمشروع، حيث إنها تتقدم بعرض لمصر بتوفير تمويل كامل للمشروع وتوفير قرض من الحكومة الصينية لتمويل المشروع وهو ما يدفع إلى الإسراع في الموافقة على العرض الصيني.
الشركات المتنافسة
يتنافس على المشروع 3 شركات رئيسية الأولى هي أفيك الصينية، والثانية هي شركة هيونداى روتم الكورية المصنعة لصفقة القطارات العشرين المكيفة لمترو الأنفاق، والثالثة هي شركة متسوبيشى اليابانية، ومن المقرر أن تكون إحدى الشركات المذكورة شريكًا مع الهيئة القومية للأنفاق في المشروع، وفى حالة الموافقة على عرض متسوبيشى يتم توقيع عقد ثلاثى الأطراف بين الشركة اليابانية وبين الهيئة القومية للأنفاق وبين شركة مصنع سيماف، وتقوم متسوبيشى بالفعل بالتعاون مع الهية العربية للتصنيع المالكة لشركة سيماف بتصنيع قطارات مترو الأنفاق بمصر بمصنع سيماف لصالح الأنفاق.
آراء الخبراء
من ناحية أخرى قال اللواء المهندس إسماعيل نجدي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، إن المشروع الخاص بتصنيع القطارات سيوفر على الدولة مليارات الدولارت المنفقة في شراء القطارات من الخارج وفى شراء قطع الغيار، مؤكدًا أن المشروع سيجعل مصر تمتلك لأول مرة تكنولوجيا حديثة في القطارات تدفعها لتدخل في مصاف دول العالم المتقدمة في هذه الصناعة وتؤهل مصر لتصبح منافس عالمى لكبرى الشركات العالمية، موضحًا أن المصنع يعتمد على السوق المصرية ويصدر إنتاجة للأسواق المجاورة سواء العربية أو الأفريقية.
وأضاف أن الشركات الثلاث المتقدمة للفوز بالمصنع جميعها ذات خبرة كبيرة ولديها تعاقدات عدة بالمنطقة العربية، وبالتالي ستكون الاستفادة متبادلة خاصة أن أفيك تبحث الاستفادة من المميزات الاستثمارية في مصر والأيدي العاملة، وهو الأمر الذي ينطبق على الشركات الأخرى المتنافسة على المشروع مما يجعل فرص النجاح للمشروع كبيرة جدًا.
وقال المهندس طارق أبو الوفا، نائب رئيس الهيئة القومية للانفاق، إن مشروع مصنع القطارات سيوفر على الدولة مبالغ طائلة ويؤهل لإعادة تطوير أساليب الجر في القطارات المصرية، خاصة أن العالم كله تخلص من أساليب الجر القديمة واتجه بقوة للجر الكهربائى والكهرومغناطيسى وأساليب أخرى أحدث، الأمر الذي يجعل خطوة بناء مصنع كهربائى خطوة كانت متأخرة كثيرًا.
وأضاف أن الهيئة ستقوم بإنشاء أكثر من قطار مكهرب وتم إسناد العديد من المشروعات في هذا الإطار لها، منها مشروع قطار السلام العاشر ومشروع قطار أبوقير الإسكندرية وقطار البضائع العين السخنة القاهرة وهى ثلاثة مشروعات كبرى مكهربة وبداية لتحويل القطارات المصرية ككل لنظام الشد الكهربائى الجديد.
ويقول الدكتور صبحى الجندي، أستاذ الهندسة الكهربائية والمدير الإنشائى لمبنى التجارة العالمى بأمريكا وخبير القوى الكهربائية، إن أساليب الشد أو الجر الكهربائى أقل تكلفة من جر الديزل، كما أنها صديقة للبيئة ولا تلوث الهواء وفى الوقت نفسه في أساليب الصيانة والعمرات سواء العمر الكاملة أو الصيانة المتوسطة أسرع واقل تكلفة مما يؤهل لبناء أنظمة جر وخطوط سير حديثة.
وأوضح أن القطارات الكهربائية يسهل التحكم فيها من خلال غرف التحكم المركزى ومن خلال غرف المراقبة وبالتالى يمكن إيقاف القطار قبل أي حادثة أو كارثة، ما يجعل مصر تحتاج أقمارًا صناعية لمراقبة شبكة القطارات الكهربائية المقرر إنشاؤها ليتم من خلال القمر التحكم في سير القطار أو إيقافه إلكترونيًا في حال أي مخاطر تواجه الخط.
جدير بالذكر ان (س ح م) سكك حديد مصر انشئت فى عام 1854 و هى ثانى خط سكة حديد فى العالم
المصدر
http://www.vetogate.com/1644370