22.06.2015
إعلان رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين عن إنتاج أربعين صاروخا باليستيا من الجيل الجديد ووضعها قيد الخدمة الفعلية، أثار ردود فعل تضمنت اتهام روسيا بخرق معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، و التصرف "غير المسؤول". ولكن الخبراء يؤكدون أن ما قاله رئيس الدولة الروسية قد فُهم خطأً، فالحديث لا يدور عن زيادة القوات النووية، بل عن تحديثها ضمن الأطر التي تنص عليها المعاهدة الروسية- الأمريكية بشأن الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
[rtl]تطرق فلاديمير بوتين في السادس عشر من حزيران/ يونيو، إلى خطط لتحديث الصواريخ النووية الروسية، فقال "إن القوات النووية ستُرفد في العام الجاري بما يزيد عن أربعين من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، التي ستكون قادرة على اختراق أية منظومات للدفاع ضد الصواريخ، وحتى تلك الأكثر كمالا من الناحية التقنية".[/rtl]
[rtl]وفي حديث لمراسل "روسيا ما وراء العناوين"، يقول الاستاذ المساعد في المدرسة العليا للاقتصاد، دميتري أوفيتسيروف- بيلسكي، إن "تجديد الترسانة النووية في روسيا لم يفاجئ أحدا، فهو يندرج في برنامج تحديث القوات المسلحة. وفضلا عن ذلك، فإن عدد الصواريخ التي يدور الحديث عنها أقل مما هو مخطط له، إذ يفترض أن يبلغ حوالي 50 ، وليس 40 صاروخا".[/rtl]
[rtl]والحقيقة، أن الرئيس بوتين لم يتحدث عن الصواريخ فقط، بل وعن القوات المسلحة عامة، فقد أعلن أيضا أن "الغواصة الاستراتيجية "فلاديمير مونوماخ" ستدخل حيز الخدمة عما قريب، كما أن الأسطول ومجموعة الطيران التابعة له، سيرفدان بقوى جديدة".[/rtl]
[rtl] غير أن ردة فعل الساسة الغربيين على ماقاله الرئيس بوتين جاءت عصبية للغاية. لقد اعتبرت كلمات بوتين وكأنها إعلان عن بدء جولة جديدة من سباق التسلح، فالمتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ارنست، صرح قائلا :" إن مثل قعقعة السلاح هذه لا تقدم شيئا لتخفيض حدة النزاعات". أما الأمين العام لحلف الناتو، يان ستولتنبيرغ، فيرى أن "خطاب روسيا حربي النبرة لا مبرر له. كما أنه خطير، ويلعب دورا مزعزعا". في الوقت نفسه أعلن القائد العام لقوات الناتو في أوروبا فيليب بريدلاف، أن روسيا تتصرف "كدولة نووية غير مسؤولة".[/rtl]
[rtl]قلق غير متوقع[/rtl]
[rtl]يدرك الخبراء جزئيا سبب ردة الفعل الحادة هذه. بيتر توبيتشكانوف، من برنامج "مشكلات عدم الانتشار" التابع لمؤكز كارنيغي في موسكو، أدلى بحديث لمراسل "روسيا ما وراء العناوين"، جاء فيه أن "كلمات الرئيس بوتين سقطت على تربة ملائمة.[/rtl]
[rtl]ويوضح الخبير أن العلاقات السياسية بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية والناتو من جهة أخرى، دخلت طور تبادل التهم والتهديدات. أما القول إن البلد يحصل على هذه أو تلك من الإمكانات في ميدان الأسلحة النووية أو العادية، فينظر إليها كتهديد للطرف المنافس".[/rtl]
[rtl]ويعبر توبيتشكانوف عن دهشته من مستوى المسؤولين الذين يطلقون التصريحات التحذيرية، فيقول: "تدهشني ردو فعل الأمين العام للناتو، فالحديث يدور عن برنامج طويل المدى لتجديد القوات النووية الروسية، الذي لم يبدأ لا اليوم ولا البارحة. وفضلا عن ذلك، فإن الرفد المعلن للترسانة النووية لا يضع قوات الردع النووي الروسية خارج الحدود التي تم الاتفاق عليها بموجب معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية"، التي تنص أيضا على نظام للتفتيش يضيق بشكل جدي إمكانية انتهاكها، عداك عن الاستعدادات السرية للانسحاب منها.[/rtl]
[rtl]ويرى توبيتشكانوف أن لا حاجة لروسيا، ولا للغرب، لنزاع عسكري؛ وأن "المسؤولين في كل من موسكو وواشنطن وبروكسل، يدركون كم سيكون صعبا منع أي نزاع مسلح، بين روسيا والناتو، من التصاعد باتجاه حرب نووية".[/rtl]
[rtl]سباق تسلح باهظ التكاليف[/rtl]
[rtl]تلفت شخصيات روسية رسمية إلى إن الرئيس بوتين لم يطلق أية تهديدات. يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، يقول "نحن لا ننخرط في سباق التسلح، ونحن ضد سباق التسلح، إذ من الطبيعي أن يضعف إمكاناتنا في مجال الاقتصاد".[/rtl]
[rtl]ويقول دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي لرئيس الدولة، إن روسيا الاتحادية لا تعتزم الهجوم على أي كان، بل بالعكس، هي التي تخشى أن تكون ضحية عدوان.[/rtl]
[rtl]وأضاف السكرتير الصحافي إن " الرئيس بوتين أوضح بالتفصيل في سياق مؤتمر صحافي مع نظيره الفنلندي، أن روسيا ليست هي التي تقترب من حدود أطراف ما، بل أن البنية العسكرية لحلف الناتو بالذات هي التي تقترب من حدود روسيا، وتقوم بأعمال ترمي إلى تغيير توازن القوى الاستراتيجي". [/rtl]
[rtl]المصدر[/rtl]