إسرائيل تنصب رادارات لكشف قذائف هاون تطلق من غزة
28.05.2015
الناصرة ـ «القدس العربي»: في مستهل لقائه مع عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور ليندزي غراهام هدد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستخدام قوة مفرطة ضد غزة. وكان بذلك يعقب على إطلاق صاروخ نحو مدينة عسقلان أول من أمس. وقال إن إسرائيل تحمّل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسؤولية عن أي نيران تطلق على أراضيها من قطاع غزة. وهدد بأن جيش الاحتلال سيرد رد فورًا وبحزم على إطلاق النيران. وتابع القول «هذه هي السياسة التي ننتهجها. سنفعل كل ما يلزم للحفاظ على الهدوء الذي حققناه في عملية الجرف الصامد».
انظمة رادار للتحذير من قذائف الهاون
وكشف في إسرائيل أمس أنه كجزء من دروس العدوان على قطاع غزة في الصيف الماضي، ينصب الجيش الإسرائيلي حاليا نظام الرادار التكتيكي في بلدات غلاف غزة، الذي من المفروض أن يحسّن من قدرة استكشاف قذائف هاون في المناطق القريبة من السياج والتحذير منها قبل سقوطها. وتم حتى الآن نصب عدة أجهزة في المنطقة، وسيستكمل نصب سائر الأجهزة مع حلول سهر أيلول/ سبتمبر المقبل. وقد اتخذ الجيش قرار نشر أجهزة الرادار، على ضوء التكهن بأن المنظمات الفلسطينية ستركز جهودها خلال الحرب المقبلة على إطلاق النار نحو مستوطنات غلاف غزة.
وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من نتنياهو إن هذه التكهنات تعتمد على أنّ التنظيمات الفلسطينية تعرف أنّ منظومة القبة الحديدية تستطيع احباط حوالي 90% من الصواريخ التي تطلق باتجاه المناطق المأهولة، لكنها غير قادرة على التعامل مع قذائف الهاون قصيرة المدى. واستذكرت الأيام الأخيرة للحرب عندما ازداد إطلاق النار باتجاه المستوطنات القريبة من السياج.
ووفق معطيات الجيش، أطلق من غزة خلال الحرب نحو 2580 صاروخا وقذيفة هاون، باتجاه بلدات غلاف غزة، خمسة منها فقط كان فتاكا. وحدّد الجيش لسكان الغلاف 15 ثانية للدخول إلى المنطقة المحميّة منذ لحظة سماع الإنذار. لكن في حالات كثيرة مضت أقل من 15 ثانية قبل سقوط قذائف الهاون. وفي قسم من الحالات سمع التحذير فقط بعد سقوطها. وتمّ اختيار جهاز رادار تكتيكي مختلف من انتاج شركة «رادا»، وتمّ مؤخرًا نصب الرادارت في المنطقة.
وشدّد الجيش على أنّ الرادارات التي نشرت في الأيام الأخيرة ستزيد من نسبة الكشف عن قذائف الهاون الامر الذي سيسمح بالعمل بسرعة أكبر على تحليل المعلومات، وبالتالي زيادة وقت الإنذار الموجه للمواطنين. ومع ذلك شددوا في قيادة الجبهة الداخلية على ان وقت التحذير سيبقى كما هو 15 ثانية، لكنها سيكون هناك في هذه المرة 15 ثانية فعلا من الوقت الحقيقي منذ لحظة التحذير وحتى سقوط قذائف الهاون.
وأوضح ضابط في قيادة الجبهة الداخلية، أنه «حتى الآن كانت نسبة الكشف عن إطلاق قذائف الهاون منخفضة نسبيًا وكانت هناك قذائف لم ننجح باكتشافها وبسبب الوقت القصير، تعتبر كل ثانية مصيرية للسكان. وتابع «التزمنا حتى الآن بإعطاء المواطنين 15 ثانية، لكننا واجهنا صعوبة في الالتزام بذلك، لأنّ خصائص إطلاق النار لم تسمح بذلك».
وأشار المسؤول إلى أنه سيتم لاحقًا فحص امكانية تركيب الرادارات التكتيكية على الحدود الشمالية، لكن القرار يتعلق باعتبارات مالية.
في السياق ذاته تستكمل قوات الجيش حاليا تطوير صفارة إنذار جديدة لمناطق تجمع الجنود. هذه الصفارة التي تحمل اسم «روتم»، ستحذر القوات العسكرية في الوقت المناسب. ويجري الحديث عن صفارة انذار متنقلة، يمكن نقلها بسهولة من مكان إلى آخر، وعند تشغيلها ستكتشف مكان وجودها وتوفر التحذير المناسب للأجهزة.
وكرر افيغدور ليبرمان وزير الخارجية السابق رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» المعارض دعوته لاجتياح غزة ساخرا من رد حكومة نتنياهو على إطلاق الصارخ من غزة. ووصف قصف المناطق المفتوحة في غزة بـ «دردلة».
في المقابل حذرت رئيسة حزب «ميرتس» المعارض عضو الكنيست زهافا غالئون من مغبة التصعيد وذكرت بأن الاعتماد على القوة فقط فشلت في الصيف الماضي.
على صعيد آخر وغداة دعوته السلطة الفلسطينية للتفاوض على حدود المستوطنات كشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مستهل لقائه بعضو مجلس الشيوخ الأميركي وليام كاسيدي عن سعي الاحتلال لتعزيز القدس. وقال «إننا نضع دوماً أورشليم القدس على رأس سلم أولوياتنا. وقد اعتمدنا في مجلس الوزراء اليوم قراراً ينص على تطبيق خطة أخرى لتعزيزها». كما أكد أنه سيواصل القيام بذلك بالتعاون مع رئيس بلدية الاحتلال نير بَرْكات. وكشف أنه اجتمع به أول من أمس، وأكد له أنه في حال نشوء أي خلافات حول البرامج الحكومية بين وزارة «شؤون أورشليم القدس» ورئيس البلدية «فإنني سأبتّ في الأمر بما يأتي لمصلحة أورشليم القدس».
http://www.alquds.co.uk/?p=348141