- الايطالي كتب:
ان تكون دولة تحت الوصاية مثل الهند وبريطانيا سابقا والمغرب وتونس وفرنسا سابقا ، اي ان القيادة العليا للمستعمر تعين رئيسا تابعا لها لتلك الدولة وتكون تلك الدولة
لها بدون مواجهة عسكرية معها
خطأ. و خطأ كبير. تونس و المغرب كانت تحت الوصاية الفرنسية، أما الجزائر مثلا فلا. الفرق بسيط و لكن كبير. مثلا تونس كانت ذات سيادة سياسية، الملك التونسي الحسيني بيده مقاليد الحكم و هو المتحكم و الآمر و الناهي لكن تفرض عليك فرنسا مقيما عاما له صلاحيات رئيس الوزراء أو وزير الخارجية. و تتدخل في السياسات الخارجية، و تنظم الإقتصاد الذي أنهكته الديون الأوروبية، مقابل توفير الحماية أي أن المملكة التونسية لم تكن تحتاج لتكوين جيش بل كانت تقتصر على بعض الكتائب لحماية الملك و الوزراء و فرق الشرطة مثل الصبائحية ( وهي فرق متكونة من أبناء القبائل الموجودة في تونس و عادة الصبائحي هو فارس قبائلي عربي أو بربي و يهدف لتنظيم التحركات و العلاقات و فرض السلطة على القبائل التي كانت تتمتع بخصائص و إمتيازات قد تسبب رعونة في التواصل مع مركز الحكم) في النهاية فرنسا أرادت حماية مصالحها في تونس و تأمين الحدود مع الجزائر التي كانت مستعمرة فرنسية و لم يكن هناك علم جزائري أو هوية جزائرية بل ولاية تابعة لفرنسا. و هذا هو الفرق بين دولة تحت الحماية و مستعمرة.
للذكر تطلب تأمين مملكة تونس سنتين من القتال المحتدم و معارك ضخمة و هامة بين 1881 و 1883. السبب أن إيطاليا كانت ترفض الهيمنة الفرنسية على تونس نظرا لأن عدد المقيمين الطليان و المالطيين و الصقليين كان عدة مرات أكثر و قد يصل ل 10 أضعاف عدد الفرنسيين المقيمين في تونس، فقامت بتموين كل حركات المقاومة.
و قد وقعت معارك كر و فر بين المقاومة و الجيش الفرنسي بين سنوات 1944 و 1954 أو نحو ذلك و من بين المقاومين نذكر حركة الفلاقة ( المفجرون ) التي بدأت في شمال شرق البلاد لكن إحتدمت و عرفت نجاحا باهرا في الجنوب بسب التضاريس ( الجبال و الصحاري في جنوب و وسط تونس مقابل سهول و هضاب و قواعد فرنسية كبرى في الشمال ) كما عرفت تونس أول حرب كجمهورية مستقلة سنة 1961 حتى 1963 ضد الدولة الفرنسية في ما يعرف بحرب الجلاء و أنتهت بإنتصار عسكري فرنسي و إنتصار سياسي تونسي حيث إنسحب آخر جندي فرنسي في 15 أكتوير 1963.
تحياتي