استخدمت هذه النظارات الغاية في التطور والمثبتة على الخوذة إبان مداهمة ملجأ قائد تنظيم القاعدة
اسامة بن لادن بمدينة "Abbottabad" الباكستانية وادت الى قتله.
نقلت القوات الخاصة التي نفذت عملية بن لادن على متن طوافة "MH-X Silent Hawk".
زود كل فرد من مجموعة القوات الخاصة تلك المؤلفة من ستة افراد بنظارات للرؤية الليلية ذات الاربعة انابيب والمثبتة على الخوذة من نوع "NVG"، حسب قول الكاتب "
Matt Bissonette" الذي اشترك في هذه الغارة والذي يضيف: كان يوما عصيبا.
تتميز الانابيب الجديدة بمجال رؤية يبلغ ١٢٠ْ بدلا من ٤٠ْ للانابيب التقليدية التي كانت الاهداف تبدو ضبابية غير واضحة. ويقول الكاتب في هذا الصدد وفرت انابيب الرؤية تلك للمهاجمين
قدرة غير مسبوقة للرؤية في الظلام الدامس إبان التنقل في المناطق المعادية.
تصنع شركة "L-3 Warrior Systems" نظارات الرؤية الجديدة التي يتم انتاجها في مصنع "Londonderry" في مقاطعة "New Hampshire" ويُقال ان وزارة الدفاع الاميركية
انفقت منذ العام ٢٠١٠ ما يزيد عن ٥،١٢ مليون دولار لتطوير هذه النظارات الفذة. يطرح الكاتب في سياق المقال السؤال: هل ان النظارات التي استخدمت في عملية بن لادن فعلا سرية؟
ذلك لان بعض المسؤولين حققوا معه في هذا الامر واتهموه بافشاء اسرار عسكرية.
فانبرى بعض الخبراء منهم
"Marcus Weisgerber" و
"Patrick Tucker" للتأكيد ان هذا غير صحيح.
يذكر ان
"Matt Bissonnette" سبق واتُهم اثر نشر كتابه عن عملية اجتياح ملجأ
"Bin Laden" بافشاء اسرار عسكرية وخصوصا في ما يتعلق باستخدام النظارات الجديدة للرؤية الليلية ذات الانابيب الاربعة ومجال الرؤية الواسع.
وفي ما يتعلق بسرية الموضوع من عدمه، يؤكد الخبراء عدم سريته فنظارات شركة
"L-3 Ground Panoramic N.V.G" تعرض للبيع في كل انحاء العالم على الانترنت.
وضع قسم
"L-3 Communications" في نيويورك على لائحة منتجات الشركة النظارات الجديدة تحت اسم
"GPNVG-18" على العنوان الالكتروني للشركة بنهاية العام ٢٠١٢. فأين السرية؟
يمكن لاي كان شراء هذه النظارات عبر الاتصال بالعنوان الالكتروني لمواقع ال
"eBay" و"Amazon" وغيرها
بسعر يبدأ من ٣٥٠٠٠ دولار.
قلَّدت
الصين هذه النظارات بدقة متناهية وبالتالي فهي غير صالحة للاستخدام العسكري فأين السرية؟
اخيرا يخلص الخبراء الى ان النظارات الجديدة من شركة
"L-3" لم تعد بأي حال سرية في مضمونها. تطور نظم الرؤية الليلية ومستقبلها منذ الحرب العالمية الثانية
"World War II" اعتبرت القدرة على الرؤية ليلا من خلال العدسات ميزة عسكرية لا يمكن اهمالها وحينها بدأ
السباق بين المانيا والولايات المتحدة الاميركية مضنيا في هذا المجال. ادى هذا السباق الى انتاج الولايات المتحدة ما عرف آنذاك بجهاز
"Sniperscope" العامل بالاشعة تحت الحمراء والذي اذا ما ثبتت على البندقية
يستطيع القناص تمييز الهدف على بعد ١٠٠ يارد. يولد ال
Sniperscope حزمة من الاشعة تحت الحمراء تضرب الهدف وتنعكس عليه لترتد الى ال جهاز ال
"Smpersepe" المثبت على البندقية. هذا، ولا ترى العين المجردة هذه الاشعة بل يرى القناص الاهداف باللون الرمادي.
ولعشرات السنين بعد الحرب حرصت
وكالة الدفاع الاميركية لمشاريع الابحاث المتقدمة "DARPA"، على المضي في تطوير هذه التكنولوجيا.
ابان حرب فيتنام استثمر العسكريون في الاستثمار في نظم هامدة للرؤية ليلا فهي اقل حجما وادخص سعرا من سابقاتها و
تعمل بمفهوم التقاط الضوء الخافت جدا وتضخيمه من خلال تكثيف هذا الضوء. يذكر ان في الطبيعة الكثير من الحيوانات التي ترى الاشياء
عن طريق تكثيف الضوء الخافت وهذا يعكس رؤية الاشياء في ضوء النهار من خلال انعكاس ا لضوء المرئي عليها كما هي الحال في البشر ومعشر الهررة من ابرز امثلة الحيوانات الثديية التي ترى في الظلام طبقا لمفهوم
"Tapetum Lucidum".
ان نظارات الرؤية ليلا مثل "L-3 GPNVG-18" تعمل حسب المفهوم التالي: هي لا تطلق اشعة تحت حمراء نحو الهدف ثم تلتقط الاشعة المنعكسة من على سطحه، ولكنها
تستخدم انابيب خاصة مفرغة من الهواء ومبرشمة تعرف علميا ب أنابيب تكثيف الصورة (Image Intensifier Tubes) وذلك من خلال عدسات خاصة تتلاءم مع درجة الاضاءة السائدة تماما كعمل عين الهر. وتتميز نظارات
"L-3 GPNVG-18" الجديدة بأنها تحتوي على اربعة انابيب لتكثيف الصورة موفرة صورة بانورامية امام ناظري المقاتل.
وفي المحصلة يرى الجندي الاهداف في مجال رؤية غير مسبوق يصل الى ٩٧ ْ. الى ذلك، فالتطوير مستمر لنظارات الرؤية الليلية على قدم وساق، وطبقا لبرنامج
"DARPA AWARE" تم تطوير في العام الماضي كاميرا حرارية غاية في الحساسية للضوء، فهي تستطيع اخذ صور لاهداف في ضوء خافت للغاية لا تزيد شدته عن ٥ ميكرون اي نصف حجم الضوء المكشف في اكثر الحالات ظلمة واشدها. في ربيع العام الماضي عرضت وكالة
"DARPA Microsystem Technology Office" شريحة ذكية ضمن هاتف نقال بمدى وضوح للصورة يتجاوز "640 x 480 pixels" ولا يزيد ثمنها ٥٠٠ دولار اميركي. ولكن العسكريين لا يكتفوا بتلك الإنجازات ويقولون ان ما لديهم من وسائل رؤية ليلية اساسية لكن تخطاها الزمن.
بنهاية العام الماضي استدرجت وكالة
"DARPA" عروضا لباحثين بهدف تطوير نظارات للرؤية ليلا اكثر تقدما وفعالية تحل محل الأجهزة المستخدمة حاليا.
وقد حددت
"DARPA" مطلبها لجهة تطوير تكنولوجيا
لانتاج شاشات عرض لرؤية الاهداف في الظلام الدامس والرأس مرفوعة، على ان تعمل هذه النظم بنطاق ترددي عريض، خفيفة الوزن لاستخدام جنود المشاة، وان تكون بالاضافة حساسة للضوء الاكثر خفوتا، قوية الاحتمال وتصلح لجميع انواع الرؤية. يمكن تلخيص مطلب العسكريين كما يلي:
- نظارات ليلية خفيفة جدا، تنتقل من العمل بالاشعة تحت الحمراء الى العمل في ضوء النهار آليا.
- توفر للمستخدم معطيات وتجمع معلومات دون ان تعيق نظره.
- ينبغي ان يعمل الجهاز ٢٤ ساعة دون الحاجة الى اعادة تزويده بالطاقة.
- لا يزيد سعره عن ٥٠٠٠ دولار اميركي.
وفي مرحلة اكثر تطورا، قد تصبح اجهزة الرؤية ليلا مجرد عدسات لاصقة خاصة. وقد بلور فعلا هذا الاتجاه باحثان من جامعة "Michigan"، طورا مستشعر رفيع من مادة الكربون "Graphene". ويؤكد الباحثان ان تطويع تلك المادة لاستخدامها في العدسات اللاصقة يتطلب عدة سنوات مقبلة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر
http://www.arabdefencejournal.com/newdesign/article.php?categoryID=5&articleID=2257