تابع أصحاب القرار في الجزائر الهجوم الارهابي الجبان على القاعدة الغازية بـ”تيغنتورين” على المباشر، لحظات فقط من تنفيذه، وتمكنوا بمعية قيادات الجيش من مراقبة تحركات الإرهابيين المنتمين إلى كتيبة ”الموقعون بالدماء” لزعيمها بلعور، ووقفوا على الجريمة الإرهابية مثلما قام بذلك الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي تابع على المباشر عملية تصفية أسامة بن لادن.
كشف مصدر أمني مقرب من المركز الوطني لصور الأقمار الصناعية التابع للجيش الوطني الشعبي لـ”الفجر”، أن الهجوم الإرهابي على قاعدة ”تيغنتورين” وعملية احتجاز الرهائن من قبل المجموعة الإرهابية التابعة لـ”لموقعين بالدماء”، كانت تتابع مباشرة من طرف المسؤولين السامين في الدولة من السلطات المدنية والجيش. وحسب نفس المصدر، فإنه وبمجرد تنفيذ الاعتداء، باشرت أعلى السلطات ترصد تحرك المجموعة الإرهابية، انطلاقا من صور ملتقطة مباشرة عن طريق الساتيليت الجزائري ”ألسات- 2أ”، وذلك لأخذ كل التدابير اللازمة لمواجهة المجموعة المسلحة، وحماية المحتجزين الذين تجاوز عددهم الألف. وقال المصدر ”كنا نترصد كل خطوات الإرهابيين عن طريق الصور المستمرة وغير المتقطعة التي كانت تأتينا من القمر الصناعي الجزائري (ألسات- 2أ)، وكنا نرسل باستمرار هذه الصور في الوقت والزمن الفعلي لأعلى السلطات في البلاد، حفاظا على سلامة المحتجزين ولمعرفة عدد الإرهابيين”، مضيف أن ”عملية تيغنتورين تعتبر الأولى التي تابعها الجيش الجزائري مباشرة عن طريق الساتيليت”.
وقدم المصدر جملة من الشروحات حول كيفية تصفية الإرهابيين، وتمكين عدد كبير من المحتجزين من الفرار وتحرير عدة أجانب آخرين، خلال عملية الهجوم على المجموعة الإرهابية من طرف القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي، موضحا أن عملية تحرير المحتجزين كانت جد إيجابية، والفضل يعود حسبه إلى تحكم القوات الخاصة في العملية التي كان من الممكن أن تكون ”انتحارية ” لولا الصور التي كانت تأتي مباشرة من القمر الجزائري، حيث وبفضلها ألمت القوات العسكرية بكل صغيرة وكبيرة بالموقع الغازي، وعرفت جيدا الموقع الذي كانت تسيطر عليه الجماعة الإرهابية، وتمكنت من معرفة عدد الإرهابيين الذين انقسموا إلى عدة مجموعات مع الرهائن، في محاولة منهم لخلط كل أوراق الأجهزة الأمنية، ومن خلال هذه المعرفة الجيدة لمواقع الإرهابيين عن طريق صور القمر، اتخذت أعلى السلطات في البلاد قرار الهجوم على الإرهابيين، وكانت النتيجة أكثر من إيجابية، إذ تم خلال بضعة ساعات فقط من انطلاق الهجوم على المجموعة الإرهابية، القضاء على جميع الإرهابيين وتحرير عدد هائل من المحتجزين.
عملية الترصد للجماعة الإرهابية عن طريق القمر الجزائري، والتي كانت تحتجز المئات من الرهائن، هي شبيهة بالعملية التي قامت بها القوات الخاصة الأمريكية لتصفية زعيم القاعدة السعودي أسامة بن لادن، في 2 ماي 2011، بباكستان، والتي كان يتابعها مباشرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مع كل مسؤولي البيت الأبيض وكبار مسؤولي البنتاغون، بمن فيهم وزير العدل الأمريكي إريك هولدر.
من جهة أخرى، أضاف المصدر ذاته أن القمر الصناعي الجزائري يستعمل حاليا لمراقبة كل حدود البلاد، حيث تم بفضله التصدي لعدة محاولات دخول مجموعات إرهابية للتراب الوطني، كما ساعد هذا القمر على تصفية عدد لا بأس به من الإرهابيين التابعين لعدة تنظيمات إرهابية، بما فيها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التوحيد والجهاد والموقعون بالدماء التابعين للإرهابي الخطير مختار بلمختار، كما يرجع الفضل للقمر الاصطناعي الجزائري أخذ كل صور العمليات الانتحارية التي استهدفت مجموعة الدرك الوطني في كل من تمنراست وورڤلة، كما تم من خلال ”ألسات- 2أ” محاربة عدة شبكات تتاجر بالأسلحة والمخدرات القادمة من مالي، تونس، المغرب، النيجر وليبيا.
http://www.al-fadjr.com/ar/national/249231.html