الجزائر تحذّر من “حروب طائفية” بين الدول العربية
بوتفليقة يؤكد لمبعوث الرئيس الإيراني معارضته زرع “بؤر مذهبية”
حذّر رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة من “مؤامرات تحاك لتأجيج الحروب الطائفية والمذهبية بين الدول العربية والإسلامية”، وأكد بوتفليقة خلال استقباله مبعوث الرئيس الايراني حسن روحاني حرص الجزائر على معارضتها “زرع بؤر مذهبية في المنطقة” ورفض “التدخل الأجنبي في شؤون الدول الأخرى” حسب مضمون تصريحاته التي نقلتها أمس وكالة فارس للأنباء. وبدا بوتفليقة متفاعلا مع الاضطرابات الأمنية الخطيرة التي يمر بها العالم العربي وشدّد على أن “الدبلوماسية الجزائرية لن تدّخر جهدا لحل النزاعات المسلحة عن طريق التفاوض والحوار السياسي بين الأطراف المتناحرة” واتهم أطرافا لم يسمّها بالعمل على “إثارة الفتنة وإشعال الحروب لإراقة الدماء وزعزعة الاستقرار خدمة لأجندات أجنبية” في إشارة إلى ثورات الربيع العربي وما تبعها من موجة عنف وإرهاب انخرطت فيه تنظيمات عالمية متطرفة وقوى إقليمية ودولية. ووصف الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، العلاقات السياسية بين إيران والجزائر بأنها جيدة ومتينة، معلنا استعداد الحكومة الجزائرية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأكد بوتفليقة “حرصه على ضم جهوده إلى جهود الرئيس الإيراني حسن روحاني لترقية وتعزيز العلاقات الثنائية خدمة لمصالح البلدين”. وذكرت وكالة “فارس للأنباء” أن “بوتفليقة ظهر منشغلا بالأنباء السيئة القادمة من بورصات وأسواق النفط، حيث شكر نظيره الإيراني حسن روحاني للدعوة الموجهة إليه للمشاركة في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز في طهران في شهر ديسمبر القادم” وقال إن “الجزائر ستشارك في المنتدى بأعلى المستويات”. وخلال استقباله وزير الطاقة الإيراني حميد جيت جيان، أشار الرئيس الى انخفاض أسعار النفط وتداعياته الاقتصادية وقال إن على البلدين مواصلة وتعزيز تعاونهما ومشاوراتهما بهذا الصدد. وحول تطورات المنطقة، أكد على “ضرورة وقف العنف والنزاعات والحيلولة دون إراقة الدماء لإرساء ظروف السلام والاستقرار بالمنطقة. واعتبر بوتقليقة تأجيج الحروب الطائفية والمذهبية، مؤامرة لضرب الأمن في الدول، مؤكدا موقف الجزائر في معارضة أي تدخلات أجنبية في شؤون الدول الأخرى. من جانبه استعرض وزير الطاقة الإيراني خلال اللقاء مواقف الجمهورية الإسلامية الايرانية تجاه القضايا الاقليمية والدولية، معلنا استعداد طهران لمواصلة المشاورات حول أسعار النفط. وأشار الى عدم نمو العلاقات الاقتصادية بين البلدين مقارنة مع المستوى الجيد للعلاقات السياسية بينهما، داعيا الى حل المشاكل التنفيذية في تنمية العلاقات الاقتصادية الثنائية ودعم المزيد من حضور الشركات الإيرانية في الجزائر. وشرح جيت جيان خلال اللقاء مع نظيره الجزائري الطاقات والتطورات والاكتفاء الذاتي الذي حققته إيران في مجال الكهرباء معلنا استعداد وزارته للتعاون المشترك والاستفادة من الطاقات الكامنة للطرفين ونقل التجارب والخبرات. وشهدت السنة الحالية زيادة عدد الزيارات لمبعوثي رئيسي البلدين والتشاور حول القضايا الأمنية الكبرى في المنطقة وكذا زيارات الوفود الاقتصادية مع زيارة مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية الإيرانية برئاسة غلام مصباحي للجزائر، وزيارة وفد عن غرفة التجارة والصناعة الجزائـــرية إلى إيران، كما تم إنشاء بمقتضى اجتماع اللجنة المشتركة التي أقيمت في طهران في 2010 صندوق مشتــــرك للاستثمار بـ 100 مليون دولار والاتفاق على تجسيد مشاريع، منها إقامة شركة مختلطة في مجال النقل البحري.
البلاد