أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 33المهنة : اميرال قائد الاسطول المزاج : متعكرالتسجيل : 04/06/2015عدد المساهمات : 2214معدل النشاط : 2653التقييم : 47الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: الصحافة الجزائرية ترافق الكوماندوز كتائب القسام الثلاثاء 21 يوليو 2015 - 9:37
"الخبر"ترافق المقاومة إلى التماس مع الاحتلال
ليلة في أنفاق غزة
بخفة ظلٍ وحذر، يتنقّل الملثّمون من نقطة لأخرى، بين الأشجار، فوق الأرض أو تحتها، بصماتهم ما تزال في الميدان، وعيونهم شاخصة نحو أرضهم المحتلة، على خطوط التماس ومن مسافة الصفر، ”الخبر” التقت بمقاتلي نخبة القسام في نقطة رباط.
بعد عامٍ من العدوان على غزة بداية من 08 جويلية والذي امتد 51 يوما، يعود مقاتلو كتائب القسام بذاكرتهم لتلك الأيام التي شهدت أشرس المعارك البطولية بين أفراد النخبة وجنود الاحتلال، ويقضون ليلهم بين الأشجار على بعد بضع مئاتٍ من الأمتار مع مواقع الاحتلال العسكرية.
ورتّب رجال المقاومة زيارة ”الخبر” إلى المناطق الحساسة على خطوط التماس مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بحيطة وحذر وتكتم وتمويه، وتم تغميض عيني عند الاقتراب من المراكز الحساسة، خاصة في الأنفاق، لكنهم اشترطوا عليّ عدم التصوير.
لم يكن أحد هؤلاء المقاتلين الملثّمين يتوقع أن يهلّ عليه هلال رمضان وهو على قيد الحياة، وبعد عامٍ على المواجهة المباشرة مع جنود الاحتلال، التقت ”الخبر” مجاهدي القسام وسألتهم عن رمضانهم الأول بعد معركة ”العصف المأكول”؟
يُحضر كل مقاتلٍ ما توفّر من منزله لتناول وجبات السحور والإفطار مع بقية رفاقه، ويعلمون أنها لحظات أجرٍ عظيمة تخليهم عن لذة الحياة وأجواء رمضان برفقة أهلهم وزوجاتهم، كما يقول أبو صهيب أحد مقاتلي النخبة القسامية. ويروي أبو مالك تفاصيل الأيام الأخيرة للحرب، ويقول إن والدته كانت تنتظر وصوله البيت في كل لحظة منذ الحديث عن وقفٍ لإطلاق النار، فمع كل إعلانٍ عن شهيد تستمع بحذر خشية أن يكون نجلها أحدهم.
الإعداد الجسدي والمادي لمقاتلي القسام لم يكن بعيدًا عن إعدادهم المعنوي، وتهيئة عائلاتهم لأي مفاجآت في أيّ مواجهة مقبلة مع الاحتلال، ويعبّر أبو مالك عن قوة عزيمته ورفاقه المقاتلين في انتظارهم للحظات مواجهة الاحتلال، وعودتهم لميدان المقاومة مجددًا في رمضان الحالي، يثبت أن المقاومة بغزة لديها رجال أشداء.
أبو عبيدة مقاتل في وحدة النخبة القسامية، يقول إن ذويهم وأمهاتهم وزوجاتهم، لم يفكروا للحظة واحدة في ثنيهم عن المضي قدما في طريق الرباط والمقاومة، وإن كانت النتيجة المتوقعة بدخول ابنهم المنزل محمولًا على الأكتاف في الحرب أو ميدان الإعداد والتدريب.
”ما إن أصِل المنزل حتى تلتقفني والدتي بالأحضان والقُبل، ولعا واشتياقًا لنجلها المقاوم بعد مرور ساعات رباطه في ميدان المقاومة”، يضيف أبو عبيدة ”ولا يوصف حينها مدى الحب والدفء الذي أضفته أمي رغم الإرهاق”.
وبرفقة المقاتلين، وعلى مسافة قريبة جدا، تلمح رأي العين مواقع الاحتلال العسكرية فوق أراضينا المحتلة، وتسكن الطمأنينة قلوب المجاهدين في مواقع رباطهم، حيث يقول أبو عبيدة إنهم يضعون ”رضا الله والوالدين، ثم تحرير البلاد والعباد نصب أعينهم مع كل لحظة رباط”. وخلال الحرب في رمضان الماضي، لم يلتق المقاومون بذويهم على موائد الطعام ولا ولائم الإفطار، فبضع تمرات كانت تسد حاجة القسامي ليكمل مسيرة عمله الميداني.
ولا يغيب ذكر الوالدين والإخوة والزوجة والأبناء عن لسان مقاتلي القسام، كما يقول أحدهم إن ”لحظات فراقهم صعبة، لكن الهدف الأسمى الذي يعملون لأجله يخفّف عنهم الاشتياق وحب المكوث بينهم”.
«نتسابق إلى الموت في سبيل الله، وكلنا اشتياق للقاء العدو وقتله”، بهذه الكلمات يختزل مقاومٌ آخر من أبناء النخبة القسامية حديثه عن أمنياتهم. هم هكذا في رمضانهم الأول بعد الحرب.
وفي موقع آخر من مواقع المقاومة، زارت ”الخبر” موقعا لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حيث انتقل بنا مقاومو القسام من نقاط رباطهم إلى كمين أعدّه الشهيدين باسل الأغا وفادي أبو عودة، حيث خرج الاستشهاديَيْن من فوهة النفق واعتلوا آلية عسكرية للاحتلال، قاموا بتفخيخها بالمتفجرات وتدميرها كليًا.
بخطى واثقة وبإصرار كبير على مجابهة العدو وفي نقطة رباط عسكرية لا يبتعد سوى أمتار قليلة عن المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وضع هؤلاء المقاومين أرواحهم على أكفهم وأيديهم لا زالت على الزناد، فالمرابطون رغم الهدوء الحذر لم يبرحوا كمائنهم وأماكنهم.
المقاومون في وحدات سرايا القدس شاركوا مع الفصائل الفلسطينية في الحرب لكن مهمتهم لم تنته، فوحدات القنص والدروع ما زالت تنتظر الإشارة، وأما الصواريخ وعلى اختلافها فهي جاهزة في مرابضها.
يقول أحد مقاوميها: ”أي حرب قادمة على قطاع غزة سنحاربهم بالأقوى، المقاومة في جعبتها الكثير”. ويقول مقاوم آخر: ”الله أكرمنا في أرض الرباط في أرض فلسطين وفي شهر رمضان الكريم نحن موجودون على الحدود مع العدو، فنحن لسنا نائمين وعلى أتم الاستعداد لأي عدوان على قطاع غزة”.
وصفهم عدوهم بأنهم أشباح الليل ووصفهم أبناء شعبهم بأنهم ”الناصرين”، أما هم فقد وصفوا أنفسهم بخط الدفاع الأول، وفي نقطة الرباط العسكرية هذه تبقى المسميات والصورة أكثر وضوحا، أن المقاومة الفلسطينية ما زالت بقوتها وعافيتها.