اربعة شباب من طلبة الجامعات تبلورت في اذهانهم فكرة تأسيس ملتقى ابداعي يعنى بالذائقة الادبية والفنية والانسانية بعد زوال الاسباب التي كانت تقيد الحركة الثقافية بانماطها واتجاهاتها في ميسان لتعيد لهذه المحافظة العريقة رونقها الحضاري والجمالي لتكون نقطة ضوء مشعة في عتمة الظروف السائدة .

بداية الفكرة

تحدث الشاب حيدر النوري عن فكرة "الرصيف المعرفي" وكيفية تبلورها واخراجها الى حيز التنفيذ العملي ، قبل هذا المشروع كانت هناك افكار وبرامج آنية تستهدف فئات معينة واصطدمت بالحاجز المادي، وبالتالي كان الاتجاه نحو التفكيرالمنطقي بتأسيس ملتقى معرفي ابداعي شامل يجمع الثقافة والفنون بعدما تهيأت الظروف المناسبة لترجمة ما في الاذهان الى واقع حسي ملموس ، و كل من يأتي "للرصيف" هو صاحب الفكرة، ولأن هناك حاجة للشباب لمثل هذا الرصيف بسبب الكم الهائل من الطاقة الوجودية التي هي اذا لم تجد لها منفذاً يساعدها على العمل والحركة والتنظيم، ستصاب حتما بالركود الذي هو بلون الموت، بالانشغال بأشياء مرحلية ليست ذات اهمية بقدر ما هي تلحق ضررا وإقصاء، فالشباب ينقسم إلى مشتغل في  المعرفيات  اومتابع لها لانشغاله بظروف العمل وغيرها، "فهو نافذة واسهام في الحراك الثقافي ، تغمرني السعادة حين يقول لي طفل حضر في فعالية المرسم الحر، لماذا لايكون الرصيف يوميا ؟او حين ارى المرأة تتجول في اروقته الجمالية.

 وشهد الرصيف معارض للكتاب وعرض لوحات فنية ومشاهد مسرحية شبابية نال استحسان الحاضرين وعزفا موسيقيا والجدار الحر،وينأى الرصيف عن اية فعاليات بعيدة الجمال والادب ويرفض الاساليب التهجمية او التسويق لافكار معينة.

الافتتاح

عن يوم الافتتاح يقول النوري قبل ذلك جرى التنسيق مع أصحاب المكتبات والرسامين والمصورين الفوتوغرافيين والممثلين المسرحيين والمختصين بالسينما.وسعينا لجمع المبلغ الذي نحتاجه بطريقة التبرع وتوجيه الدعوات.

وفي يوم الجمعة الموافق 21/ 3من العام الجاري بدأ الرصيف بالتوهج،  كانت خواطرنا ممزوجة بالقلق المشروع في خوض التجربة الجديدة  حتى جاءت تلويحات النجاح وهدأت النفوس وفكرنا بادامته نحو الافضل, و كان معرض الكتاب مشتركا بين مكتبة التفكر  والصادق، و عرضا مسرحيا لفرقة شباب المستقبل و المعرض الفوتوغرافي لرابطة الفن وآخر تشكيليا للرسامة صبا طه، وثالث لرسومات ورقية للرسام حيدر طه، و العزف الموسيقي للعازفين أبا ذر كارول وعمار الطائي.

اعمام الفكرة

ويتابع، نحن الان بصدد اعمام فكرة"الرصيف "في الاقضية والنواحي بالتنسيق مع الشباب الواعي هناك لانضاج بذرات  معرفية 

وفرصة للمشاركة وتلاقح الافكار بما 

يسهم بازدهارها في المجالات كافة 

مشيرا،الى ان الدعم الحكومي اقتصر 

على الموافقات الرسمية لتاسيس الملتقى اما الاسناد الحقيقي الذي نفخر به جاء من الجمهورالزائر وتماهيه في الفعاليات ولا نتدخل في أي عمل يقام في الرصيف شريطة ان يكون العمل 

خاصاً بالثقافة والفن، اما السياسات المعتمدة هي الترحيب وتوفير المتطلبات التي يحتاجها صاحب الفعالية، وقبل وقت الإفتتاح نقوم بإعداد ما يمكن ان نعده من الفعاليات  ،المستقبل ذلك المجهول المولد للقلق الفكري والملهم للنفس الإبداعية، دعه هو يأتي كما يحلو له، وهو يجيب على هذا السؤال 

الجميل.

 عشق الجمال 

الرصيف المعرفي ليس حكراً لأحد فهو منفتح  على كل عمل جمالي وابداعي، وما نحن إلا أصدقاء لصاحبه نسانده وندعمه بما يحتاج من دون التدخل في خصوصيات عمله، عليناأن نقف بجنب من يعشق الجمال إن أراد منا ذلك و كنا قادرين على فعله، فالرصيف هو ملك لكل من يزوره ولكل من يعمل به بجدية.

وختم حيدر حديثه بالقول. نتمنى من أصحاب المكتبات في ميسان الحضور بقوة لتوسيع معرض الكتاب، و من المعنيين بالشؤون الثقافية والفنية الحضور والمشاركة الفاعلة في فعاليات وانشطة الرصيف خدمة للثقافة العراقية بشكل عام والميسانية على وجه الخصوص.

المصدر