تسير القوات المسلحة بخطوات ثابتة نحو التطوير والتحديث وامتلاك أحدث نظم التسليح فى العالم بما يمكنها من حماية ركائز الأمن القومى المصرى داخلياً وخارجيا، والمشاركة الفعالة فى دعم مقومات التنمية الشاملة للدولة فى كافة ربوع مصر.
وقد شهدت الأشهر القليلة الماضية انضمام قطع حربية حديثة إلى الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة والتى تمثل ثمرة مجهودات كبيرة وصفقات مهمة ما كانت لتتم لولا أن هناك ارادة سياسية تعمل بشكل دؤوب وسريع لمواجهة التهديدات التى تواجه مصر والمنطقة، وتقف أمام تنامى قوى الإرهاب، ومنذ اليوم الأول لتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى قيادة الوطن وهو يحرص على تحقيق هذا الهدف من خلال تسليح الجيش المصرى بأفضل الأسلحة المتطورة فى العالم.
وحول أهمية تنفيذ صفقات الأسلحة الأخيرة وتطوير الأنظمة الدفاعية والهجومية يقول اللواء محمد الغبارى الخبير العسكرى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق إن تنويع مصادر السلاح كان أحد أهم مبادئ ثورة يوليو 1952 وكان الهدف منه هو أن يكون الجيش قويا وغير تابع لأى قوى دولية بعينها، وقد حاولت الولايات المتحدة الوقوف أمام طموحات القوات المسلحة المصرية فى تحديث أسلحتها بعد انتصارنا فى حرب اكتوبر 73 ولم تنجح فى ذلك، ثم تكرر مسعاها بعد ثورة 30 يونيو 2013 عندما أوقفت المعونة العسكرية، وبدلا من أن ترضخ مصر الى الإرادة الأمريكية اتجهت الى أسواق جديدة للتسليح وتحقيق توازن القوة فى المنطقة بعد أن انهارت كل الجيوش العربية فى حروب طائفية ومذهبية أججتها الولايات المتحدة نفسها بغرض تقسيم المنطقة ونهب ثرواتها، فاتجهت مصر الى فرنسا وألمانيا وروسيا لتتزود بأحدث ما وصلت له التكنولوجيا الحديث، بينما كانت تراهن الولايات المتحدة على فشل مصر فى تنفيذ هذه الصفقات.
ويتابع الغبارى: فكانت المفاجأة أن تنجز مصر صفقاتها فى زمن قياسى بدءا من تسلم صفقة الصواريخ الروسية طراز إس – 300 بى إم، المضادة للصواريخ الباليستية والمعروفة أيضا باسم أنتاى – 2500 التى تمت فى نوفمبر الماضى، وهى الصفقة التى أحدثت نقلة نوعية فى مستوى تسليح الجيش المصرى، وساهمت فى جعله قادراً على السيطرة على النطاق الجوى لمسافات بعيدة، وساهمت أيضا فى تحقيق التوازن العسكرى فى المنطقة، مرورا بصفقة الطائرات المقاتلة الفرنسية طراز رافال التى تسلمت مصر 3 منها من أصل 24 طائرة جار تسليمها، والفرقاطة الشبحية «تحيا مصر» من طراز فريم التى تمثل قمة التكنولوجيا البحرية، والقطع الحربية البحرية الجديدة عبارة عن لانشات صواريخ متطورة، وكذا صفقات أخرى تم تنفيذها فى سلاح المدرعات والدفاع الجوى، وكان تسليم الولايات المتحدة باقى المعونة العسكرية المتأخرة لمصر وهى عبارة عن 8 مقاتلات من طراز f16 انتصارا مصريا كبيرا، لإن هذه الطائرات تمثل حق أصيل لمصر منصوص عليه فى اتفاقية كامب ديفد وتقوم مصر فى مقابله بتقديم خدمات عديدة للولايات المتحدة تفوق قيمتها قيمة تلك المعونات العسكرية.
ووصف خبراء عسكريون الخطوات التى يقوم بها الجيش فى سبيل تطوير وتحديث منظومة التسليح بأنها قفزة تكنولوجية كبيرة أدت الى عودة مصر الى دورها الإقليمى بقوة وكسرت احتكار السلاح الأمريكى، وأكدوا أن الظروف التى تمر بها مصر والمنطقة كانت تحتم على مصر أن تدخل الى منظومتها الأسلحة الهجومية القتالية بعد أن كانت تقتصر على الأنظمة الدفاعية فقط، وذلك لتمكينها من مواجهة الارهاب وليس لمهاجمة أحد.
تحديث البحرية
فى إطار برنامج تحديث القوات البحرية المصرية، وضعت مصر خطة شاملة لاقتناء القطع البحرية الحديثة لإبدال وإحلال القطع القديمة الموجودة فى الخدمة، لتمكنا من أداء دورها فى مواجهة التهديدات القادمة من البحر و حرصا على رفع كفاءة القوات البحرية المنوط بها حماية سواحل مصر الممتدة لمئات الكيلومترات،.
وتنفيذا لتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة فقد فتحت القوات البحرية أكثر من نافذة لاقتناء القطع البحرية الحديثة سواء فرنسا أو الولات المتحدة أو المانيا أو هولندا أو إيطاليا أو الصين، لضمان الحصول على قطع متوافقة مع المواصفات المطلوبة.
ومن امثلة الصفقات المهمة، نجحت القوات البحرية خلال الشهور الماضية فى خطف صفقة لصالح شركة DCNS الفرنسية رائدة الصناعات البحرية فى فرنسا لاقتناء كورفيتات جاويند الشبحية المتطورة مع الحصول على حق بنائها فى احواض ترسانة الاسكندرية البحرية والشركة المصرية لبناء واصلاح السفن التابعة للقوات البحرية وكذلك الصفقة الهامة مع المانيا لاقتناء 4 غواصات هجومية متطورة فئة «تايب 209»، وغيرها من العقود المهمة.
صفقات فى الطريق
بعد أيام قليلة على شراء مصر 24 طائرة «رافال»، والفرقاطة الشبحية «تحيا مصر»من فرنسا ضمن أكبر صفقة عسكرية منذ عدة سنوات بلغت 5.2 مليار يورو، أعلنت وكالات الأنباء الروسية عن اقتراب إتمام سلسة من الصفقات العسكرية بين القاهرة وموسكو.
وتضم الصفقة الروسية - بحسب الوكالة - طائرات «مج 35»، و»مج 29 إم»، و»سو 30 كا» أحدث إصدارت «سوخوى Mi-35M»، إضافة إلى أنظمة صواريخ مضادة للطائرات طراز S-300VM، وتور 2ME، فضلا عن الصواريخ المضادة للسفن الساحلية «النقالة باستيون»، بجانب الصواريخ المضادة للدبابات «كورنيت»ومروحيات نقل الجنود من طراز Mi-17.
وتعد صواريخ «إس 300» واحدة من أحدث منظومات الدفاع الجوى الصاروخية بعيدة المدى «أرض – جو»، تتصدى للطائرات القتالية، والصواريخ الهجومية طويلة المدى، كما جرى تطويرها لصد هجمات الصواريخ الباليستية، ومن مسافات بعيدة.
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/417828.aspx