اختُتمت قبل عدة أيام ( 12 سبتمبر/ أيلول الجاري) في مدينة نيجني تاغيل بمنطقة الأورال، فعاليات معرض "Russia Arms Expo RAE-2015 " الدولي العاشر للأسلحة والمعدات العسكرية والذخائر. يقام هذا المعرض مرة كل عامين، ويدخل في عداد أهم المعارض المتخصصة في العالم، ويُعدُّ مكاناً لبحث القضايا العسكرية الهامة في المجمّع الصناعي العسكري ولإجراء مباحثات ما بين المصدرّين والمستوردين. بالإضافة إلى كونه صالة عرض للمعدات العسكرية الروسية، حيث يمكن مشاهدتها على " أرض الواقع " في حقل " ستاراتل". وتميّز معرض "Russia Arms Expo RAE-2015 " في هذا العام بعدد كبير من المنتجات الجديدة، وببرنامج تجاري واسع، وبوفود أجنبية كثيرة على الرغم من العقوبات المفروضة على روسيا.
1. معرض" Russia Arms Expo RAE-2015 " للأسلحة والمعدات العسكرية والذخائر ـ 2015": رقم قياسي بعدد الزوار
استطاع معرض " Russia Arms Expo RAE-2015"، مثله مثل معرض طيران " ماكس ـ 2015 الذي نُظّم في شهر أغسطس/ آب الماضي، أن يحقق أرقاماً قياسية من حيث عدد الزوار. وبحسب بيانات منظمي هذا المعرض، فقد بلغ عدد زواره في اليوم الأول من افتتاحه فقط أكثر من ثمانية آلاف شخص من 65 بلداً من بلدان العالم، بما في ذلك بلدان مثل تركيا وكوريا الجنوبية وفرنسا والأردن. بينما كان معرض " Russia Arms Expo RAE-2013" أكثر تواضعاً، حيث زاره 20943 شخصاً من 40 بلداً.
2. تعويض المستوردات، ولكن ضد العزلة
تركز الموضوع الرئيس للبرنامج التجاري لمعرض " Russia Arms Expo RAE-2015 " على مناقشة وضع المجمع الصناعي العسكري الروسي في ظروف العقوبات المفروضة على روسيا. وبحسب قول الخبراء، فإن العقوبات حفزت الصناعة الدفاعية في روسيا، كما أن برنامج تعويض المستوردات يسير بوتائر متسارعة.
ولكن المشاركين في النقاش يرون أنه لا يجدر بروسيا أن تنغلق فقط على تعويض المستوردات، بل من الضروري أيضاً تشجيع بلدان جنوب آسيا على التعاون من أجل تقليص تكاليف إنتاج التقنيات وزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.
3. تزايد الاهتمام بالآليات المدرعة الروسية
هذا ما تؤكده مباحثات الجانب الروسي مع الوفود الأجنبية. وبحسب قول ممثل شركة " أوفاز" الروسية، فقد تم توقيع عقد مع إحدى الشركات الهندية لتصدير قطع غيار لدبابات " تي ـ 72"، أما شركة "كورغان ماشين زافود" فتُجري مباحثات بشأن المشاركة في برنامج تحديث عربات " بي أم بي ـ 2" في الجيش الهندي
وبالإضافة إلى ذلك، فقد أبدى عدد من دول الشرق الأوسط اهتمامه أيضاً بشراء مجموعات تحديث لدبابات " تي ـ 72" التي يمكن تحويلها إلى عربة قتالية لدعم دبابات " بي أن بي تي ـ 72" ـ " تي ـ 72" الموجودة في تسليح جيوش كل من العراق وإيران وسوريا واليمن
4. أحدث التصميمات: بدءاً من دبابة " أرماتا" وحتى عربات " بي أم بي" من دون سائق
للمرة الأولى يتمكن ضيوف المعرض من مشاهدة دبابة " تي ـ 14 ـ أرماتا" عن قرب، حيث عُرضت هذه الدبابة الروسية بحالة الثبات. كما أُتيحت أمام الضيوف فرصة مشاهدة عربة " تي ـ 15 ـ المصنعة على أساس " أرماتا". وبحسب قول نائب رئيس الوزراء ديميتري راغوزين، فإن روسيا تتوقع تصدير أعداد كبيرة من هذه العربات المدرعة.
كما عرضت آليات لجديدة أخرى للمرة الأولى، حيث قدّم مجمع " مصنع الجرارات" عربات قتالية حديثة من طراز " ديريفاتسيا" و" دراغون" التي صممت على قاعدة " بي أم بي ـ 3"، وحصلت دبابة "ديريفاتسيا" على جهاز جديد للتحكم عن بعد مجهز بمدفع " أي أو ـ 22 أو أم" الآلي من عيار 57 ملم.
وفي نسخة " درغون" غيّر المصممون التركيبة الرئيسة لعربة " بي أم بي" ونقلوا حجرة المحرك و ناقل الحركة إلى المقدمة، وأعادوا قسم الإنزال إلى الخلف، وسلّحوا العربة بجهاز تحكم بالإنزال والقتال مشابه ولكن مع مدفع رشاش عيار " 2 أي 70 ملم".
وحظيت عربة قتال جديدة أخرى بالاهتمام وهي " بي أم بي من دون سائق"، وهي عربة " بي أم بي ـ 3" نفسها. ولكن مع منظومة " فيتياز" الجديدة يكون من الممكن التحكم بعربة " بي أم بي" عن بُعد وخوض حروب الشبكة المركزية، ومن دون مشاركة الطاقم.
ولكن ظهور هذه " العربة البرية من دون سائق" سوف يستغرق بعض الوقت، علماً بأن المغرب وميانمار قدما طلبات لشراء النسخة القاعدية لعربة " بي أم بي".
5. موضة العلامة التجارية
تركز كثير من المناقشات على مسألة جعل المنتجات العسكرية الروسية تحمل علامة تجارية خاصة. وأجمع الخبراء على أن كثيراً من العلامات التجارية التي ينتجها المجمع الصناعي العسكري تلقى نجاحاً كبيراً خلال تسويقها، علماً بأن العلامة التجارية في الصناعة الدفاعية ليست عنصر تسويق فحسب، وإنما عنصر من عناصر القوة الناعمة، ولذلك فإن العلامة التجارية للمنتجات العسكرية سوف تلقى اهتماماً أكبر في الفترات القادمة.
وفي الختام، اتفق المشاركون في الرأي على أن الفعالية والموثوقية وسهولة الاستخدام والبساطة في متطلبات الخدمة هي السمات الرئيسة للأسلحة الروسية، وعلى ذلك بالتحديد سوف يتم التركيز عند تسويقها في الخارج.
مصدر