تامر شتيوى
جــندي
الـبلد : التسجيل : 25/08/2009 عدد المساهمات : 13 معدل النشاط : 18 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: الأسرى الثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 10:26 | | |
هذا المقال هو أحد مقالات موقعى : تم حذف الرابط من قبل الادارة
(1) معنى الأسر :
الأسير هو الإنسان المقاتل المفصول للنفس من جنود العدو .
(2) وقت الأسر :
يقول الله :
( ما كان لنبى ان يكون له اسرى حتى يثخن فى الارض ) .
( حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق ) .
من حكم الله السابق يتبين ما يلى :
(1) أن الأسر يجب أن يسبقه إثخان فى الأرض .. والإثخان هو فصل القتل والإعتداء والعذاب على الأعداء فى الأرض .. لا بد أن يفصل المؤمنون القتل لجنود العدو .. لدرجة عدم قدرته على مواجهة المؤمنين .. فلا يكون منهم مقاتل واحد منفصل لقتل مؤمن واحد .
(2) وقت الأسر يكون بعد فصل العدو .. وإن كان فى قرية فلا بد أن ينفصل العدو عن حصونه تماماً فى وضع الإستسلام والإنفصال عن قتال المؤمنين .. كما حدث فى معركة الأحزاب مع الذين كفروا من أهل الكتاب .. يقول الله :
( فريقا تقتلون وتاسرون فريقا ) .
لا بد للعدو أن يكون منفصلاً عن قتال المؤمنين .. وإلا يستمر القتال والتقتيل والفصل لرقاب الكافرين ..
(3) إسلوب الأسر :
يقول الله :
( فشدوا الوثاق ) .
شد الوثاق هو فصل الأغلال والفواصل فى جسد الأسير بحيث لا يمكنه الفرار أبداً من الأسر .
(4) حقوق الأسير :
الأسير هو إنسان له حق .. هو كافر أو مشرك أحياناً .. ومؤمن أحياناً إن إقتتل المؤمنون .. أنظر مقال [ الإقتتال ] .. فالله لم يحرم الأسر فى حالة إقتتال المؤمنين كما زعم بعض أهل السنة .
ولكن فى كل الأحوال فهو انسان له حق .. حقه عند الله فى الطعام والشراب .. كحق اليتيم والمسكين .. فعندما يأسر المؤمن كافراً أو غيره ويتقدم به فليعلم أنه يسوق إنساناً له حق معادل فى الطعام والشراب لحق اليتيم والمسكين .
يقول الله :
( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ) .
الطعام الذى يحصل عليه الأسير يجب أن يكون من أفضل الطعام .. من الطعام الذى يحبه المطعم .. أى من الطعام الذى يفصله لنفسه ولأهله فيطعمهم منه .. إن هذا خلق المؤمنين .. يطعمون لوجه الله .. أى لنيل ثواب وأجر الله وحده .. لا يريدون جزاءً أو أجراً منفصلاً من الأسير مقابل ما تصدقوا به .. ولا يريدون شكراً أو عملاً منفصلاً من الأسير مقابل الإطعام .. فما يعطونه للأسير هو صدقة ينطبق عليها ذات شروط الصدقات .. والصدقة تخرج بأمر من الله .. وخوفاً من يوم القيامة .
(5) فك الأسر :
يقول الله :
( فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء ) .
من الحكم السابق يتبين أن حكم الله فى الأسير هو أحد أمرين وفق ما يتراءى للمؤمنين :
[1] المن :
هذا البديل قدمه الله أولاً .. ويعنى فصل الحرية للأسير من خلال فصل الأسير عن القيد وإطلاق سراحه دون فدية أو دون مقابل .
[2] الفداء :
الفداء هو أخذ فدية من جيش العدو مقابل إطلاق سراح أسراهم .. أى مقابل فصلهم عن الوثاق .. وهذا حلال جائز .. والفدية هنا هى ما يفصله الأسير عنه مقابل فصله عن الأسر .
والله لم يحل للمؤمن أن يقتل الأسرى .. أو يعذبهم .. أو يطلق عليهم الرصاص .. أو يمر عليهم بالدبابات .. أو يقطع أجسادهم .. أو يحرقهم .. أو يفصل عنهم الماء والغذاء .
(6) وقت الفك :
يقول الله :
( فاما منا بعد واما فداء ) .
الوقت المحدد للفك موجود فى كلمة .. بعد .. وكلمة بعد هنا تعنى وجود فاصل زمنى معين بين الأسر والفك .. فالفك ليس بمجرد الأسر وشد الوثاق .. لابد من مرور فترة ولو قليلة ليتم إطلاق سراح الأسير .. ولا يمكن تحديد فترة معينة .. فهى فترة غير محددة زمنياً .. تختلف وفق ما يتراءى للمؤمنين .
(7) أسرى النبى :
يقول الله :
( يا ايها النبى قل لمن فى ايديكم من الاسرى ان يعلم الله فى قلوبكم خيرا يوتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم وان يريدوا خيانتـك فقد خانوا الله من قبل فامكن منهم والله عليم حكيم ) .
أسر رسول الله والمؤمنون عدد من الكفار فى حرب الفرقان .. وقد أمر الله رسوله أن يقول لهؤلاء الأسرى .. أن الله لو وجد فى قلوبكم الخير والإيمان والإنفصال عن الكفر لآتاكم ما هو أفضل وأكثر من تلك الغنائم التى حصل عليها المؤمنون فصلاً منكم .. وأكثر من الفدية التى أخذوها لقاء فك أسركم .
وطمأن الله رسوله .. فإن رغبوا فى خيانتك .. أى الإنفصال عن العهد معك دون إيمان .. فإنهم قد خانوا الله من قبل .. أى انفصلوا عن العهد معه وذلك بإنفصالهم عن دينه بكفرهم وشركهم وهم فى ديارهم أسياد .. فعاقبهم الله بأن أمكن منهم المؤمنين .. فصاروا أسرى عندهم .
(8) مخالفة حكم الأسرى :
يقول الله :
( ما كان لنبى ان يكون له اسرى حتى يثخن فى الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم ) .
خالف بعض المؤمنين فى حرب الفرقان حكم الله بضرورة الإثخان وفصل الإعتداء والقتل للعدو قبل البدء فى عملية الأسر .. فقد قاموا بأسر عدد من الكافرين قبل الإثخان بسبب رغبتهم فى الحصول على الفدية مقابل فكهم .. وقد حصلوا عليها فعلاً .. ولكن الله حذر المؤمنين من ذلك ولفت أنظارهم لحبهم لعرض أو زينة وأجر الدنيا وما فيها من مال ورزق مفصول .
وبين الله أنه لولا كتاب ووعد وقول مفصول سابق قد وعد الله فيه المؤمنين المجاهدين بالجنة لأدخلهم فى الآخرة فى عذاب عظيم عقاباً على ما أخذوه مخالفة لحكم الله .
(9) أسرى بنى إسرائيل :
يقول الله :
( واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون ثم انتم هولاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان ياتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم افتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك الا خزى فى الحياة الدنيا ويقوم القيامة يردون الى اشد العذاب ) .
المن والفداء كان حكم الله فى الأسرى فى أقدم رسالاته .. وقد كتب الله على بنى إسرائيل ما يلى :
1- ألا يقتلوا بعضهم البعض .
2- ألا يخرجوا بعضهم البعض من ديارهم .
وأعطاهم الله وعداً وعهداً إن أطاعوا أوامره أن يدخلهم الجنة .. وأخذ عنهم ميثاقهم بأن يطيعوا أوامره مقابل الجنة .. وقد آمنوا وأقروا بذلك .. ولكنهم فيما بعد اتبعوا جزءً من الكتاب والشرع .. ولم يتبعوا جزءً آخراً .. ففعلوا ما يلى :
1- كفروا بالقتل والإيذاء فقتل بعضهم البعض .. وظاهر بعضهم أو إنفصلوا على البعض الآخر بالإثم والعدوان والإعتداء .
2- أخرج البعض منهم بعضهم من ديارهم .
ولكنهم آمنوا بحق الأسرى .. فمن أسر ممن يقاتلوهم ويخرجوهم من ديارهم يقبلون فديتهم ليحرروهم .. ولكن الله لا يقبل إلا الإيمان الكامل بالكتاب المنزل كله .. ولا يقبل الإيمان ببعض أحكام الكتاب والكفر بباقى الأحكام والإنفصال عن طاعتها .. ومن يفعل ذلك يعاقبه الله فى الدنيا بالخزى والعذاب والضر .. ثم فى الآخرة يرد ويفصل لأشد وأفصل العذاب .
... والله أعلى وأعلم ...
|
|