تعود طلائع القوات الخاصة الأميركية إلى ما يسمى بـ "الرينجرز"، وهي وحدة مشاة شديدة البأس شكلها أحد سكان الحدود الأميركيين ويدعى روبرت روجرز عام 1755 أثناء حرب السنوات السبع بين الفرنسيين والإنجليز على المستعمرات الأميركية الجديدة، ثم تطور معنى كلمة رينجرز ليشمل أي قوة مغيرة أو قوة عسكرية موازية.
ونشأت القوات الخاصة الحديثة عام 1952. ويعكس نمو هذه القوة الأهمية المتزايدة التي اكتسبتها أساليب حرب العصابات في التطورات السياسية والثورية المعاصرة حول العالم. ومن أساليب القوات الخاصة التي غالبا ما تكون من القوات المحمولة جوا أو المظليين المؤهلين وذوي الحس الأمني العالي، التدريب على التسلل خلف خطوط العدو وأراضيه بالاتصال وتنظيم المعارضة الداخلية ضمن عمليات عصابية.
وتتميز هذه القوات بروح الفريق وكفاءة التدريب العالية والإلمام بالأسلحة المختلفة وقتال التلاحم والقتال الليلي والعمل ضمن وحدات صغيرة والسرعة الفائقة وخفة الحركة. وتعتبر القدرة على التخفي واختراق خطوط العدو بسرعة فائقة من أهم عوامل نجاح القوات الخاصة في أي عملية عسكرية، كما تعتبر المعدات المتطورة ووسائل الاتصالات الحديثة والإلمام باللغات الأجنبية من وسائل تفوق هذه القوات.
وتستطيع هذه القوات المتخصصة القيام بأعقد وأصعب وأكثر المهام حساسية سياسيا في وقت قصير، في السلم والحرب وفي أي مكان في العالم.
وتقوم الأفرع الثلاثة للقوات المسلحة الأميركية المتمثلة في الجيش والقوات البحرية والجوية بتوفير قوات العمليات الخاصة. وأصبحت هذه القوات تعمل تحت قيادة مشتركة منذ عام 1987.
وبإمكان قوات العمليات الخاصة من الأسلحة المختلفة القيام بعمليات فردية في المواقف التي تحتاج إلى قوة صغيرة سرية تدعم قادة الدول بخيارات تقع في نطاق الجهود الدبلوماسية واستخدام القوات التقليدية بشكل كبير. وهذه العمليات قد تشمل العصيان المسلح ومكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات وما شابه. ويبلغ إجمالي قوات العمليات الخاصة 29 ألف فرد مقسمين إلى مجموعات صغيرة.
النشاطات الرئيسية لقوات العمليات الخاصة الأميركية:
العمل المباشر DA.
الاستطلاع الإستراتيجي SR.
الحرب غير التقليدية UW.
الدفاع الداخلي الأجنبي FID.
الشؤون المدنية CA.
العمليات النفسية PSYOPS.
مكافحة الإرهاب CT.
حرب التحالف/ الإسناد.
العمل المدني والإنساني HCA.
[SIZE="6"]وتحتاج القوات الخاصة إلى دعم أكثر من الوحدات التقليدية المختلفة، نظرا لتحركها في أعداد صغيرة حتى لا تقع في قبضة قوات أكبر منها.
[/SIZE
أقسام القوات الخاصة في القوات المسلحة الأميركية:
قوة دلتا Delta Force، وتقوم بمكافحة العمليات الإرهابية وإنقاذ الرهائن وتعتمد الإنزال الجوي. وفقدت العديد من أعضائها في الصومال عام 1993 عندما حاولوا اغتيال الجنرال عيديد.
الرينجرز Rangers، وهي أولى القوات الأميركية دخولا للحرب منذ الحرب العالمية الثانية، وشاركت في عمليات فشلت في الصومال وإيران.
استطلاع المارين Marine Recon، وهي قوات خاصة تتواجد في سفن البحرية الأميركية، ومن مهامها العمليات الاستطلاعية التي تسبق أي عمليات عسكرية.
قوة "سيل" البحرية Navy Seals وتعني قوات البحر والجو والبر، ويمكنها العمل في الماء أو تحته والقفز بالمظلات أو التحرك البري السريع.
القوات الخاصة لسلاح المشاة أو "القبعات الخضراء" Green Berets، وهي قوات متخصصة في التفجيرات وحرب العصابات، واستخدمت لتدريب القوات البوليفية التي كانت تقاوم المناضل الشيوعي جيفارا.
طرق تسلل القوات الخاصة
تعتمد القوات الخاصة أربع وسائل للتسلل خلف خطوط العدو:
طريقة HAHO للقفز المظلي، وهي عملية قفز من الطائرات من ارتفاعات تزيد أحيانا عن ارتفاع أعلى القمم الجبلية في العالم، ويفتح الجنود المزودون بالأكسجين والملابس الواقية من البرد مظلاتهم بعد القفز مباشرة.
طريقة HALO للقفز بالمظلة، وهي عملية قفز من ارتفاعات عالية، ويتأخر الجنود في فتح مظلاتهم إلى نقطة تمكنهم من تجاوز مجالات ردارات الخصم.
التسلل البحري أو البري، وهي طريقة أخرى تمكن القوات الخاصة من التسلل خلف خطوط الخصم عبر المجاري المائية أو الغابات والصحارى
مهام أخرى للقوات الخاصة
اقتفاء أثر قوات الخصم، ويتم ذلك عبر آثار معدات تلك القوات على جذوع وغصون الأشجار أو أوراقها وكذا آثار الأقدام.
الحركة والاختفاء، وتقوم بها القوات التي ترصد وتتتبع قوات الخصم وتختار الحركة ليلا والتوقف نهارا والسير في المناطق السهلية دون المرتفعة وتجنب السير في الطرق المأهولة بالحركة.
سبل انسحاب القوات الخاصة
الوسيلة الرئيسية في ذلك هي المروحية الحربية بلاك هوك، وهي مروحية متعددة الأغراض والمهام تستخدم في نقل المساعدات الطبية والجرحى، والبحث الحربي وعمليات الإنقاذ، والتسلل، وتزويد فرق عسكرية إضافية. وتتميز هذه المروحية باتساع المدى الذي تغطيه، وقدرتها على حمل كميات كبيرة من التجهيزات، ومزودة بدروع لتحمل ضربات القنابل، ويوجد منها عدة أنواع تبعا لاختلاف المهمة، وتحمل صواريخ من نوع Hellfire ومدافع نوافذ جانبية.
[SIZE="6"]معدات القوات الخاصة
[/
SIZE]
بنادق القنص من طراز باريت 50 مم.
جهاز تحديد الموقع GPS.
أجهزة الاتصال اللاسلكية.
حقائب الظهر المتعددة الأغراض.
قاذفة القنابل اليدوية، وهي بندقية M16 شبه أتوماتيكية للقنابل اليدوية M201.
الدروع الشخصية.
ألغام الكليمور.
مسدس سيج ساور شبه الأتوماتيكي.
قنبلة يدوية فوسفورية M15.
رشاش خفيف إف أن مينيمي.
منظار ليلي.
العمليات الخاصة التي قامت بها القوات الخاصة الأميركية
التدخل في إيران عام 1980 لإطلاق سراح 52 رهينة أميركيين محتجزين داخل السفارة الأميركية في طهران، وفشلت العملية الخاصة.
التدخل في لبنان عام 1983 ومقتل 239 من قوات المارينز في هجوم انتحاري على مقرهم في بيروت، والرد الأميركي بقصف المواقع السورية في لبنان ثم الانسحاب من الأراضي اللبنانية.
التدخل في غرينادا عام 1983 وإنزال 1900 من القوات الخاصة الأميركية عقب اغتيال رئيس وزراء غرينادا، وإعادة الأمن إلى البلاد.
التدخل في بنما عام 1989 تحت غطاء حماية المواطنين الأميركيين هناك، وأدى التدخل إلى إسقاط حكومة نورييغا عدو أميركا.
حرب الخليج عام 1991 حيث قادت الولايات المتحدة تحالفا دوليا أسمته "عاصفة الصحراء" لتحرير الكويت من الغزو العراقي لها، وقد شارك في هذه الحرب إلى جانب الجيش عناصر من مختلف مجموعات قوات العمليات الخاصة بالإضافة إلى قوات التحالف الأخرى.
عملية الصومال عام 1993 حيث حشدت قوات الرينجرز تحت مظلة الأمم المتحدة في محاولة لإعادة السلام بين القبائل المتناحرة والقبض على محمد عديد، لكن العملية باءت بالفشل وقتل فيها عدد من الجنود الأميركيين ومُثل بجثثهم وأسقطت مروحيتان من طراز الصقر الأسود Black Hawk.
حرب أفغانستان عام 2001 حيث نقلت مصادر أميركية عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن واشنطن دفعت بوحدات صغيرة من القوات الخاصة (حوالي 200) إلى داخل الأراضي الأفغانية وهاجمت عددا من مواقع حركة طالبان في جنوب أفغانستان.