بوتفليقة يأمر وزارة الدفاع باعادة بعث مدارس الأشبالتاريخ المقال 10/02/2008
أعلنت أمس، وزارة الدفاع الوطني، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، أصدر قرارا يقضي بإعادة فتح "مدارس الأشبال" على مستوى مدرسة بكل ناحية عسكرية.
وأوضحت وزارة الدفاع الوطني أن ذلك سيتم "على الأمدين القصير والمتوسط"، والطورين الدراسيين المعنيين هما الطورين المتوسط والثانوي، وستكون الانطلاقة بمدرسة نموذجية مطلع العام الدراسي القادم أي سنة 2008، وأشارت وزارة الدفاع في بيان لها وردت نسخة منه لـ"الشروق"، إلى أن هذه المدارس ستكون خاضعة لوصاية وزارتي الدفاع الوطني والتربية الوطنية.
وأوضح ضابط سامي بوزارة الدفاع الوطني، اتصلت به "الشروق" حول الموضوع، أن القرار يندرج في إطار عصرنة واحترافية الجيش الوطني الشعبي تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية، في رسالة سابقة وجهها إلى قادة الجيش وحدد فيها أولويات المؤسسة العسكرية خلال المرحلة القادمة وركز على تكوين الأفراد، وقال مصدرنا أن الرئيس بوتفليقة يسعى من خلال إحياء مدارس الأشبال إلى ضمان توظيف إطارات مستقبلا يتمتعون بالكفاءة والتخصص في صفوف الجيش الوطني الشعبي.
وكانت قيادة الجيش قد قامت بإنشاء مدرسة خاصة بالرويبة يشترط للإلتحاق بها الحصول على شهادة البكالوريا، ويدرس الطلبة هناك لمدة 3 سنوات قبل الإلتحاق بالمدرسة العسكرية للهندسة المدنية.
وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد أعلن عن رغبته الكبيرة والشخصية من أجل "تطوير الأداة الدفاعية وتحديثها" من خلال "بناء جهاز دفاعي يكون قادرا على ضمان المرونة في التوظيف ومراعاة مطلب تشبيب هيئة التأطير"، وشدد على شروط التوظيف والتأطير وترقية الضباط الشباب في مناصب مسؤولة.
وحرص بوتفليقة على التأكيد أن المنطق يقتضي أن تؤول إلى الجيل الجديد من الإطارات "مهمة تحقيق تحديث الجيش الوطني الشعبي وجعله يضطلع بمواصلة رسالة جيش التحرير الوطني".
ويعد أغلب قادة المؤسسة العسكرية الذين يتولون مناصب سامية في الجيش من خريجي مدارس الأشبال التي كانت موزعة في السابق على تلمسان غرب البلاد، القليعة بولاية تيبازة التي كانت خاصة بالطور الثانوي وقالمة، وينتظر رفع عدد المدارس استنادا إلى بيان وزارة الدفاع الوطني، بعد قرار الرئيس فتح مدرسة في كل ناحية عسكرية تابعة لقيادة الجيش، كما سيمس التكوين الطورين المتوسط والثانوي بعد أن كان في وقت سابق يشمل الطور الإبتدائي.
تم غلق "مدارس الأشبال" في الثمانينات، حيث تم إنشاؤها تحت إشراف الرئيس الراحل هواري بومدين للتكفل بالأطفال من أبناء الشهداء من طرف الدولة من خلال إدماجهم في هذه المدارس منذ الصغر، وكان النظام التربوي صارما جدا بشهادة خريجيها الذين يتقلدون اليوم مناصب مسؤولة وسامية في المؤسسة العسكرية وينتمي أغلبهم لهيئة التأطير والتدريس.
وبرأي الضابط السامي الذي تحدثت إليه "الشروق" فإن القرار يندرج في إطار انخراط المؤسسة العسكرية في مكافحة البطالة من خلال ضمان مناصب شغل للشباب الذين يقبلون بكثرة على الإلتحاق بمختلف مصالح الجيش، لكن وفق شروط أهمها إعداد إطارات و"نخبة" المرحلة المقبلة.
المصدر